عباس المرياني
فتحت السماء أبوابها هذا العام وأعطت من غيثها المنهمر بركات ومحاسن شحت بها السماء على مدار سنوات طويلة وبات على أصحاب الشأن والاختصاص النظر الى هذه النعمة والبركة نظرة تفاؤل وخير يمكن استثمارها في تعزيز القطاع الزراعي وتحقيق نجاح غير مسبوق في جميع القطاعات الزراعية والقطاعات ذات العلاقة وهذا الاهتمام من شانه ان ينهي حالة السبات والإهمال والضياع التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي.ولان العراق بلد السواد لكثرة خيراته وأنهاره ومياهه منحته السماء هذه السنة ميزة إضافية يمكن لوزارة الزراعة ان تستثمرها وتنهي حالة الخصام مع المنتجات الزراعية المحلية الغائبة عن السوق العراقية وتعطيها قوة ودافع لان تعود من جديد الى الواجهة وتشجع الفلاح والمستثمر العراقي لان يعود الى أرضه التي أصبحت جاهزة لان تزف باحلى واجمل صورة بعد ان اكتست بثوب النظارة والزهور والورود من الشمال الى الجنوب وبعد ان امتلأت الانهار والغدران بمياه الخير من الأمطار وبعد ان ارتوت ارض الصحراء وتخلصت من جدب وقحط السنوات الماضية.ان على الحكومة وعلى وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية ووزارة البيئة استثمار فرصة تحسن وضع التربة وزيادة منسوب المياه للعودة الى المنتجات المحلية الزراعية التي اصبحت ثقلا وكاهلا على موازنة الدولة والمواطن بعد ان بات الاعتماد كليا على المنتوج المستورد الذي لا يرقى الى المنتوج العراقي المميز ولهذا فان امام المشرع المعني جملة من الخطوات البسيطة التي يجب عليه القيام بها من اجل ادامة هذه النعمة التي ستعود بالخير على ارض وسماء وماء وابناء العراق،وأولى هذه الخطوات هي تخصيص الاموال الكافية لوزارة الزراعة في موازنة العام الحالي لتلبية متطلبات حملة زراعية وطنية شاملة ترافقها حملة إعلامية متكاملة قوامها تشجيع المزارع العراقي وتقديم كافة التسهيلات والاحتياجات من ارض ومنح ومكائن ومعدات ومكننة زراعية يقابلها تقييد ضوابط الاستيراد ومنع المواد الغير ضرورية وزيادة نسبة الضرائب المفروضة على السلع المستوردة ودعم المنتوج الوطني.ان بامكان العراق ان يقوم بثورة زراعية مضادة يتخلص فيها من الاعتماد على استيراد المحاصيل الزراعية ويقلبها الى صالحه بتصدير هذه المحاصيل والتي كانت الى حد ليس بالبعيد منهج ومصدر لواردات الدولة وخزينتها التي تعتمد اليوم كليا على النفط ،حيث ان بامكان العراق ان يقوم بتوفير سلته الغذائية وتصدير الفائض خاصة ما يتعلق بالقمح والشعير والذرة والرز والتمور والفواكه والخضر.ان العراق بلد الخيرات ويكاد يكون الافضل من بين جميع جيرانه ولهذا فان الاستمرار بضياع الفرص امر غير صحيح وقد لا تجود السماء بعطائها في كل الاوقات لهذا فان التناغم مع الالطاف الالهية سيعزز فرص الخير وزيادة البركات التي من شانها ان تعود الى الفلاح والمزارع والى خزينة الدولة والقطاعات الاخرى التي هي احوج الى هذه الاموال بدل اهدارها في منتجات يمكن انتاج وزراعة ما هو افضل منها في العراق.
https://telegram.me/buratha