المقالات

العنصرية تجاه المهاجرين!!!!

498 20:00:00 2014-02-10

محمد رشيد القره غولي

عندما نريد التحدث عن العنصرية بشكلها العام لابد ان نتحدث عنها من وجهة نظر الاسلام باعتبارنا نخاطب الجمهور الاوسع الذي يزعم تقيده بهذا الدين الكامل و الذي يخاطب الانسانية جمعاء دون النظر الى توجهاتم العقائدية من جهة و يخاطب المسلمين من جهة اخرى، فلو عرضنا هذه الحالة على هذا الدين لوجدناه يقف بشكل صارم ضدها بل و يعاقب عليها باعتبار عزل الناس على اساس التعصب الاثني او الديني و غيرها من انواع التمييز الذي يقف الاسلام ضدها طريق الى تفككهم. لكن من حيث لا تفقه الشريحة الواسعة من العراقيين على وجه الخصوص و عموم البشر كيف مجتمعاتهم تتفكك و تتفرق الى مجاميع لا تتجانس بسبب تلكم الافكار الخاضعة الى الكبر تارة و الى العداء الواهم تارة اخرى. نسمع في بعض الاحيان ان التمييز العنصري ليس فقط على اساس طائفي او اثني بل حتى على اساس المناطقي و الاقليمي بالرغم انهم ينتمون الى دين و احد و بشرة لا تختلف عن الاخرى بل حتى في المفهوم الاخلاقي. و العجيب ان اغلب هذه الامراض ترفض لسانا لا عملا، بل حتى من يدعي ذلك تجده يبث سمومه بمجرد موقف شخصي فينهال على باقي الشرائع و يجعل من منطقته الشريحة المنزهة عن الاخطاء.اليوم و في خضم التغيير الحاصل في العراق و بعد سقوط الصنم، كشف المستور و بروز عدة اخلاقيات لم نكن نحسبها سابقا بسبب ربما العزل الحاصل بين مناطق الوطن او الجور و الضغوط التي مارسها النظام السابق على حساب شريحة دون الاخرى بغض النظر عن الادراك للاسباب التي دعت النظام الى العمل للتفرقة بين ابناء الوطن الواحد، لكن بعض التبريرات لا تصمد امام بعض الحالات الانية التي نشهدها اليوم سوى التشريعات الخاطئة او التي تصب في مصلحة شريحة ما دون الاخرى و على اساس المفهوم الحقي، اي المعيار هو الحق و هذا مفهوم نسبي فالحق لا يدرك على اساس جزء من حالة دون الالمام بالاجزاء الاخرى، فخذ مثلا اقرار قانون تعويض معتقلي رفحاء و دمجهم بمؤسسة السجناء السياسيين، فقد واجهوا انواع من التمييز العنصري من قبل نفس المؤسسة و المشمولين فيها على اساس الحقوق و انهم لا يستحقون هذه التعويضات بالمقارنة بهم انهم كانوا في سجوم الطاغية صدام، فلو عملت الدولة على انشاء دوائر تهتم فقط بهم و تعويضهم لما سمعنا باعتراض احد من تلك المؤسسة بالرغم من ان الدولة في هذه الحالة ستستهلك المبالغ الكبيرة من ميزانيتها، و لو وصلوا الى قناعة انهم جزء من المظلومين كما هم و لهم الحق في ان يحصلوا على حقوقهم من خيرات الوطن لكان الموقف اقل حدة لان عدم احترامهم و جعلهم في ركن ثانوي يخلق نوع من الاحقاد و بالتالي ربما صراع غير مبرر.الجانب الذي نريد ان نصل اليه هو التمييز من نوع اخر و هو تجاه من هاجر ايام صدام حفاظا على حياته و الذين قارعوا النظام و اقلقوا مضجعه او الذين اكتفوا العيش بحياة كريمة بعد العناء و الاضطهاد الذي مورس بحقهم. كما ان هؤلاء المهاجرين و اعني الغالبية منهم لم يكونوا ببعيدين عن هموم وطنهم بل حاولوا جاهدين رفع الحيف عنهم الى ان تم اسقاط الصنم بالرغم من التدخل الامريكي و احراج المجتمع الدولي للمعانات التي يواجهها الشعب، كما ان الاغلب منهم لم يكتفي بايصال المظلومية بل انهم دعموا اهاليهم بالاموال حتى في فترات عوزهم بل فضلوا من في الداخل على حسابهم، كما ان هذه الاموال لم تكن الفائدة منها فقط للاهل او الاقارب بل كانت القوة في تحريك السوق و ترزق الكثيرين. لم يكن المهاجرون سابقا ينعتون باهل الكنتاكي و البيتزا و كان ينظر اليهم بالشكل الايجابي قبل ان تشرع لهم بعض القوانين لتعويضهم عن سنين الحرمان و الهجرة التي نحتت في قلوبهم الجراح، و تصور البعض انهم لم يواجهوا الالام و المصائب و انهم كانوا يعيشون برفاهية و ياكلون بملاعق من ذهب، بل الكثيرين في بداياتهم عانوا من العوز الشديد و جاهدوا في سبيل لقمة العيش و بشكل منطقي يصبح لهم اموال و التي شاركوا جزء منها مع عوائلهم. و لا ننسى الذين اصبحت الاهوار ملاذا لهم و كيف كانوا يحاولون ان يصفعوا نظام الطاغية و كم منهم من عانى من ظروف الحياة القاسية و لسنين طويلة، كما انهم لم يساووا بالاخرين فحرموا ابسط حقوقهم في العيش الكريم.كما ان ليس ذنبهم ان الحكومة لم تنظر الى باقي شرائح البلد و ليس ذنبهم ان هذه الشرائح اوصلت الى الحكم من ليسوا باهل لها و ليس ذنبهم بقوا ساكتين عن حقوقهم، فلو الشعب طالب الحكام بان يعوضوهم عن سنين الحصار و ما واجههوه من مصائب لن تجد مهاجرا يقف ضدها، بل لو عرضوه على التصويت لصوتوا الغالبية ان لم يكن جميعهم.هذا التمييز الكريه اليوم خلق احقاد و ضغائن و خصوصا ان ارضية الشعب مستعدة لذلك للسقوط المعرفي و القيمي. نعم اننا لا شك نمر بازمة اخلاقية و على جميع المستوايات و لا ننسى الكيفية التي يتعامل بها ابناء البلد مع بعضهم و كيف التفرقة وصلت الى ابناء البيت الواحد دون الاحترام الى وجهات النظر و كل واحد اليوم اصبح له مزاجية خاصة دائما ما تنفي الشخص الاخر. كما اصبح الكثيرون كالامواج المتلاطمة من شدة الرياح فتارة هنا و تارات اخرى هناك دون ثبات او تريث في اصدار القرارات فمعضم ما يذهبون اليه هي قرارات انفعالية دون دراسة وبعد نظر على المستوى الاجتماعي الذي قد يكون من اهم ما ينظر اليه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-02-11
ان الناظر بهذه النظرة جاهل وبشدة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك