حميد الموسوي
لم يكن هذا المبلغ هبة او منّة من احد من المسؤولين او تفضلا او تكرما او هدية بل هو استحقاق- عن جدارة- تعرض للغبن على يد الحكومات الجائرة التي تناوبت التسلط على رقاب العراقيين المظلومين طيلة عقود وسنين من الظلم والتعسف والاضطهاد.وكان الاولى بالنظام الديمقراطي الجديد ان يضع في مقدمة اولوياته انصاف المحافظات المنتجة للنفط والذي يمثل المصدر الاول والاهم في تمويل الميزانية العمومية والدخل القومي للعراق خاصة وان تلك المحافظات تعاني الفقر والعوز والحرمان وتصنف في ذيل قائمة المدن البائسة والمتخلفة فضلا عن تعرض سكانها لمختلف الامراض التي تعد من تداعيات عمليات الاستخراج للنفط والغازات المنبعثة من مناطق الاستخراج مثلما تتعرض الاراضي الزراعية فيها لأضرار بليغة لنفس الاسباب .لم تأت مبادرة المجلس الاعلى على لسان السيد عمار الحكيم - بصرف مبلغ خمسة دولارات عن كل برميل يستخرج للمحافظات المنتجة للنفط - عن فراغ بل جاءت عن شعور بالمسؤولية الشرعية والاخلاقية والقانونية ،وضرورة انصاف شعب تلك المحافظات المغبونة لتتمكن الحكومات المحلية فيها من الاسراع في اعمارها وتوفير العيش الكريم لمواطنيها.ولم تكن هناك دواع لتأخير اقرار هذا المشروع من قبل الحكومة والمماطلة في تنفيذه ومن ثم الموافقة على صرف دولار واحد ثم التراجع والاذعان الى مطالب جماهير تلك المحافظات بعد التهديد بالتظاهر والعصيان والموافقة على صرف الخمسة دولارات ولكن بشروط وقيود معرقلة قد تسهم في ضياع الفائدة من استثمار تلك المبالغ .ان مقترح صرف مبلغ الخمسة دولارات شهريا والزام الحكومات المحلية بوضع صندوق خاص بهذه المبالغ وتقديم كشوفات باوجه الصرف والتي يجب ان تنصب على المشاريع الضرورية وحسب الاولويات ..هذه الصيغة تعد الافضل كونها مفصولة عن المخصصات السنوية لكل محافظة والتي لها اوجه صرف محددة ،ولها كشوفاتها الخاصة.لذا يتوجب على الحكومة المركزية سحب الطعن المقدم بهذا الخصوص والاعراض عن الاساليب التي تسهم في عرقلة اقرار وتنفيذ هذا المشروع حتى تتمكن المحافظات من استثمار وتحقيق الفوائد المرجوة والتي تصب اولا واخيرا في تحقيق المصلحة الوطنية العليا فالمحافظات النفطية عراقية اولا وهي صاحبة الفضل على كل العراقيين ثانيا ثم ان المجلس الاعلى لن يدخل جيبه دولار واحد لامن الدولارات الخمسة ولا من غيرها .
https://telegram.me/buratha