نزار حيدر
*مُرْهُمْ ان تخضع أموالهم للرقابة الدولية، من خلال تشكيل صندوق أممي يشرف على أموال البترول لتحديد مسارها ووجوه صرفها على وجه الدقة من اجل ان نطمئن على انها لا تتسرب الى مجموعات العنف والإرهاب حول العالم، وبأسماء وعناوين مختلفة يغلب عليها (الديني) و (الإنساني).والمقترح هذا بسيط جدا وقابل للتنفيذ، فكما ان حكومة بلادك، الولايات المتحدة الأميركية، وضعت يدها على مليارات الدولارات التابعة لنظام ال سعود في عدد من البنوك الأميركية بُعَيدَ احداث الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام ٢٠٠١ إثْر اتهام نظام القبيلة بالوقوف وراء العمل الإرهابي آنذاك بعد ان تبين ان جل الارهابيين الذين نفذوا العمل الدنيء هم من الوهابيين التكفيريين رعايا ال سعود، ليتفق الرئيس بوش فيما بعد مع ولي العهد آنذاك عبد الله ال سعود على إطلاق سراح هذه الأموال شريطة ان لا يتدخّل نظام القبيلة في عملية الصرف باي حال من الأحوال وإنما تتصرف بها الحكومة الأميركية التي قررت ان تصرفها كدفعات على الطلبة المبتعثين والذين نص الاتفاق على ان لا دخل لنظام القبيلة في منح او عدم منح تأشيرات الدخول لهم للذهاب الى الولايات المتحدة، كذلك يمكن اليوم تنفيذ اتفاق الاشراف الأممي على أموال البترول لنتثَبَّت من انها تذهب الى المكان الصحيح.لا احد يطمع بأموال البترول هذه، فهي ملك الشعب في الجزيرة العربية استولى عليها نظام القبيلة، وإنما نخشى على استمرار تدفقها للإرهابيين كما هو حالها منذ اكثر من عشرين عاما.ولمّا كان الشعب لا يقدر على ضبط حركتها ووِجهتٍها، لذلك، كان لابد من إيجاد الآلية لتحقيق ذلك، من خلال الاشراف الأممي عليها.لقد اثبت (آل سعود) بتصرفهم الأحمق بالأموال الطائلة التي يجنونها من البترول، بانهم من ابرز مصادق السفهاء الذين منع المشرع تسليمهم المال، ففرض ان يشرف عليها عاقل يحدد مصلحة السفيه فينفق عليه بالمعروف فيطعمه ويكسوه، ولا يسلمه منها شيئا، فقال تعالى في محكم كتابه الكريم {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} فعبَّرَ عنها بكلمة (أموالكم) لان وجودها بيد السفيه تضرُّ المجتمع كما تضرُّه.ان المال الذي يدخل في خزينة نظام القبيلة من البترول ضخم جدا لا ينبغي ان يُترك بأيديهم بلا حساب او رقابة مالية دولية، والا فسيظل هذا المال يتدفق الى الارهابيين، يقوي شوكتهم ويساعدهم على الانتشار والديمومة، فكيف تدعي، السيد الرئيس، انك تبذل قصارى جهدك لمحاربة الارهاب في المنطقة والعالم اذا كان عبيدك يسرّبون أموالا طائلة جدا لجماعاته المنتشرة في مختلف دول العالم؟.لقد وظف (ال سعود) المال العام لنشر الفكر الوهابي في العالم، من خلال المدارس والمساجد والاعلام والمراكز الدينية والوعاظ وغير ذلك، كما انهم وظفوا المال العام لتدريب وتسليح جماعات العنف والإرهاب، فهم الذين دعموا العمليات الإرهابية لوجستيا وتسليحيا وأمنيا، وان من يدعي انه مصمم على وضع حد لهذا الارهاب، فان عليه ان يمنع عنه الأموال الطائلة التي تمكِّنه من الانتشار والديمومة والتجديد والتحديث في العناصر والخطط والتسليح والمعلومة وفي كل شيء.ان الاشراف الدولي على أموال البترول يحقق هدف محاصرة الارهاب ثم القضاء عليه بشكل مباشر وغير مباشر:فأما الشكل المباشر؛ فمن خلال إيقاف كل عمليات تدفق هذا المال الى الارهابيين.واما الشكل غير المباشر؛ فمن خلال الصرف للقضاء على مسببات الارهاب في العالم مثل:الف: البطالة، من خلال مشاريع التنمية وخلق فرص العمل، خاصة للشباب العاطل الذي تستغل جماعات العنف والإرهاب ضياعه لتجنيده في صفوفها.باء: الجهل، من خلال الإنفاق على التعليم، عبر فتح المدارس وتوسيع مجالات التعليم العالي ومراكز البحوث وغير ذلك، فالقضاء على الجهل يساعد، بدرجة كبيرة في القضاء على المستنقعات النتنة التي يصطاد فيها الارهاب ضحاياه.جيم: المرض، من خلال الإنفاق على الصحة، سواء بتوسيع التعليم الطبي او بناء المستشفيات او حتى التأمين الصحي المجاني.دال: الطبقية الاقتصادية، من خلال مساعدة الشعوب الفقيرة على النهوض الاقتصادي ما يمكنها من اللحاق بالدول النامية، فالعوز والفقر وتدني المستوى المعيشي للشعوب، يخلق الأرضية المناسبة لصيد الارهابيين ضحاياهم.هاء: الكبت المجتمعي، من خلال الإنفاق على المرافق العامة، خاصة ما يتعلق بالشباب والأطفال، كالنوادي ودور السينما والمسارح ورياض الأطفال والمكتبات العامة، وكل ما يساهم في الترفيه والانبساط والانشراح، فالبيئة الضيقة تسمم الأخلاق وتخلق حالة من العصبية واليأس من الحياة ما يساهم في صناعة المستنقعات التي يصطاد فيها الإرهابيون ضحاياهم.ان الولايات المتحدة الأميركية تنفق أموالا طائلة على هذه المجالات في الدول الفقيرة المتخلفة، معتبرة مثل هذا الإنفاق انه يصب في مجالات الأمن القومي الاميركي ومن السياسات التي تحققه، وهي محقة بذلك، على اعتبار ان المجتمع الدولي اليوم بمثابة الاسرة الواحدة فاما ان ينهض بمجموع أفراده ويستقر ويأمن كل أعضاء الاسرة الواحدة، او لا يهنأ احد منهم بالأمن ابدا، فما بالك اذا ظلت عناصر من هذه الاسرة تعيش بضنك العيش وانعدام الأمن؟ ان ذلك يؤثر بالسلب على بقية أعضاء الاسرة بلا شك، فلماذا لا يساهم المال العام المتراكم من البترول بهذه المشاريع العالمية؟.فبدلا من ان ينفق (ال سعود) أموال البترول على الارهاب وعلى المدارس الدينية التي تحرض على الكراهية وإلغاء الاخر والتكفير، لماذا لا ينفقها المجتمع الدولي على مشاريع البناء والتعليم والصحة وردم الفارق الاقتصادي والاجتماعي بين دول العالم العربي والإسلامي؟ لماذا يجب على المواطن الأفغاني ان يظل يعيش معدما اقتصاديا تتناوشه وحوش الأمراض الفتاكة وهو ينظر الى أمراء نظام القبيلة ينفقون أموالهم على القتل والتدمير وعلى نشر ثقافة العنف والتكفير والكراهية؟.تتذكر جيدا، السيد الرئيس باراك اوباما، عندما قررت حكومة بلادك ان تضع يدها على أموال العراق في عهد الطاغية الذليل صدام حسين، عندما تأكد لها بانه ينفق هذه الأموال لبناء ترسانته من السلاح الفتاك المحرم دوليا، والذي استخدمه مرة ضد شعبه في مدينة حلبجة البطلة، فلماذا لا تفعل الشيء نفسه مع (ال سعود) وقد ثبت لك وبالادلة القاطعة، انهم ينفقون أموال البترول في تغذية الارهاب في العالم؟ هذا اذا كنت صادقا فيما تدعي وتقول من انك تحارب الارهاب بكل ما أوتيت من قوة وحيلة.ان أموالهم تصنع الموت وتصدره للعالم بدلا من ان تصنع التنمية والتعليم والصحة والغنى، ولذلك فهي لا تشكل خطرا على شعب الجزيرة العربية فحسب، ولا على الشعوب العربية والإسلامية فقط، وإنما هي تشكل خطرا على البشرية بأجمعها، وعلى المجتمع الدولي بالكامل، ولذلك يجب حماية العالم من هذه الأموال عبر الاشراف الدولي عليها وعدم تركها بيد السفهاء، واقصد بهم (ال سعود).
https://telegram.me/buratha