الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
لا يشك احد ما للمرجعية الدينية من دور قيادي في ترجيح مصالح الفقراء والمعدمين , وهذا الأمر ليس جديدا على مراجعنا العظام .. وأتذكر في عام 2003 بعد سقوط النظام البعثي , سألني مراسل صحيفة أمريكية لا أتذكرها جيدا , سؤالين الأول عن الأموال التي تجبى للمرجعية من جميع بلدان العالم .. والسؤال الثاني قال لاحظنا إن أغلبية الشعب العراقي ينفذون أوامر المرجعية " كما يسميها " ..والجواب على السؤال الثاني يحتاج لشرح مطول ولكن اختصرت الإجابة بما يحتاجه للنشر في صحيفته قلت : الشعب العراقي مر بمحنة وضائقة اقتصادية ليس لها مثيل في العالم .. حين فرغت بيوتنا من اغلب الحاجات الضرورية . وباع بعضنا أبواب بيته وحديد التسليح , وارتدينا ملابس لا تليق بالعراقي الشهم .كنا نراجع الأطباء ويكتبون لنا دواءً نبحث عنه فلا نجده .. تخلى عنا العالم كله , ممن أطعمناهم ومن لحس موائدنا وتنعم بخيراتنا , كان العراقيون يقفون كالطود الشامخ أمام المحنة تنخر في أرواحهم وأجسامهم ما تشاء ..وقتها وقفت المرجعية الدينية فقط مع الشعب , لم ينسى المراجع الموجودين في العراق الجياع , فكانت المنحات والهبات والأرزاق والملابس تصل للفقراء من ألنجف الاشرف واغلبها من آية الله السيد السيستاني , عبر الوكلاء وأئمة الجوامع في كافة أرجاء العراق .. لذا تربع هؤلاء المراجع في قلوب الناس وعرف القاصي والداني الجهة التي تتفقد أبناءها وقت الشدة , وهذا ليس بالأمر الهين حيث كانت الأجهزة القمعية تحارب هذه الظاهرة الإنسانية ...ويوم تخلى السياسيون بعد السقوط عن مطالب الشعب المهضوم , وتعمد بشكل مقرف ضد تطلعات الجماهير والمرجعية الدينية في تحقيق اكبر سرقة من مال الشعب تحت غطاء قانوني اسمه احتساب فترة الجهاد لأغراض التقاعد, وخصصت لأعضائها وأصحاب المناصب الرئاسية رواتب خيالية ستفرغ خزينة الدولة بعد سنين ,وتحول المال العراقي للخارج لان اغلبهم يحملون جنسيتين وعوائلهم خارج العراق .. صوت البرلمانيون بدون موقف أخلاقي ولا إنساني ضد الشعب باحتساب قانون الرواتب للحكوميين المتنفذين ..ولكنها يا فرحة ما دامت .. لم تدم الفرحة أكثر من 24 ساعة , فهم صوتوا يوم الخميس 6/2 /2014 ..وبعد 24 ساعة فجر الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الصحن الحسيني يوم الجمعة 7/2 ... فتوى من عيار ثقيل للسيد السيستاني , تقضي بعدم شرعية وقانونية قرارات البرلمان بخصوص الرواتب التقاعدية .. والأخرى حرمة انتخاب أي شخص يريد الترشح للبرلمان ولا يعلن إصراره وموقفه على إلغاء هذا القانون الجائر ..والموقف الاخر حين احتظنت المرجعية الدينية النازحين من الفلوجة والرمادي , وقدمت لهم الدعم المادي والايواء بشكل واضح للعيان , في وقت نساهم السياسيون الذين اججوا الفتنة وحولوها الى حرب وارهاب ..الآن الشعب يتكيْ على قوة المرجعية , وفتاوى المراجع واضحة لا لبس فيها .. وهي قوية ما بقي الشعب قويا يدافع عن مصالحة , ولا نتنمنى ان تتدخل المرجعية في مثل هذه المواقف مستقبلا لاننا سنريحها من خلال انتخاب من يمثلنا بشرف وصدق ونزاهة بعيدا عن المحاصصة والرواتب والسفرات خارج العراق ...{ يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم }
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha