صالح المحنّه
الرياض - (وكالات): قرر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود أمس (يعني يوم الاثنين المصادف 3/2/2014) معاقبة كل «من يشارك في أعمال قتالية خارج» المملكة بالسجن بين 3 سنوات و20 سنة وذلك انطلاقاً من «سد الذرائع» ومنع الإخلال بالأمن و»الضرر بمكانة المملكة !!!لهذه الأسباب فقط لسدّ الذرائع وإبعاد شبهة الإرهاب عن المملكة السعودية وعدم الضرر بمكانتها ..أصدر خادم الحرمين الشريفين قراره الذي خلا من اللمسة الإنسانية وخلا تماماً من الإستنكار الضمني والعلني لإفعال مقاتليهم الإرهابيين خارج مملكتهم ! القرار الذي تمخّضت عنه القيادة السعودية ..هو دفعا للضرر بمكانة وسمعة المملكة البيضاء ! لا دفعاً لضرر الإرهابيين الذين ملئوا الدنيا خراباً ودماءاً...! لايختلف إثنان في العالم على دور السعودية في دعم الإرهاب في جميع أرجاء المعمورة ...دعمه فكرياً ومالياً ومخابراتيا.. ففي كلّ عملية إرهابية تحدث في العالم لابد وأن هناك مشاركة فعلية من قريب أو بعيد للملكة البيضاء ! أما أن يكون المجرم سعودي الجنسية فعليها تكاليفها.. وأما إذا كان غير سعودي .. فحزامه الناسف أو سيارته المفخخة مدفوعة من المال السعودي ! القرار السعودي الذي أطلقه الملك لا يحمل هدفاً إنسانياً واضحاً .. ولم يكنْ نتاج شرفٍ أو صحوة ضمير .. أو ضجر من رؤية الدماء وقطع الرؤوس !! لاهذا ولاذاك.. بل هو لذر الرماد في العيون ..وجاء نتيجة الإحراجات والضغوط الدولية التي كشفت دور السعودية البارز والمفضوح في دعم الإرهاب في العالم ..من خلال التهديد الروسي الأخير بعد أن ثبت تورّط الجهاز المخابراتي السعودي الذي يمثله بندر بن سلطان في توفير المعلومات والدعم المادي للعملية الإرهابية التي ضربت محطة القطارات في مدينة فولغو غراد الروسية.. إضافة الى المعلومات السرّية الخطيرة التي كشفها الإرهابي ماجد الماجد الذي تربطه علاقة وثيقة ببندر بن سلطان والذي صفّاه عملاء المخابرات السعودية في سجنه ببيروت والتي تكشف دور السعودية في تأجيج الفتن الطائفية ودعم الإرهاب في العراق وسوريا ولبنان وغيرها .. إضافة الى ضغوط المنظمات الحقوقية الدولية في العالم التي تمتلك الأدلة والوثائق التي تُدين النظام السعودي وتفضح دوره في تورّطه في دعم الإرهاب في العالم ..قرار الملك بتهديد المقاتلين خارج السعودية بالسجن بين 3 سنوات الى 20 سنة. وفي الوقت نفسه وزير خارجيته يرعى أكثر من 12 ألف مقاتل سعودي في سوريا ويتبجح بدعمهم وإرسال الإموال والسلاح اليهم ! وهو اول المحرضين على الجهاد والقتال في سوريا ..! وهؤلاء قد حوّلوا مدينة الرقّة السورية الى إمارةٍ سعودية مدمّرة فكريا وإجتماعيا ..يعملون تحت لواء داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)وداعش التي لم يتحقق لها هذا الإنتشار السريع والواسع في العالم لولا أن تضع المخابرات السعودية إمكاناتها الإعلامية والمادية في خدمتها لأنها خرجت من رحمها ! وتماثل النظام السعودي في كل توجهاتها حتى أنها ترفع نفس علم السعودية لكنه باللون الأسود ..قرار الملك لايكتسب أدنى مصداقية وليس له قيمة على مستوى مكافحة الإرهاب.. مالم يتم إعتقال تجار التمويل والتكفير .. وتغلق اسواق تصدير الإرهابيين الى العراق وسوريا . وتُغلق أفواه دعاة الفتنة والقتل الذين يفتون بتكفير الشيعة وغيرهم ممن لايتفق مع نهجهم! وان يتوقفوا من إطلاق سراح سجناءهم وإرسالهم الى سوريا والعراق ..مكافحة الإرهاب لاتتحقق بالشعارات والقرارات النظرية الصورية التي لاتمت الى الواقع بصلة .. مع ذلك قرار الملك يُعتبر أعتراف صريح بمشاركة السعودين بجرائم القتل والدمار في العالم.
https://telegram.me/buratha