فراس الجلالي
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا .اليوم عندما نتجول في مدن عراقنا الحبيب الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية, يجذب انتباهنا شي جديد, غير (الأزبال) ومظاهر الخراب, هو اللوحات الإعلانية الضخمة التي تحمل صور الريس وأقربائه, او الريس والجنود العراقيين .. لافتات إعلانية في كل مكان فيها كلمة (معا ),وهي كما يبدو الشعار الجديد لحزب الدولة عفوا الدعوة, صور الريس وأعوانه في كل مكان يقول معا إلى أين ؟ لا ندري..الأمر الوحيد الذي ندري به إن هذه ألافتات واللوحات, ينفق عليها من ميزانية العراق الامؤال الطائلة؛ التي إن منحت للشعب الصومالي لأشبعته من الجوع, وان خصصت لبناء المساكن الواطئة الكلفة, لوفرت سكن لآلاف العوائل المتعففة.. واللافت للنظر إن القنوات الشبه الرسمية, المجيرة للحكومة أغرقتنا بمشاهد قواتنا الأمنية, وهم يتصدون (لفلول الإرهاب) داعش, والناس متفاعلة معها لدرجة الطرب! وان كان العيب فينا؛ فيا لهذا الوقت الأغبر..السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ظل الازدواجية السياسية التي ضيعت هيبة الجيش, وأضعفت الدولة, هو كيف يمكن للريس اليوم إن يسوي الأوضاع؟ ويحقق المنجز الأمني؟ بالأناشيد والأغاني الحماسية من جهة, والتقرب إلى بعض الساسة الانباريين وشيوخ العشائر من جهة أخرى؟ عجبا للريس اليوم يعطي عفوا عام عن (داعش الأمس) الذين حملوا السلاح بوجه الجيش.. ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من أمور لا يعلم هدفها إلا الراسخون في الحكم, ولا يمكننا نحن البسطاء أن نبرر لسيادة الريس قوله بان كل مطالب أهل الانبار مشروعة, وهو مستعد ليلبيها, بينما في الأمس القريب كان يصفها بمطالبات ساحات الغدر والخيانة, وزامط أهله , وابتعد عن النصائح, وتكابر على الحكماء والمراجع.. مع الأسف شي لا يشبه الشي الأخر..عندما أطلق السيد الحكيم مبادرة انبارنا الصامدة, في محاولة منه لتصفية النفوس والقضاء على دابر الفتنة, طبلت الأبواق المأجورة, وتصايحت الأصوات النشاز ببذي الكلام , مع العلم إن الرجل أراد مليار دينار في السنة لإعادة ما خربته المجاميع الإرهابية أثناء عدوانها على قواتنا العسكرية, فإذا بالريس اليوم ينفق مليارات الدولارات لكن مع الأسف بلا جدوى.فإلى هؤلاء الغوغاء, والمصفقين : مالكم لا تعقلون ؟ فرق شاسع بين الذي يقول بعد ما ننطيها, وقول السيد الحكيم :" لسنا طلاب سلطة, شعب لا نخدمه لا نستحق إن نمثله ".
https://telegram.me/buratha