كاتب عراقي
لماذا وقف العالم معكم ضد التنظيم الارهابي ( داعش ) ولماذا نحارب الارهاب نيابة عن العالم ولماذا ذهب المالكي الى الفلوجة بعد ان ذهب لمطاردت اوكار الارهاب في صحراء الانبار ولماذا سكت المالكي طوال سنتين متتالية وهو يسمع بأذنيه ان التنظيمات الارهابية تتخذ من صحراء الانبار ملاذا أمنا لها ولماذا ولماذا والف لماذا ،
بالامس كان الطاغية المقبور ( صدام العوجة ) يقاتل ايران نيابة عن الامة العربية وارسل بشبابنا ورجالنا الى محرقة الموت والتي ذهب ضحيتها قرابة المليون وخلف لنا ارامل وايتام ومعوقين ناهيك عن الدمار الذي تعرض له الاقتصاد العراقي وتراجع العملة العراقية وهجرة الملايين من ابناء هذا الشعب المنكوب ،
اليوم ويا للغرابة في موقف الحكومة العراقية وهي تردد ذات الشعار الذي سوقه المقبور صدام ولكن بعنوان اخر الا وهو محاربة الارهاب نيابة عن العالم وجيشت لذلك الاعلام والاغاني الوطنية وكأن العراق كتب عليه ان يقاتل بالنيابة ،
الكل اجمع وبدون استثناء مناصرة الجيش العراقي في حملته ضد الارهاب في صحراء الانبار ودك معاقل الارهاب ولم نسمع اي اعتراض يذكر ، بل الجميع أيد هذه الحملة وجند اعلامه من اجل القضاء على هذه التنظيمات التكفيرية والارهابية ،
كما ان مثل هذه الحملة في صحراء الانبار تعد ضربة استباقية وان جائت متأخرة كما انها تجنب المواطن العراقي وجيشه الباسل والدولة العراقية اي انتقادات او خسائر وهذا ما دفع الجميع لمناصرة الجيش في حربه العادلة ضد الارهاب ،
هنا يأتي السؤال الاهم والذي يثير الكثير من علامات الاستفهام وبعد ان توحد الجميع في مواقفه ضد الارهاب انحرف مسار العمليات ليتجه الى ساحات الاعتصام في الانبار والفلوجة وفتح جبهة نحن في غنى عنها على اقل تقدير في الوقت الراهن ،
بسبب هذه الخطوة الغير مدروسة والخاطئة من قبل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي انفرط الاجماع الوطني في مواجهة الارهاب وفتح الباب امام المتصيدين والمتربصين بالعملية السياسية وكذلك زج الجيش العراقي في مواجهة لايحسد عليها اطلاقا ،
ما الذي دفع القائد العام للقوات المسلحة ان يغير بوصلة الحرب ويذهب لقتال تنظيم داعش في المدن وهو يدرك ان الجيش العراقي لازال يحتاج الكثير لكي يكون في جاهزية كاملة من اجل ان يدخل في مثل هكذا حرب ، هل كان القائد العام للقوات المسلحة يريد مطاردة داعش ام انه كان يريد من وراء ذلك ان يحصل على مناصرة الشعب العراقي له في حملته الانتخابية بعد ان فقد الكثير من شعبيته على مدى الثمان سنوات التي خلت ،
ولماذا قبل على نفسه ان يحارب الارهاب الداعشي وغيره نيابة عن العالم ولماذا قبل ان تكون الاراضي العراقية ساحة مفتوحة لمثل هذه الحرب التي لاتضر الا بالعراق وشعبه وجيشه ، ولماذا سكت اغلب الساسة العراقيين وبالخصوص التحالف الوطني العراقي ،
اما كان الاجدر بالحكومة العراقية ان ترفض مقاتلة الارهاب نيابة عن العالم قبل ان يكون هناك دعما حقيقيا وكافيا بالسلاح والمعلومات التي تحفظ لنا دماء ابنائنا في الجيش العراقي والكل يعلم ان السلاح الذي تمتلكه التنظيمات الارهابية سلاح متطور ودعم سعودي مفتوح على مدار الساعة ،
في الختام نتسائل ونسأل الساسة العراقيين وعلى مدار العشر سنوات لماذا لم ولن نسمع هناك اجماع دولي أوعربي على وجه الخصوص من الارهاب الذي طال العراقيين وذهب بسببه مئاة الالاف من الابرياء وخلف لنا ملايين الارامل والايتام ، ولماذا يستمر هذا المسلسل بموافقة الحكومة العراقية على ان تكون هي من تقود الحرب ضد الارهاب نيابة عن العالم في الوقت الذي لانجد فيه دعما حقيقيا كان دوليا او عربيا .
https://telegram.me/buratha