مديحة الربيعي
أزمة تقاعد نواب البرلمان, ومخصصات الرئاسات الثلاث, التي لا زالت تخلق موجة من الأستياء في أوساط الشارع العراقي, لأنها تمثل سرقة لحقوق البسطاء من أبناء هذا البلد وشعبه المظلوم, ليغتصبوا حقوقاً ليست لهم, وليضربوا عرض الحائط رأي الشارع العراقي.كان للمرجعية المباركة دوراً واضحاً ومحدداً, من هذا الأمر عندما حرمت رواتب النواب في بداية الأمر, ولتعلن موقفها الصريح مرة أخرى عندما طالبت الشعب بعدم أنتخاب كل من صوت على القرار بشكل واضحٍ وصريح, ورغم ذلك كله لم يأبه بعض النواب لصوت المرجعية , وأبوا ألا أن يمرروا القرار في تحدٍ صريح للمرجعية هذه المرة بعد أن تحدوا الشعب العراقي, أذ بات من الواضح أن لا شيء يمكن أن يقف في وجه مصالح النواب.بعد أن تم التصويت على القرار, تسعى بعض الكتل السياسية, لإلصاق التهمة بالكتل الأخرى بدعوى أنهم قد صوتوا على القرار, سيء الصيت, ومن بين الكتل التي تم أتهامها ظلماً, أئتلاف المواطن, علماً أن كتلة المواطن كان موقفها واضحاً وصريحاَ كوضوح الشمس في كبد السماء من هذا القانون ومن أمتيازات الرئاسات الثلاث علماً أن عراب الخطيئة لهذا القانون صياغةً وتصويتاً, وطرحا وتسويقاَ, هي كتلة ائتلاف دولة القانون وهذا أمر واضح لا لبس فيه.فقد أعلن رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم عن موقفه بكل صراحة من هذا القانون, وطلب أسماء النواب الذين أتهموا بالتصويت, وعلاوة على ذلك قرر فصل كل نائب يتضح تورطه بشكل صريح في التصويت على هذا القرار, وعلى هذا ألاساس فليدل كلٌ بدلوه, وليضعوا النقاط على الحروف, حتى تتضح ملامح الصورة .أيادي سوداء تحاول أن تشوه تاريخ وسمعة الأطراف الأخرى, والشركاء في العملية السياسية, ليختلط الصالح بالطالح, والحابل بالنابل, فتختلط الأمور على من يبحث عن خيوط الحقيقة, ويصبح الجميع شركاء في السرقات التي هي من وجهة نظرهم مشروعة.أن من يدعي أن جميع النواب قد صوتوا, بدون أستثناء, أدرك أن وضعه لن يقل سوءاً عن وضع الفأر في المتاهة, وبدء يشعر أن المركب قد أوشكت أن تغرق, لذا فهو يريد أن يُغرق الجميع,ألا أن شمس الحقيقة لن يحجبها الغربال, وألايادي البيضاء التي لطالما دافعت عن حقوق البسطاء, لن تمتد لتصوت على سرقتهم, ويبقى تاريخها أبيض كالثوب الطاهر المنقى من الدنس, وعلى الجميع أن يتذكر أن التاريخ, يوثق ولن يستثني أحداً مهما كان منصبه , وسيأتي اليوم الذي تعلق فيه المشانق في الساحات لكل من سرق حقوق الفقراء.
https://telegram.me/buratha