المقالات

طلب ليس مستحيل

431 09:29:00 2014-02-02

واثق الجابري

وا تزال الأحداث السياسية توظف نفسها للمعارك الشخصية الحزبية، وأكاد اجزم إن ما يجري، من تقلبات يومية لأغراض إنتخابية، تعودنا أن تساق علينا شعارات ووعود، وتحديات كبرى يواجهها المواطن وحيداً بجسده ومصدر عيشه وكرامة حياته. مئات الشاشات تنفث سمومها، تأخذ صورنا وتركب عليها رأس لا يشابهنا في الملامح والتفكير، وتسمع أهاتنا وتفعل ما يعاكس إرادتنا، يقتطع الحديث الوطني ويحول الى حديث معادي، تطلق تصريحات نارية، وفي الخفاء إنحناء وتذلل وخضوع وتنازل عن حقوق شعب تعتصرعه الأهات وتقلبه الحسرات، وتنخر على خده أخاديد المعاناة. المواطن كل يوم يمتحن ألف إمتحان، بين التفجيرات ومشقة العيش، وتصريحات سياسية تطحنه، يشعر ان الحجر يتدرج من الأعلى يسحق كل من يقف بطريقه.الخداع أسهل الأساليب عند بعض الساسة، وفبركة المواقف أبشعها، ترسم صور تتناقلها ماكنة الإعلام الهائلة، ويعرف منتجها إنها ستكشف؛ لكنه يصر وان أعطى انطباع في اذهان عشرة من المتفرجين التابعين، وهم أيضاً يتقلبون على جمر يعد في مطابخ السياسة القذرة، وعود وشعارات تصوغها شركات عالمية بمليارات تقتطع من أجسادنا، وتتقاذف الأفكار في صدور بعضنا، وأصبح الكثيرمنا لا يعرف كيف يقضي هذا اليوم وما يحلُّ به غداً.ما نكاد نصدق إن الحكومة أذعنت للضغط الشعبي؛ حتى توافق على مشروع البترودولار، ولا يمكن أن نصدق حتى ترفع تعليقها القانون في الأدراج العالية، يستنزف من مدن النفط منتجاتها وينتظر الطعن به مرة أخرى، مزقه الروتين والعراقيل والمطبات، لا يفسر التعطيل سوى لإمتصاص البترول والدماء، وإلاّ ماذا نفهم الإعتراض على قانون المحافظات 21 المعدل بعد الإقرار والنشر في الصحيفة اليومية.سياسة المماطلة والتسويف تتلاعب المشاعر، ويحز بالنفس ان تجد المشكل في تصاعد والفقير يزداد فقراً، والأمن يتجه للإنهيار على خطى ترسمها القاعدة، تسقط المؤوسسات وتحتجز الأبرياء ولا سبيل سوى أحراق الموقع بما فيه، ومشاريع بعيدة المنال توقيتها قبيل الإنتخابات، تتاجر بالحقوق ولا نستغرب ان توزع أراضي أطلال الاسواق المركزية والمكاتبات العامة على الرياضيين!البلد لايبنى بسياسة التقاطعات والنعوث والتشويه والإلتفاف على القوانين، من مشروع البترودولار الى منحة الطلبة ثم قانون التقاعد، وملايين العوائل لا يمكن أن تنتظر طويلاً، تخادعها شركات عالمية، تشعل الإحتقاق ويدفع ضريبتها المواطن.على وجوهنا أخاديد القهر والحرمان، وظلم توزيع الثروات الأزلي، وحجر المصالح الضيقة، سيسحقنا واحد تلو الأخر، لا تزيله الاّ الأيادي المتشابكة.الحوار لغة البناء الوطني، يرسخ مفهوم الوطنية، تفرز من يريد السوء، وتضع حد للمطالب البسيطة في بلد الخيرات، والمواطن ليس معنيّ بالخلافات الشخصية المعطلة للمشاريع، ينتظر الحلول ولا يعترف بالشعارات، يتطلع للمصداقية والجرأة لا سيول الوعود قبيل الدورة النيابية، نحتاج حديث لا ينتمي الى طائفة او مذهب او دين، وكل ما نريد ليس بالطلب المستحيل؛ نريد العيش مثل بقية الشعوب!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك