سامي جواد كاظم
الانتقاد من اهم اولوياته ان الشيء المنتقد موجود وثابت نصا من غير ان يقوم المنتقِد بتاويل النص وفق مفهومه واتهام الاخرين به ومن ثم القاء سفاسفه النقدية لهذا النص، ومثل هؤلاء قد يكون اصل ما يريدون اثباته فيه بعض الصحة الا ان انتقاده الاهوج يذهب به بعيدا عن المنطق وقد يساعده على ذلك ان حامل الفكر الذي ينتقد متعصب ولا يفقه في النقاش فيكفر الاخر فتكون صبغة التكفير وعدم التفكير من الاتهامات التي يروجها اصحاب الافكار الحديثة النقدية للخطاب الاسلامي .وقبل كل شيء لابد لنا من تشخيص الخطاب الديني فمثلا حامد او زيد هو يعرف الخطاب وفق افكاره ويبدا بنقده بالرغم من ان الخطاب الديني له عدة اوجه بسبب مرونة اللغة العربية وتعدد المذاهب ،حسب راي حامد ابو زيد " التفريق بين الدين و التدين: الدين هو عبارة عن مجموعة من النصوص المقدسة و الثابتة، و التدين أو الفكر الديني هو الإجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص، و هي إجتهادات تختلف من عصر الى عصر و من بيئة الى بيئة"، ولكن اجمالا يمكن فهم الخطاب الديني هي الافكار التي تاتي بها السماء الى الارض وتكون باربع اتجاهات وهي تقويم علاقة الانسان بخالقه ومع نفسه ومع المجتمع ومع الموجودات الاخرى كان يكون الحيوان والنبات . هذا هو الدين واما النصوص التي تثبت هذه العلاقات الاربع فيكون الحديث عن تفسيرها وتاويلها بحث اخر وهو ليس حكرا على شريحة دون غيرها كما يدعي ابو زيد فانت تستطيع ان تفسر ما تشاء وتطرح ما تريد من اراء بدلا من اشغال قلمك وفكرك في نقد الاخرين لتاويلات انت اولتها ومن غير وضع الحلول لما تعتقده خطا بل مجرد الانتقاد . فعلاقة الفرد مع الله هي من خصوصية الفرد فان كان يتقن هذه العلاقة فانه لا يحتاج لا الى فقيه ولا الى علماني ولكن ان اشكل عليه بعض جوانب هذه العلاقة فمن المنطق ان يستنجد باصحاب الاختصاص فلو اشكل عليه امر في الصلاة او الصوم او الحج فانه يسال الفقيه لا ان يسال النجار.واما علاقة الفرد مع نفسه فهذا ايضا من خصوصياته والدين يطالب الفرد بان يكون بافضل صورة علما وشكلا واجتماعيا ، والاهم علاقة الفرد بالمجتمع فهذه العلاقة تثبتها النصوص الدينية ( قران وسنة ) وهذه النصوص لها رجالاتها في تفسيرها ويستطيع حامد ابو زيد ان يلجها .اما تجديد بعض المفردات التي كانت تستخدم في زمن الرسول والصحابة فهذه ليست مشكلة كان تستبدل الجزية برسوم الاقامة لان سابقا ليست هنالك دول بل اديان والان اصبحت دول فالمسلم يدفع رسوم الاقامة في بلد مسلم اخر والمسيحي يدفع رسوم الاقامة في بلد مسيحي اخر، واما الحديث عن الجواري في الكتب الفقهية هي لتوضيح الاحكام الشرعية في ذلك الزمان والتي اغلبها لم يتطرق اليها في الرسائل العملية لمجتهدي الامامية ، وليعلم من يعتقد ان هنالك امور لا يمكن لها ان تحدث اليوم فان هذا التصور خاطيء لاذكر هذا المثل : في نهاية الثمانينات كنت اقرا عن اذا تنجس ماء البئر وعن المسافة التي يجب ان يحفر البئر عن مكان الكنيف ( البالوعة) وفي حينها قلت هل يحصل هذا ؟ وبالفعل في حرب بوش الاب والابن التي تعرض لها العراق اصبح هنالك مكاتب لحفر الابار والكثير ممن تعرض للاشكالات التي تطرقت اليها كتب الفقه من نجاسة ماء البئر وكيف تطهيره ؟لك الحق يا ابو زيد كل من يدعي انه الاعلم وغيره الجاهل ولا يحق للاخرين ان يخالفوه ومثل هذا يجب فهم خطابه ونقده لا القاء سيل من الكلمات اللاذعة كان تتهمه بالجهل واستعباد العقل والغاء شخصية الاخرين، اثبت هذه التاويلات من خلال النصوص ومن ثم انتقد كتاب ابو زيد نقد الخطاب الديني اغلبه ثغرات ولا مجال لرده بمقال
https://telegram.me/buratha