المقالات

الشراكة السياسية عالميا وعربيا وعراقيا

445 09:00:00 2014-02-04

حميد الموسوي

كثيرا ما يتحاشى التجار والمقاولون وكل العاملين في حقول التجارة الساعون لتحقيق المزيد من المكاسب والارباح وصولا لثروات طائلة تمتد بهم دوليا وعالميا.. كثيرا مايتحاشى هؤلاء اللجوء الى الشراكة، ولأن اضطروا اليها في بداية الطريق لسبب قلة الخبرة والمعرفة والكفاءة في مجال التجارة او بسبب صغر حجم رؤوس اموالهم فسرعان ما يفضون تلك الشراكة بالتراضي ويتفردون باعمالهم محققين نجاحات باهرة.اما في مجال السياسة فقد رأينا الشراكة في ثلاثة انواع بارزة على الساحة :- النوع الاول دولي / يشترك حزبان اواكثر لتشكيل الحكومة في حال عدم تحقيق الحزب الفائز في الانتخاب النصاب الذي يؤهله لتشكيل الحكومة منفردا.حيث تعمل هذه الحكومة بتفان منقطع النظير لتقديم ماهو افضل للبلد وقطع الطريق على تربص المعارضة التي تتشكل من الاحزاب التي حققت اقل النسب من الاصوات والتي تعمل كرقيب على عمل واداء الحكومة لتحسينه احيانا و تبحث عن اخطاء وهفوات الحكومة لاسقاطها احيانا اخرى.النوع الثاني عربي / برز هذا النوع في بداية النصف الثاني من القرن العشرين .وفق اسلوب الاشتراك في الانقلابات تبناه ضباط من مختلف التوجهات الدينية والقومية واللبرالية اطاحت بالانظمة الملكية واسست جمهوريات مدنية كما حصل في جمهورية مصر العربية،وتونس، والعراق ،وسوريا ،والسودان ،واليمن ،وليبيا ... وهذا النوع من الشراكة لايستمر طويلا اذ يتآمر المشاركون في الانقلاب على بعضهم بعد فترة وجيزة لتتسلط الجهة الاقوى وتتفرد بالحكم بعد ان تصفي شركاء الامس بمختلف الاساليب والطرق وابرز الامثلة على ذلك البعثيون وصدام في العراق، والنميري في السودان،وعلي عبد الله صالح في اليمن، والقذافي في ليبيا.النوع الثالث من الشراكة عراقي / تفرد العراقيون بهذا النوع من الشراكة العداوة في آن .الكتل المشاركة في العملية السياسية هي برلمان وهي حكومة وهي معارضة!. معارضة ليست بناءة طبعا..فما ان تطرح كتلة من الكتل مشروعا حتى تتصدى لاسقاطه كتل اخرى حتى لايحسب نجاحا تستفيد منه انتخابيا!.وما ان يسافر رئيس الوزراء الى دول عظمى لعقد اتفاقيات سلاح او تجارة او تعاون مشترك حتى يتبعه رئيس البرلمان ونائب رئيس الوزراء ليحرضا تلك الدول ويشوها الصورة ويزورا المعلومات عما يجري في العراق.وما ان تتصدى القوات المسلحة لدحر الارهاب حتى ترتفع عقيرة بعض الشركاء تشكيكا في عقيدة الجيش وتثبيطا لمعنوياته واتهاما بالطائفية!.وما ان تنفذ احكام الاعدام باعتى المجرمين حتى تنبري كتل معين مستجيرة بالمنظمات العالمية لتخليص المجرمين من العقاب العادل!.حصل هذا ويحصل منذ سقوط السلطة السابقة في 9/ 4 / 2003والى يوم الناس هذا . الجديد في الامر ان هذه الجهات اخذت تصرح وتعمل في الاتجاه المعاكس بصورة علنية دون وجل اوحياء وهذا ما لم يحصل في اي نظام متطور اومتخلف عربي اواسلامي اجنبي !.بعد مضي اكثر من عشر سنوات يفترض بالعراقيين ان يكونوا قد اكتسبوا الخبرة التي تؤهلهم الى فض الشراكة والعمل وفق المعايير الصحيحة للحكم الديمقراطي والتي سارت وتسير عليها جميع النظم الديمقراطية في العالم والمتمثلة بوجود حكومة قوية مخلصة ،تقابلها معارضة قوية بناءة.والاّ فستبقى حال العراق من سئ الى اسوء حتى قيام الساعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك