مديحة الربيعي
كل شيء في العراق لم يطابق يوماً المواصفات, حتى أن وجود أجهزة التقييس والسيطرة النوعية مثل عدمه تماماً, فلا يدخل شيء لأراضي العراقية الا وكان مغشوشاً, أو منتهي الصلاحية, بدءاً بصفقات الأسلحة الفاسدة, مروراً بأجهزة كشف المتفجرات التالفة, وأخيراً وليس آخراً صفقة البسكويت سيئة الصيت التي أظهرت الوجوه القبيحة على حقيقتها.أنطلاقاً من هذا الواقع, فأن كل الأشياء في العراق ليست مطابقة للمواصفات, ماعدا شيء واحد يستثنى من هذه القاعدة, وهو المسؤول فهو مطابق لجميع المواصفات المحلية والعالمية.الكرسي الذي يجلس عليه ماركة مسجلة, وبدلاته الرسمية التي يرتديها مختارة مطابقة لأرقى المواصفات العالمية, ومنزله الفخم تم تصميمه من قبل أكفأ المهندسين, وسيارته من المعارض العالمية إلى يديه الكريمتين مباشرة, حتى أن نظاراته الشمسية مختارة من أرقى المناشيء العالمية, ولهذا فهو كامل المواصفات بما لايقبل الشك.هذا على صعيد المظهر أما من حيث المضمون, فهو لايقل روعة عن مظهره بالتأكيد!, فهو متعدد المواهب والصفات, مسؤول , دكتاتور, لص , بارع في الفساد الإداري والسرقات, قادراً على أستغلال منصبه لأبعد الحدود, قادر على افتعال الأكاذيب والوعود لدرجة أن الجميع ممكن أن يصدق مايقول, فهو دائم الالتزام بالشعار الذي يقول( كذب كذب حتى يصدقك الآخرون).إضافة إلى ذلك أنه قادر, على جمع أكبر قدر ممكن من الأموال, في مدة قصيرة جداً والدخول في تجارات وصفقات أفضل من أي رجل أعمال ناجح.بعد ذلك كله الأ يستحق المسؤول في العراق, لقب مسؤول مطابق للمواصفات؟ بل حتى أن مواصفاته قد تفوق المواصفات العالمية أيضاً, فالمسؤول في الدول الأخرى بمجرد أن تنتهي فترته المحددة في أستلام منصبه أياً كان, سيلجأ للبحث عن عمل لكي يؤمن قوت يومه, لكن المسؤول العراقي, يدخل المنصب فقير, ويخرج مليادير.
https://telegram.me/buratha