المقالات

العنصرية تجاه المهاجرين!!!!

447 20:00:00 2014-02-10

محمد رشيد القره غولي

عندما نريد التحدث عن العنصرية بشكلها العام لابد ان نتحدث عنها من وجهة نظر الاسلام باعتبارنا نخاطب الجمهور الاوسع الذي يزعم تقيده بهذا الدين الكامل و الذي يخاطب الانسانية جمعاء دون النظر الى توجهاتم العقائدية من جهة و يخاطب المسلمين من جهة اخرى، فلو عرضنا هذه الحالة على هذا الدين لوجدناه يقف بشكل صارم ضدها بل و يعاقب عليها باعتبار عزل الناس على اساس التعصب الاثني او الديني و غيرها من انواع التمييز الذي يقف الاسلام ضدها طريق الى تفككهم. لكن من حيث لا تفقه الشريحة الواسعة من العراقيين على وجه الخصوص و عموم البشر كيف مجتمعاتهم تتفكك و تتفرق الى مجاميع لا تتجانس بسبب تلكم الافكار الخاضعة الى الكبر تارة و الى العداء الواهم تارة اخرى. نسمع في بعض الاحيان ان التمييز العنصري ليس فقط على اساس طائفي او اثني بل حتى على اساس المناطقي و الاقليمي بالرغم انهم ينتمون الى دين و احد و بشرة لا تختلف عن الاخرى بل حتى في المفهوم الاخلاقي. و العجيب ان اغلب هذه الامراض ترفض لسانا لا عملا، بل حتى من يدعي ذلك تجده يبث سمومه بمجرد موقف شخصي فينهال على باقي الشرائع و يجعل من منطقته الشريحة المنزهة عن الاخطاء.اليوم و في خضم التغيير الحاصل في العراق و بعد سقوط الصنم، كشف المستور و بروز عدة اخلاقيات لم نكن نحسبها سابقا بسبب ربما العزل الحاصل بين مناطق الوطن او الجور و الضغوط التي مارسها النظام السابق على حساب شريحة دون الاخرى بغض النظر عن الادراك للاسباب التي دعت النظام الى العمل للتفرقة بين ابناء الوطن الواحد، لكن بعض التبريرات لا تصمد امام بعض الحالات الانية التي نشهدها اليوم سوى التشريعات الخاطئة او التي تصب في مصلحة شريحة ما دون الاخرى و على اساس المفهوم الحقي، اي المعيار هو الحق و هذا مفهوم نسبي فالحق لا يدرك على اساس جزء من حالة دون الالمام بالاجزاء الاخرى، فخذ مثلا اقرار قانون تعويض معتقلي رفحاء و دمجهم بمؤسسة السجناء السياسيين، فقد واجهوا انواع من التمييز العنصري من قبل نفس المؤسسة و المشمولين فيها على اساس الحقوق و انهم لا يستحقون هذه التعويضات بالمقارنة بهم انهم كانوا في سجوم الطاغية صدام، فلو عملت الدولة على انشاء دوائر تهتم فقط بهم و تعويضهم لما سمعنا باعتراض احد من تلك المؤسسة بالرغم من ان الدولة في هذه الحالة ستستهلك المبالغ الكبيرة من ميزانيتها، و لو وصلوا الى قناعة انهم جزء من المظلومين كما هم و لهم الحق في ان يحصلوا على حقوقهم من خيرات الوطن لكان الموقف اقل حدة لان عدم احترامهم و جعلهم في ركن ثانوي يخلق نوع من الاحقاد و بالتالي ربما صراع غير مبرر.الجانب الذي نريد ان نصل اليه هو التمييز من نوع اخر و هو تجاه من هاجر ايام صدام حفاظا على حياته و الذين قارعوا النظام و اقلقوا مضجعه او الذين اكتفوا العيش بحياة كريمة بعد العناء و الاضطهاد الذي مورس بحقهم. كما ان هؤلاء المهاجرين و اعني الغالبية منهم لم يكونوا ببعيدين عن هموم وطنهم بل حاولوا جاهدين رفع الحيف عنهم الى ان تم اسقاط الصنم بالرغم من التدخل الامريكي و احراج المجتمع الدولي للمعانات التي يواجهها الشعب، كما ان الاغلب منهم لم يكتفي بايصال المظلومية بل انهم دعموا اهاليهم بالاموال حتى في فترات عوزهم بل فضلوا من في الداخل على حسابهم، كما ان هذه الاموال لم تكن الفائدة منها فقط للاهل او الاقارب بل كانت القوة في تحريك السوق و ترزق الكثيرين. لم يكن المهاجرون سابقا ينعتون باهل الكنتاكي و البيتزا و كان ينظر اليهم بالشكل الايجابي قبل ان تشرع لهم بعض القوانين لتعويضهم عن سنين الحرمان و الهجرة التي نحتت في قلوبهم الجراح، و تصور البعض انهم لم يواجهوا الالام و المصائب و انهم كانوا يعيشون برفاهية و ياكلون بملاعق من ذهب، بل الكثيرين في بداياتهم عانوا من العوز الشديد و جاهدوا في سبيل لقمة العيش و بشكل منطقي يصبح لهم اموال و التي شاركوا جزء منها مع عوائلهم. و لا ننسى الذين اصبحت الاهوار ملاذا لهم و كيف كانوا يحاولون ان يصفعوا نظام الطاغية و كم منهم من عانى من ظروف الحياة القاسية و لسنين طويلة، كما انهم لم يساووا بالاخرين فحرموا ابسط حقوقهم في العيش الكريم.كما ان ليس ذنبهم ان الحكومة لم تنظر الى باقي شرائح البلد و ليس ذنبهم ان هذه الشرائح اوصلت الى الحكم من ليسوا باهل لها و ليس ذنبهم بقوا ساكتين عن حقوقهم، فلو الشعب طالب الحكام بان يعوضوهم عن سنين الحصار و ما واجههوه من مصائب لن تجد مهاجرا يقف ضدها، بل لو عرضوه على التصويت لصوتوا الغالبية ان لم يكن جميعهم.هذا التمييز الكريه اليوم خلق احقاد و ضغائن و خصوصا ان ارضية الشعب مستعدة لذلك للسقوط المعرفي و القيمي. نعم اننا لا شك نمر بازمة اخلاقية و على جميع المستوايات و لا ننسى الكيفية التي يتعامل بها ابناء البلد مع بعضهم و كيف التفرقة وصلت الى ابناء البيت الواحد دون الاحترام الى وجهات النظر و كل واحد اليوم اصبح له مزاجية خاصة دائما ما تنفي الشخص الاخر. كما اصبح الكثيرون كالامواج المتلاطمة من شدة الرياح فتارة هنا و تارات اخرى هناك دون ثبات او تريث في اصدار القرارات فمعضم ما يذهبون اليه هي قرارات انفعالية دون دراسة وبعد نظر على المستوى الاجتماعي الذي قد يكون من اهم ما ينظر اليه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-02-11
ان الناظر بهذه النظرة جاهل وبشدة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك