المقالات

القضاء العراقي يذكرنا بقراقوش !!

569 15:45:00 2014-02-01

رياض رحيم العوادي

نخدع انفسنا عندما نصدق خرافة أن القضاء العراقي مستقل ونزيه. فمنذ سقوط النظام السابق، بل وقبل ذلك، ظل القضاء في العراق ألعوبة بيد الحاكم وعصا غليظة يهش بها عن عصاباته ويضرب بها خصومه.لانحتاج الى جهد كثير لنبرهن على أن المحاكم الخاصة في العهد البائد كانت تأتمر بأمر رئيس النظام وتحكم بلسانه وتعدم خصومه من دون أدلة. اما محاكم هذا النظام فأنها لاتقل سوءاً عما سبقتها، وكل ما طرأ من تغيير على محاكم النظامين هو تغيير المستبد الاول بالمستبد الثاني. ومع أن القضاء قد تم توصيفه مستقلاً بالدستور النافذ. ألا أنه: لا القضاء ولا الدستور مستقلان عن سلطة رئيس الحكومة الحالي.كلنا على اطلاع بما يتعامل به القضاء العراقي مع خصوم المالكي، واحكامه صارت في معظمها موضع شك، وقد استغل رئيس الحكومة القضاء وخاصة المحكمة الاتحادية منه أسوأ استغلال وجعل منها وسيلة لتفسير الدستور العراقي حسب رغبته وآلة للأنتقام من مناوئيه وخصومه السياسيين.قبل أيام أصدرت محكمة النشر التابعة لمجلس القضاء الاعلى أمرين بالقاء القبض على القاضي السابق والمحامي الحالي منير حداد. وأمراً آخراً بالقاء القبض أيضاً على الصحفي سرمد الطائي. والتهمة الموجهة لكليهما هي التشهير برئيس الوزراء بناء على شكوى أقامها أحد محاميه.المستهجن هنا هو إن محكمة النشر قد استعملت الوسيلة الاقسى لأحضار المشكو منهما وهي أمر القاء القبض عليهما وخّول الاجهزة الامنية تنفيذ الامر، بدلاً من الاستدعاء المتعارف عليه والذي كانت تعمل به المحكمة نفسها في دعاوى نشر عديدة ، حيث كانت تبلغ الطرف المشكو منه من خلال أحد موظفيها شخصياً أو توجه كتاباً الى الصحيفة او المطبوعة التي نشر فيها المقال المشكو منه، وتحدد في كتابها او تبليغها موعداً لسماع افادة (المشّهر). لكن الأمر إختلف عندما يكون المشتكي هو رئيس الوزراء وهنا لجأت المحكمة الى اقسى وسائلها وهي أمر القاء القبض على القاضي السابق والصحفي المعروف، وسلكت المحكمة هذا الطريق: إما تملقاً لرئيس الوزراء أو انها تعده مواطناً بأمتياز يختلف عن غيره من المواطنين، مع أن الدستور قد جعلهم سواسية !كان يفترض بالمحكمة أن توجه كتاب استدعاء لحداد والطائي، خصوصاً وإنهما شخصيتان معروفتان مكانةً ومكاناً. إلا أنها انساقت وراء سلطة المالكي وداست المهنية بقدميها. خصوصاً وأن الشكوى محل نقاش ولا يمكن عدها قطعية، مثل أي جريمة مثبتة على الجاني. فالمالكي قال أنهما قد شهرا به، وهذا يستوجب أن لايصدر أمر القاء القبض قبل التأكد من ذلك. والتأكد هو سماع افادتيهما، فلعل هناك رداً مقنعاً عند أحدهما يدحض ما ذهب اليه المالكي في شكواه. ولعل لديهما دليلاً على صحة ما ورد في المقالين أو المقالات التي ادعى المالكي إنها تتضمن تشهيراً به.سمعت من زملاء لسرمد الطائي، أنه على استعداد لتقديم قرائن وأدلة على صحة ماورد في مقالاته أو مقاله المشكو منه. وكان العدل هنا يوجب أن يستمع قاضي محكمة النشر المكلف بالتحقيق في الشكوى، وعلى اساس قناعته في صحة او عدم صحة قرائن المشتكي وادلته ودفوع المشكو منه يصدر القاضي أمراً بالقاء القبض على الطائي وحداد.. وما حصل لايعدو كونه الا استخفافاً بالقضاء العراقي وأهانةً للدستور الذي ساوى بين العراقيين . وتملقاً من القاضي لرئيس الوزراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
من فئة مضطهدة باسم القانون الاعوج في العراق
2014-02-02
العراق بلد فيه قانون قوي على الضعيف وهزيل امام الاقوياء الذين هم حيتان المنطقة الخضراء . اتحدى اي شخص في العراق او خارجه ان يقول هناك قانون عادل ، هناك قصص وقصص عن جرائم ترتكب تجرى تحت القانون . العراق لاقانون ولادين فيه فليفهم الجميع لاقانون ولا دين.
ابو هاني الشمري
2014-02-02
اتفق معك في قضية القاضي منير حداد واختلف معك اخي (رياض) في القرار ضد سرمد الطائي فهذا الشخص مريض وحاقد على العراق وأهل العراق ... والمسألة ليست قضية حكومة او نوري المالكي وإنما هذا الشخص واشباهه مثل بهجت الكردي واضرابهم فهم اشد حقداً ولؤما من عتاة البعثيين على العراق وشيعة العراق, وهذا الشخص وأمثاله يتلونون كالحرباء مع الاوقات ولمن يدفع لهم اكثر كي يبثوا سمومهم ضد العراق وشعبه. وقائمة هؤلاء الصحفيين لاتقتصر على سرمد وإنما هي قائمة طويلة. ولكن قد اتفق معك في انتقاء من هو مطلوب حسب مزاج الحكومة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك