خضير العواد
الواجب الرئيسي لكل حكومة هو توفير الأمن لشعبها ، لأنه النواة التي تنطلق منها كل مفردات الحياة وعناصرها ، وإذا لم يتوفر الأمان فليس هناك وطن كما قال سيد البلغاء أمير المؤمنين عليه السلام وطنك حيث الأمان ، وهذا هو العراق يسبح بالدماء من عام 2003 الى هذه الأيام والحكومة العراقية تتبجح بأنتصاراتها على الإرهاب وقيادات الإرهاب يعطون الأوامر من قبة البرلمان أو مكاتب الوزراء وإذا كانوا منشغلين فمن سياراتهم الحكومية المصفحة في شوارع بغداد الجريحة، والقيادات الأمنية تعلم بكل هذا ولكنها لاتقدر أو تغض العين عنهم تخوفاً من الحسابات السياسية ، والشعب العراقي يومياً يقدم الضحايا تلو الضحايا والحكومة تقدم المبادرات والمصالحات الوطنية التي لم يجني منها هذا الشعب إلا القتل والدمار بالإضافة الى الفساد المادي الذي يصاحب هذه المبادرات ،ولم تحاول الحكومة العراقية في أي وقت من الأوقات أن تلاحق الدول التي ينطلق منها الإرهاب أو تمونه أو تدعمه على الرغم من معرفتها الواضحة المدعومة بمختلف الأدلة التي تؤكد على تورط هذه الدول بكل الإرهاب في العراق وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية ، بل لم تستطع الحكومة العراقية في يوم من الأيام أن تخرج بيان شديد اللهجة يتهم السعودية بما يجري من مجازر في الشارع العراقي ، على الرغم من العمليات الإرهابية التي يذهب ضحيتها المئات شهرياً وهذه الأعداد من الضحايا لا تعطى حتى في الحروب الطاحنة ، فهذه سوريا وما عانته من هجمة بربرية وهابية تكفيرية غربية يهودية تركية لاكنها لم تعطي ضحايا كما يعطي الشعب العراقي يومياً ، فحكومة بهذا المستوى من الإستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم كيف لها أن ترشح نفسها للإنتخابات القادمة ، فثمان سنين من القتل والدمار والفساد والتخلف وغياب العراق من الساحة الدولية على الرغم من الإيمكانيات التي يمتلكها إن كانت مادية أو عقلية ، ولكن كل ما تصبوا إليه هذه القيادات هو اللعب على مشاعر الناس وأستغفال عقولهم من أجل خداعهم للحصول على أصواتهم في الأنتخابات القادمة ، فكلما يقرب موعد الإنتخابات تتوالد الأفكار التي من خلالها يراد جذب صوت الناخب حتى وأن تطلب إزهاق الأرواح أو تهديد أمن المواطنين المهم كسب أصواتهم وتأيديهم ، فقيادات بهذا المستوى من الإنحطاط عليها أن تحاسب نفسها عن كل قطرة دم نزفها المواطن العراقي وعلى كل دينار ذهب في جيوب السياسيين ورفاقهم من مصاصي دماء الفقراء من التجار نتيجة الفساد المالي وعلى كل لحظة يعيشها الشعب وهو قلق نتيجة إنتشار الإرهاب والدمار ، ولكن هيهات تكلم من ماتت ضمائرهم فوق مقاعد كراسي الحكم والقيادة وأمتلئت بطونهم من أكل السحت والحرام ، فهذه الضمائر الميتة لاتفيقها إلا صرخات الشعوب الثائرة كالبركان الهائج الذي يحطم كل من يقف أمامه من حواجز وعقبات وهو يهتف لا للإرهاب لا للفساد ، ويضع صوته الرافض لكل هذا الفساد والإرهاب في صناديق الإنتخابات لكي يعاقب كل من أستهترة بمقدرات هذا الشعب المكافح المظلوم ويطرده من العملية السياسية بل يقدمه للقضاء لكي يلقي جزاءه العادل ، فوضع العراق لايمكن أن يتحسن إلا إذا طبق القانون على الجميع بالتساوي وطبق النظام الديمقراطي بحذافيره أي الأغلبية هي التي تكون الحكومة وتقود البلاد الى برالأمان ، وهذا يتم من خلال توحد الشرفاء الوطنيين تحت مظلة واحدة عنوانها الوحيد تطبيق القانون والنظام الديمقراطي الحقيقي ومقاتلة الإرهاب ومن يدعمه بشكل قانوني وسياسي وواقعي ، وإذا لم يحصل الشعب العراقي على هكذا حكومة من الإنتخابات القادمة فلماذا نمتلك حكومة أذن ؟؟؟؟؟ .
https://telegram.me/buratha