بسمه تعالى
حينما يرسم الاحباط دائرة حولي اسعى لان اكون خارج تلك الدائرة وان لايطول مكوثي فيها طويلا ً كي لا تألفني وأألفها وتصبح واقع لا يليق بمنتظرة فأحاول في صمت ان اتخطى محيط تلك الدائرة دون ان يشعر أحد .
ليس خجلا ً من شعور انساني اخشى افتضاحه بل لان اغلب الوجوه التي اتصفحها لا تنفع ان تكون منهلا ً فالاحباط يفيض من نظاراتهم فكيف اسأل سائل ؟! ومن كان منهم منهلا ً اخشى عليه الجفاف من كثرة الطلب ! فابحث عن دواء وغالبا ً مايكون اية قرانية او قول لمعصوم او جملة من قصيدة حسينية او عفوية لطفل او خضرة نضرة او حكمة تجري على فم حاجة تستطيع اختراق محيط تلك الدائرة .
غير ان الاسابيع تمر وانا داخل تلك الدائرة فتذكرت علاجا ً غالبا ً ما مدني بالعافية ورفع معنوياتي وهو الكتابة فقررت كتابة سطوري هذه عسى ان تساعدني ومن تحيطه مثل دائرتي وكلما اتممت سطر احسست بالراحة ولكني لن اكتفي بهذا الشعور اذ لابد من معرفة من رسم الدائرة قبل التفنن في الخروج منها .
هل نحن من نرسم تلك الدوائر ؟ ام ان الظروف ترسمها ؟
الموت والغدر والخيانة ونحر العقيدة رايات للضالين كتب عليها ان لا اله الا الله محمد رسول الله ! سكاكين تقطع اوصال الامة بحقدها وعقيدتها الفاسدة وهي لا ترتوي بالدم المسفوك وتطلب المزيد .
مجتمع فككته عشرات الاسباب وانظوت المجاميع تحت رايات مختلفة عقائدية وقومية وسياسية واتخذت من التسقيط منهجا ً والكل يتكلم فلا يسمع احدنا الاخر ! والمرض يفتك باحبابنا واطفالنا ونسائنا والكل يتألم والم بحد ذاته يعصر قلوب محبيهم .
هذا هو عراقي ترابه يتلوى وسمائه تبكي وناسه حيارى بايدي محررة ولكن قلوبهم مقيدة بشتى القيود دوائر متقاطعة واخرى متحدة المركز نعيش بين منحنياتها وقليل من يلحظها فالاغلبية اختارت ان تعيش يوما بيوم كما يقال .
في عملي تمر السنين والاصلاح نسبته قليلة لماذا ؟ لاننا نصرف اغلب الوقت في ترقيع ما تمزق من نسيجينا هذا على محيط دائرة عمل صغيرة ومثلها في الكبيرة ( السياسية ) فالامراض ذاتها والشعار ذاته اصلح ما يخربون !! ولا تفكر في اخراج من بيده مقص التخريب ! ولا تيأس !!.
وفي المجتمع ارواح مثقبة ونفوس تشع سلبية الا الثلة القليلة فلا امر بمعروف ولا نهي عن منكر وفي كل يوم نسمع ماهو اعجب مما سمعناه بالامس وهكذا تتدور الدوائر لنجد انفسنا امام التلفاز نأكل وصور الموت والدماء ملأ الشاشات , نسمع العجيب والاعجب ولا نحرك ساكنا , تنهار البيوت امامنا ولا نفكر في طرق باب الاصلاح .
الحل : لا حل الا في الرجوع الى الله والاعتراف اننا ابتعدنا كثيرا ً عن مراضاة الله وظلمنا انفسنا والاخرين وظلمونا فاختلطت المظالم وضاعت الحقوق ويبست اشجارنا الخضراء وبدء الفحم في رسم الدوائر , دوائرنا فعل انفسنا وفعل المجتمع علينا والاصلاح المزدوج هو المطلوب وكان الله في عون عباده .
https://telegram.me/buratha