حسن الراشد
امريكا تضررت من احداث 11 سبتمبر 2001 عندما ضربت مملكة الرمال السعودية عبر فراخها الوهابيين نيويورك ومدن امريكية اخرى تحت عنوان "غزوة منهاتن الكبرى" ودفعت الثمن غاليا بانها دخلت في معركة مع الارهاب وحروب من اجل الحفاظ على امنها القومي حيث كلفتها تلك الحروب عدة ترليون من الدولار الامريكي عدى الانهيار الذي اصاب الاقتصاد العالمي والضمور الواسع في نمو اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى .في وقتها لم يكن الامريكان ليصدقوا ان المملكة الوهابية التي كانت تدعم الارهاب وتمول القاعدة عبر امراءها ومن خلال قنوات كثيرة تم تأسيسها ابان الغزو السوفياتي لافغانستان و انتشار ظاهرة افغان العرب التي كان للسعوديين الدور الكبير فيها وكان لعميلهم الكبير عبدالله عزام وصهره عبد الله انس الدور المهم في تشكيل القاعدة وادخال المقاتلين الاجانب الى افغانستان عبر مدارس التطرف والتكفير ومنها الى كل العالم لنشر الفكر الاصولي الراديكالي الوهابي المنشأ ولم يكن ابن لادن ولا ايمن الظواهري الا ادوات في تلك العملية المعقدة التي قادها السعوديون والتي اصابت العالم في الصميم وادخلته في حالة الرعب والهلع والقلق وعدم الاستقرار ولما جاءت احداث 11 سبتمبر وما تلاها من تداعيات وانكشاف الدور الوهابي فيها من خلال تخريج اجيال من التكفيريين من مدارسها السرطانية التي تفرخ وما زالت تفرخ عشرات الالوف من الارهابيين والمتطرفين التكفيريين وشيوخ المحرضين على القتل والتكفير و"الجهاد" ، اكتشف العالم ما لهذه الدولة السرطانية المسماة بالمملكة السعودية الوهابية من دور خظير في نشر الارهاب وظاهرة التكفير والقتل وقطع الرؤوس واكل الاكباد والقلوب .
ولكن .. هل اتعظ الامريكيون من هذه الكارثة ومن تجربة احداث 11 سبتمبر وتداعياتها المدمرة على العالم ؟ وهل قاموا بتصحيح الخطأ ام انهم وفروا الغطاء لمملكة الرمال الوهابية للاستمرار في العربدة ونشر الارهاب والتطرف والتكفير ؟
ليس من باب التهويل ولا من باب الدعاية السلبية في ان يقول الكثير من المراقبين والسياسييين وحتى اصحاب الفكر والفلسفة بان السعودية هي منشأ الفكر المتطرف والتكفيري وان مدارسها الوهابية هي التي تفرخ عقول التطرف والارهاب والتكفير وهذا الكلام قاله ايضا وزيري الخارجية الامريكية جون كيري قبل ان يتقلد هذا المنصب بسنين حينما رشح نفسه لخوض انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة حيث قال : " ان العائلة المالكة السعودية مصدر تفريخ الارهاب "..هذه القناعة في ان السعودية هي مصدر الارهاب وتفريخه لم تغير من استراتيجية امريكا ومبدأ ان لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة" وهذا المبدأ لايختلف شيئا عما قاله في يوم من الايام اول رئيس للويالات المتحدة الامريكية جورج واشنطن ( 1789-1797) " محذرا شعبه من الكراهية الدائمة للامة ، او الحب الدائم للامة"..ولكن ما الذي حدث في ان تغير امريكا استراتيجيتها وتضرب هذا المبدأ فيما يخص مملكة الارهاب الوهابية وتغض النظر عن دور هذه المملكة في دعم التطرف والتكفير والوحوش الوهابية وعدم شن اي حرب حقيقة على المصدر الرئيسي للارهاب والسماح لها بالعربدة وتحريف الحقائق وتزوير الواقع واعادة تجربة افغان العرب ولكن هذه المرة في العراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن ومن يدري ما يخبأه القدر حتى للبحرين وشعبها المسالم ؟ استطاعت السعودية بعد 11 سبتمبر استيعاب تداعياتها عليها واحتواء الاثار التي ترتبت على مشاركة 14 سعوديا في تلك الاحداث وتفادي اي ضربة قد توجه ليس فقط للنظام وانما للمدارس التكفيرية ومناهج التدريس التي هي ام الكوارث ومصدر تفريخ رؤوس الشر والوحوش الوهابية الارهابية حيث تمكنت الضحك على العالم وخداع المجتمع الدولي عبر الامور التالية :الاول: التظاهر بانها تحارب التطرف والتكفير والارهاب .. وقد قامت ببعض الاجراءات الشكلية المخادعة باعتقال بعض الرموز الدعوية وعناصر اعتبرتها متطرفة وابرازهم على الاعلام بانهم من التائبين في مسرحية واضحة تهدف تلميع صورة مملكة الرمال الوهابية .الثاني: تخصيص المئات من الملايين الدولارات وضخها للاعلام في مختلف انحاء العالم من اجل الدعاية لـ" الاعتدال" الوهابي السعوبي وجبهة المعتدلين التي تمثلها كما يدعون "السعودية" وانها تحارب الارهاب والحال انها اكثر الداعمين لها ولم تتخذ ولو خطوة واحدة باتجاه اغلاق مدارس الوهابية والغاء مدارس التكفير بل مارست مبدأ "المواربة" والتقية اي في الظاهر تقول شىئ والباطن تعمل خلاف ذلك .وبعد مرور عقد من الزمن تغيرت الامور واستطاعت المملكة السعودية الوهابية من تلميع بعض من صورة نظامها والعودة مجددا الى ذات الاساليب السابقة وتحريك خلايا الوهابية النائمة مجددا ولكن هذه المرة في مناطق العالم لانه امن العقاب ولم يتخذ المجتمع الدولي اي اسلوب ردعي ضده كما اتخذ ضد نظام طالبان الظلامي في افغانستان الذي لم يكن الا نسخة مصغرة من مملكة الوهابية في السعودية .
ان من الامور المسلمة والتي لا شك فيها بعد تزايد عمليات التفخيخ والقتل وقطع الرؤوس في العراق وسورية ولبنان وانكشاف دور امراء ال سعود في كثير من الاعمال الارهابية ودعم القتلة والتنظيمات المتطرفة كالقاعدة والنصرة والداعش وعلى رأس هؤلاء الامراء بندر ابن سلطان واخيه غير الشقيق سلمان وبعد انفجارات فولفوغراد الروسية اثر تهديدات بندر بن سلطان المبطن لبوتين بسحب يديه من النظام السوري مقابل توفير الامن لاولمبيات سوشي التي تقيمها روسيا هذه الايام لانه يمون على المقاتلين الشيشان ، تصاعدت مطالب المجتمع الدولي بضرورة رفع دعوى امميه ضد السعودية لدي مجلس الامن لمشاركتها في اغلب الاعمال الارهابية وقتل الابرياء وخاصة تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات الطائفية والمتطرفة المدعومة سعوديا والمتمثلة في داعش والقاعدة وتنظيمات اخرى مرتبطة بالمخابرات السعودية .هذا التوجه الاممي ضد مملكة الارهاب والذي يقوده اليوم دول تضررت من الارهاب الوهابي السعودي مثل العراق ولبنان وسوريا وروسيا وحتى ايران التي قامت مجموعة عزام المرتبطة بالمخابرات السعودية بتفجير سفارتها وقتل مواطينها قد ارعب ال سعود وجعلهم في موقف دفاعي دفعهم لاتخاذ قرارات مستعجلة واجراءات لدرأ الشكوك عن انفسهم ولشدة غباءهم لم يلتفتوا الى ان تلك الاجراءات كرست القناعة اكثر على دورهم في الارهاب ومن تلك الاجراءات :الاول : تغييب قسري ومؤقت لامير الجهاديين بندر بن سلطان عن المسرح السياسي والامني بحجة المرض والعلاج .الثاني : القرار القرقوشي الملكي السعودي بتجريم كل من يشارك في القتال خارج السعودية او يدعم الارهاب في الخارج او يحرض على الذهاب لسوريا باسم الجهاد.الثالث: وهو الاهم التعميم على كل الصحف ووسائل الاعلام السعودية والحليفة لها بشن حملة اعلامية واسعة على ايران ورمي كرة الارهاب في ملعبها واتهامها بانها هي التي ترعي القاعدة وان داعش صناعة ايرانية وقبلها بايام كانت صناعة سورية ..تزامنت هذه الهجمة الاعلامية المخادعة مع دخول وزارة الخزانة الامريكية في اللعبة القذرة والتنسيق الواضح بين الادارة الامريكية والمخابرات السعودية لحشر ضحايا الارهاب في زاوية من خلال اتهام ايران وحتى العراق الرسمي بانهما يحتضنان القاعدة وداعش ! والغريب في الامر ان حكومة المالكي التي سكتت وصمتت طوال 8 سنوات على ارهاب جماعة داعش البعثية والقاعدة تحركت لتحارب الاخيرة وانخدعت بما روجو لها ودخلت من حيث تعلم او لا تعلم في اللعبة الامريكية السعودية حيث من جهة حركوا الجماعات التكفيرية المرتبطة بهم وبالمخابرات السعودية لقتال داعش ومن جهة اخرى ورطوا المالكي في الانبار مع العشائر باسم محاربة داعش ولعل السر بدأ اليوم ينكشف اكثر عندما نشرت الخزانة الامريكية تقريرها المضلل والسخيف وتبين كم كان المالكي ساذجا وغبيا حيث هذا التقرير اتهام واضح للشيعة ومحورهم من ايران والعراق ولبنا ن وسوريا بانهم هم من يدعمون القاعدة وداعش !!وكان تقرير الخزانة الامريكية قد ذكر اسم شخص يدعى جعفر الاوزبكي بانه المسؤول عن نقل الاموال من ايران الى المقاتلين في سوريا وانه كان عبر مكان اقامته في "مشهد" يدير نقل المقاتلين عبر تركيا الى سوريا !! هذا الفيلم الهوليودي والفبركة السخيفة من قبل الخزانة الامريكية هدفها واضح تبرأة ساحة ال سعود والمملكة الوهابية من تهم الارهاب ودورها في كل العمليات الاجرامية والقتل الطائفي التي تجري في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ولبنان ..والغريب ان كل كتاب ال سعود بدأت مقالاتهم تزخر بهذه السخافة والفبركة الفاضحة والتي اثارت السخرية حتى في اوساط الدوائر السياسية في الغرب وهي نوع من عملية الضحك على العقول ..
هذه اللعبة الخطرة التي تمارسها امريكا بتبرأة ساحة ال سعود من الارهاب ومن الجرائم البشعة والوحشية التي تقوم بها اجهزة مخابراتهم وادواتهم في المنطقة سوف لن تضر لا ايران ولا وكلاءها ولا حلفاءها في المنطقة والمتضرر الوحيد هم الامركيون وعملائهم .. الايرانيون لديهم اوراق قوية ليسوا بحاجة حتى الى الالتفات لمثل هذه السخافات لانهم امتحنوا الساحات ويعرفون وبذكاء اين يردون الصاع فهم لديهم ما يكفي من الاواق وزيادة لقلب الطاولة على الجميع ومنهم الاغبياء في مملكة الوهابية ولعل الانتصارات التي تحرزها ادواتها وحلفائها هنا وهناك خير دليل على فشل مثل هذه اللعبة التي قد تطول قليلا من عمر بعض الانظمة الديناصورية مثل نظام ال سعود الا انها لم تحميها من المصير الحتمي الذي تنتظره اجلا ام عاجلا.
https://telegram.me/buratha