المقالات

ثابتون على ... العهد

1060 13:45:00 2014-02-08

الحاج هادي العكيلي

لابد أن يتعرض الثابتون على الحق والمبادئ للمحن والشدائد ، لأنهم يدعون إلى الحق فيقاومهم أهل الباطل ، ويدعون إلى الله فيحاربهم دعاة الطاغوت ، ويهدون إلى الخير فيعاديهم أنصار الشر ، ويأمرون بالمعروف فيحاربهم أهل المنكر ، ويطالبون بالعدل والمساواة فيحاربهم الطواغيت والمستفيدين ، وبهذا يعيشون في سلسلة من المحن والشدائد والكروب . أن الصراع بين الحق والباطل قائم منذ خلق الله تعالى أدم وسوف يستمر إلى يوم يبعثون . فأن الحق في صراع أبدي مع الباطل {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } الرعد 17 .وفي الحقيقة أن الحق هو المنتصر في نهاية المطاف مهما طال الزمن ، ومهما اشتدت شوكت الباطل .لقد عاشوا العراقيون في محن وشدائد فاكتسبوا قوة ومناعة ومنحتهم ثقة وخبرة لتكون لهم عظة وعبرة ، فخاضوا الاختبار ، فغربل الصف ، وتميز البعض ليعرف المؤمن من المنافق ، والصادق من الكاذب ، والخبيث من الطيب ، وصاحب المبدأ من صاحب المصلحة ، وطلاب الدنيا والسلطة من طلاب الاخرة . وقال الله تعالى في كتابه الحكيم : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } العنكبوت . أن الابتلاء ضروري لكل مؤمن يرجو الجنة كما أخبرنا المولى عز وجل فقال في كتاب الحكيم :{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران 142 . أنه حين تثبت القلوب على المحن التي تترك الحليم حيران عندئذ يحق النصر الكبير {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } البقرة 214 .ولهذا لا يمكن للنصر أن يتحقق بالصبر على الاذى والمحن ، بل بتقديم التضحيات بالنفس والنفيس في سبيل الله والوطن والمقدسات بالدفاع عنهم ومحاربة الإرهاب والفساد . فالصمود في وجه المحن والثبوت على مواجهة الشدائد والصبر على الاذى والثبوت على العقيدة والمبدأ مهما كانت ضراوة الباطل ، ومهما كانت قوة التحديات وضخامة التضحيات ، فأن على الشعب أن يذهب إلى الانتخابات بكل قوة بعد أن يحصلوا على البطاقة الانتخابية التي تؤهلهم بالاشتراك بالانتخابات وعليهم أن يختاروا الناس الاكفاء والنزهاء والثابتين على العهد والمبادئ الذين أخذوا عهداً مع الله أولاً ومع أنفسهم والناس بأن يخدموا أبناء شعبهم ليس فقط بالشعارات في الأعلام والخطابات الرنانة ، بل بالعمل الصادق في كل الميادين التي تحقق سعادة الشعب وراحة . بعد أن عان على مر السنين التي خلت وما زال إلى يومنا هذا يعاني من المحن والشدائد وهو صابر وثابت على عهده بوحدته وتآخيه والعيش المشترك ونبذ الطائفية ومحاربة الإرهاب ومحاسبة المفسدين . نقول : اللهم أني أبر اليك من كل مقصر يملك ذرة هيدروجين وذرة أوكسجين وأن كان لا يملك مزجهما ليكون ماء لإطفاء نار الفتنة في الرمادي والفلوجة . اللهم أني أبر من ضعيف ومتخاذل من كان بيده حماية بلدي من طوفان الدماء . اللهم أغفر لي هذا القسم واجمعني في مستقر رحمتك برفقة من تقبلتهم من الشهداء . برحمتك يا أرحم الراحمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك