نزار حيدر
والان، وبعد ان ذَكَّرْتَ عبيدك (ال سعود) بالحقائق والوقائع التي سردتُها أمامك في (١):** مُرْهُمْ ان يفكّوا ارتباطهم بالحزب الوهابي، لنفتح الباب امام بناء دولة مدنية وعصرية في الجزيرة العربية، التي لها هيبة ومكانة تاريخية لدى المسلمين، لما تمثل من بعثة نبوية شريفة وعبادة دينية هي من ابرز فروع الدين (حج بيت الله الحرام في مكة المكرمة) وكذلك لما تمثل من دولة مدنية أسسها رسول الاسلام في المدينة المنورة، والتي عاش في ظل قيمها وتعاليمها وقواعدها كل الناس بلا تمييز وبوئام وأمان واستقرار.ان المسلمين يتأثرون كثيرا بالنموذج القائم في الجزيرة العربية، كما ان حكامها يستغلون عواطف ومشاعر المسلمين للتأثير في قناعاتهم، فعندما يكون هذا النموذج قائم على أساس تحالف مقوماته (القتل والهدم) وهو الأساس الذي إبتُنيَ عليه تحالف (ال سعود) والحزب الوهابي عند قيام دولة (آل سعود) الاولى ولحد الان، فكيف يمكنك ان تحارب الارهاب في العالم ونموذج (المسلمين) والصورة (الشرعية) المثلى في مخيلتهم هو مقومات غير إنسانية مثل القتل والهدم؟.يجب عليك ان تضغط عليهم ليفكّوا ارتباطهم بالحزب الوهابي، لنفتح الطريق امام تغيير جذري في النموذج من القواعد، فلا تتصور ان بالإمكان تغيير قواعد الدولة في الجزيرة العربية قبل إلغاء هذا الحلف غير المقدس.وإذا احتجّوا عليك بان إلغاء هذا الحلف يعني سقوط دولة (ال سعود) فليكن ذلك، فليس سقوط دولتهم بدعا من بقية الدول التي مرت في التاريخ، فكم من دولة قامت في تاريخ البشرية ثم انهارت غير مأسوف عليها، لان حكامها لم يستوعبوا المتغيرات، وقديما قيل (الحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم).هذا على الرغم من ان ما يقوله (آل سعود) بهذا الصدد كذب محض وافتراء، اذ ان بمقدورهم الان الاستغناء عن الحزب الوهابي من دون ان تنهار دولتهم، شريطة ان يأخذوا بأسباب الدولة العصرية المدنية التي تحترم حقوق الانسان وتعتمد مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات ومبدأ التداول السلمي للسلطة.ان جل تشريعات دولة (آل سعود) تصدر لإرضاء الحزب الوهابي، فإذا تم تفكيك هذا الحلف وهذه العلاقة بين الطرفين فسيتحرر (آل سعود) من الكثير من الالتزامات التي يضطرون لها، والتي يعرفون قبل غيرهم انها ليست لصالحهم لا من قريب ولا من بعيد.ان جيلا جديدا من (آل سعود) يسعى للتغيير والإصلاح، الا ان تمسك الحرس القديم بتحالف الاسرة مع الحزب الوهابي هو الذي يحول دون تحقيق مثل هذا التغيير والإصلاح.انهم بدؤوا يشعرون بثقل وطأتهم على صدورهم، ساعين للتحرر من التزاماتهم السلفية المرفوضة بكل المقاييس، فهم، كغيرهم من شعوب العالم، يريدون ان يعيشوا التقدم والمدنية والعصرنة والحضارة، الا ان الحرس القديم بعقليته المتخلفة المستعصية على هضم التجديد، يحول بينهم وبين التغيير والتحديد والإصلاح.ان الجيل الجديد بدا يوازن بين خطرين، الاول يتمثل بزوال دولتهم اذا ما أصروا على الاحتفاظ بالحلف المبرم مع الحزب الوهابي، او ان يفكوا ارتباطهم بالأخير ويحرروا انفسهم من هذا الحلف، العبء، فيخسروا بعض السلطة لصالح الشعب، وفي المقابل يكونوا شركاء في الوطن والسلطة حالهم حال اي مواطن آخر، وبالتأكيد فان العاقل يختار أهون الشرين وأقل الخطرين، شريطة قبل فوات الأوان، وليس كما فعل الطاغية الذليل صدام حسين الذي تمثل بإيمان فرعون {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.
https://telegram.me/buratha