المقالات

مَنْ يؤمن بالمرجعيةِ الدينيةِ فليتبعْ نصائحها وتوجيهاتها ؟

449 10:49:00 2014-02-09

صالح المحنّه

درجت العادةُ عند الكثير من مقلّدي المرجعيةِ الدينيةِ على الإلتزام بأوامر ونصائح المرجع الديني والتعبّد بها وتطبيقها بدرجةٍ لاتقبل النقاش والرد ، حتى أصبحت العبارة الشائعة (ذبها إبراس عالم واطلع منها سالم) عنوانا يردده ويلتزم به كلُّ من يجهل الأمر ولا يمتلك أية دراية بخفاياه ونتائجه ، فيلجأ في هذه الحالة الى العالم الذي يقلده ويُلقي على عاتقه مسؤولية مايجهل ، وبعدَ سقوط النظام البعثي السابق عام 2003 تضاعفَ دورُ المرجع الديني وأُضيف له دورٌ خطيرٌ آخر ومهمٌ في حياة المجتمع العراقي بشكل عام والمتدين الذي يقلده ويلتزم باوامره بشكل خاص ، وهو الدور الذي يساعد على تنظيم الحياة السياسية للمجتمع ، بدءاً من نصيحة السياسيين خصوصا الشيعة منهم ودعوتهم الى توحيد صفوفهم والعمل على خدمة مجتمعهم وإئتلافهم تحت قائمة واحدة وبعنوان واحد ، مقابل دعوة الشارع الى إنتخابهم وتأييدهم ، وقد إمتثلَ السياسيون الشيعة لأمر المرجعية وطبقوه بحذافيرهِ ، وإنخرطوا في قائمة واحدة ومسمّىً واحد ، وإمتثلَ أغلب أبناء الطائفة الشيعية لأوامر المرجعية وأعطوا اصواتهم للسياسيين دون سابق معرفة بهم ، لم يروا وجوههم ولم يعرفوا أسمائهم ! وبعدَ ماحصل السياسيون الشيعة على ماحصلوا عليه من المناصب والمقاعد البرلمانية ، تنصّلوا عن عهودهم وخالفوا مواثيقهم وأهملوا وصايا المرجعية التي تخصّ شؤون المواطن الذي إنتخبهم ! التفاصيل معروفة للجميع...المرجعية أغلقت أبوابها بوجه السياسيين تعبيرا عن حالة الإستياء والإستنكار لدورهم السلبي وفشلهم في تحقيق ما إتفقوا عليه ، والسياسيون من جانبهم إستثمروا هذا الطلاق بينهم وبين المرجعية الدينية لنهب وسرقة كل ماتصل إليه أيديهم ، وتلاعبوا بمقدرات الشعب، وعطّلوا كل القوانين التي تتصل بحاجة المواطن العراقي ووسيلة عيشه..يقابل هذين الموقفين موقف المرجعية الدينية وموقف السياسيين ، موقفٌ ثالث للناخب العراقي الذي أعطى صوته للسياسيين الشيعة على ضوء توجيهات المرجعية الدينية ، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ، هذا الموقف بين منتقدٍ للسياسي وبين منتظرٍ لموقف حازم من المرجعية الدينية أزاء هذا الغدر وهذا النكث بالوعود وخيبة الأمل من قبل رجال السلطة الذين لولا مباركة المرجعية الدينية لما تحقق لهم ماهم فيه من لعب بخيرات ومقدرات العراق. الآن وبعد أن شارفت السنوات الأربع على الإنتهاء ودخلنا في منطقة التنافس على الإستمرار في نهب ثروات العراق من خلال الإنتخابات البرلمانية التي باتت على الأبواب ...أعلنت المرجعية الدينية موقفها بوضوح من خلال رفضها لقانون التقاعد وسأنقل حرفيا نصَّ مااوصت به المواطن في الإنتخابات القادمة حتى يكون الجميع على بينة من أمرهم [ ولكن نجد ان اغلب الاعضاء الحاضرين ابوا ان يحترموا الارادة الشعبية ، وهذا الامر ينبغي ان يلفت نظر المواطنين وهم على ابواب الانتخابات ان يجددوا النظر في من سينتخبون ويدققوا في اختياراتهم ينبغي لهم ان لا ينتخبوا إلا من يتعهد لهم مسبقا بإلغاء هذه الامتيازات غير المنطقية كما يفترض بالمحكمة الاتحادية ان لا تمرر هذا المادة من القانون التي تخالف روح الدستور الذي ينص على ان جميع المواطنين يتساوون من دون تمييز وان الدولة تكفل تكافؤ الفرص لجميعهم وهذا لا ينسجم بان تكون هناك امتيازات لطبقة معينة استثناءات من شرط العمر والخدمة الذي حصل عليه كبار المسؤولين والنواب والدرجات الخاصة المستشارين وغيرهم.] هذا الموقف من قبل المرجعية الدينية لابد أن يحترم من قبل المواطن لينتخب من يراه صالحا،مثلما إمتثل لأوامر المرجعية سابقا لابد أن يكون مع المرجعية في هذه الظروف .وهي رسالة لكل من يؤمن بالمرجعية الدينية ويثق بأوامرها ونصائحها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ..ودليلنا هذا البيان الواضح الذي لايكتنفه أدنى غموض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك