حيدر فوزي الشكرجي
يحكى أن ملكا أمر بطرد مشعوذ من المملكة، ولكي ينتقم المشعوذ من الملك قبل رحيله، رمى بسم يصيب الناس بالجنون قي بئر المملكة ،وبدأ الناس يتصرفون بغرابة يوما بعد يوما، ولم يكن الملك قريبا من الرعية فلم يشعر بالأمر إلا عند استفحاله، وعند التحري عرف أن السبب ماء البئر المسموم، وعندها لم يبق غيره ووزيره غير مجنون، فجمع الناس واخبرهم وطلب منهم عدم الشرب من ماء البئر، عجب الناس وقالوا: أن الملك جن يريد أن يميتنا من العطش يجب أن نهجم على القصر ونعزله مع وزيره، وصل الخبر إلى الوزير فنقله إلى الملك، خاف الملك وقال لوزيره قل لي ما العمل قال: لا يوجد حل للحفاظ على الملك سوى أن نشرب من البئر، وفعلا شربوا من ماء البئر واجتمعوا بالناس فلما رآهم الناس مجانين مثلهم ابتسموا وقالوا الآن استقام الملك.في بلادي البعض لا يرى الشمس ولا يعترف بوجودها حتى أن أحرقه لهيبها، الفاسد لدينا معزز ولو كان عليه ألف دليل والشريف متهم بلا دليل، البريء يمشي بحذر والمجرم يمشي بفخر ،فالبريء يخشى أن يفجر أو حتى يدهس بموكب مسؤول، بينما المجرم لديه جيش من العسكر.في بلادي اللص يمشي يتبختر فأموالنا لا تسرق بل تتبخر، ولدينا تباع دماء الشهداء ويعفى عن الإرهاب، ترفض مبادرة الأصدقاء ويقبل بذل اتفاقية الأعداء.في بلادي الدين تجارة والكفر شطارة، شيعي يمثل الشيعة بلا تقليد ولا مرجع، والسنة أن تكفر وتقتل، مختار عصرنا باع القضية، وأعطى الأمان لابن زياد مقابل الأمارة.بلادي خيراتها كثيرة وشعوبها فقيرة، الحاكم في بلدي فوق البشر وفوق الأنبياء والرسل، قوله حق وان كفر،اعتذر سادتي فلن اشرب من بئر جنونكم فأنا والحمد لله لست بمجنون ولا ملك.
https://telegram.me/buratha