المقالات

محرقة الطائفية نظرية الحكام

571 21:45:00 2014-01-31

سعد الفكيكي

يحُدثنا التأريخ عن تحرير العراق، وأن حضارته الأسلامية بدأت من هنا، ولم يذكُر أن الأنسانية والأحساب العربية لم تكُن موجودة فيه، فقد كان في العراق العديد من القبائل العربية المعروفة، ومنها القبائل التي قاتلت الفرس؛ في معركة (ذي قار) بقيادة(هاني بن مسعود الشيباني، وأياس بن قتيبة الطائي). كانت أرض العراق تسمى بـ(أرض السواد)، وسميت بهذا الأسم عند بداية دخول الجيوش الأسلامية اليه، في العهد الساساني، فعندما خرج الجيش المُحرر من أرض الجزيرة القاحلة، بأتجاه العراق، ظهرت الخضرةُ والزرع والأشجار، على أبواب وادي الرافدين، ولكون الخضرة توهم الناظر من بعيد، باللون الأسود، لذلك أطلق عليه المسلمون هذا الأسم. فمتى أصبح العراق سنياً؟ اذا كانت جذوره عربية قبل الأسلام، وهل أصبح شيعياً؟ عندما نقل الآمام(علي بن ابي طالب)(ع) مركز الخلافة من الحجاز الى الكوفة، أم أن عدالة أمير المؤمنين كانت مقتصرة على أتباعه وأنصاره، ولم يكن في العراق والحجاز من يقفون بالضد منه؟ فكيف تحقق العدل في دولة علي(ع) مع وجود الظلم؟ حتما كانت العدالة العلوية متساوية على الجميع مع عدم وجود الظلم، فمن الذي قام بعد ذلك بأفراز الطوائف وأوجد التنافر بينها؟ ولو تتبعنا التأريخ لوجدنا أن الحكام الظالمين، من فعل ذلك وأوجدوا الفتنة بين المسلمين، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، ابتداً من دولة بنو أمية، وبنو العباس، وليومنا هذا، وقول يزيد بن معاوية(سعت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل)، أعتراف صريح بالكفر وتكذيب القرأن، من أجل المُلك، والحكام ينظرون الى كل من يقف بالضد منهم بأنه ينازعهم على ذلك، والثارات الدينيّة، غالباً ما تُستغل من قبل السلاطين، للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها، فالحكام هم المسؤولون عن أخماد او تأجيج الطائفية، بتقريب طائفة على حساب أخرى.أن تعددت الوسائل بأختلاف الوقت فالهدف واحد(كرسي الحكم)، فالعراق يشهد تفاقم طائفي كبير مع كل أزمة، التي تجعل من الصعب الوقوف على الحيادية، لمن لا يريد أن يكون جزء من الصراع، وأخرها عمليات الأنبار، التي آشعلت العداء الطائفي والسياسي، بل أنها بدأت تُفرز تركيبة غريبة من الأحقاد التي لم يسبق لها نظير في تأريخ العراق. أخر الكلام: بالرغم سواد المشهد ، إلا أن ما يشهده العراق اليوم ليس إلا ظرفا سيمضي، حاملاً معه دموعه و مآسيه، تماما مثلما مضت حقبات أخرى، وأخذت معها الغُزَاة والمستبدّين، فقد ذهب المغول، وبقي العراق العريق بحضارته و تاريخه، وأنجب بعد ذلك العلماء و المفكرين والمثقفين، المحفورة ذكراهم بالتأريخ، وذهب البعث والنظام وأخذ معه جميع طواغيته وأذنابه بسقوط الصنم، وبقي العراق، وأن(غداً لناظره قريب)، لم يبقى على الأنتخابات ألا أيام معدودات وسينفذ الشعب عقوبته بحق ظالميه، وسيذهب نــــ...! ويبقى العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك