حيدر الفلوجي
الفلوجة: مدينة تقع غرب العاصمة العراقية بغداد، وتبعد عن العاصمة أربعين ميلاً.
ومعنى كلمة :(الفلوجة) لغةً يُعطي معاني عديدة، منها ما ورد في لسان العرب.
فقد ذكرت كتب اللغة بعض المعاني لتلك الكلمة، وذكروا ان مادة(فلج)، تعود لها كلمة: (الفلوجة)، وانقل هنا ما ذكره صاحب كتاب لسان العرب :(والفَلُّوجَةُ:الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، والجمع فَلالِيجُ، ومنه سمي موضعٌ في الفُرات: فَلُّوجةَ)، بمعنى انها ارض زراعية تمتاز بخصوبة تربتها، ووفرة مياهها.
ومن معاني كلمة الفلوجة، وكما ذكره الفيروز آبادي في كتابه اللغوي كما جاء:
(والفَلَجاتُ: المَزارِعُ: قال: دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ، قدْ حال دُونَها طِعان ).
وقال ايضاً: (والفَلُّوجةُ الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ.
والفَلَجُ: الصبح: قال حميد بن ثور: عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ مُعَبَّدٍ، من عَهْدِ عادٍ، كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصبْحُ: كانْبَلَجَ).
وذكر المصنف عن معنى (الفَلُّوج) قال: الفَلُّوجُ: الكاتِبُ.
وعن امير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال: (إِن المُسْلِم، ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس، كالياسِرِ الفالِجِ)
ومعنى الياسِرُ: المُقامِرُ؛
ومعنى الفالِجُ: الغالبُ في قِمارِه.
وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى أَصحابِه إِذا غَلَبَهم.
وفي الحديث: أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه. أيأينا انتصر وفاز فقد فاز أصحابه.
وفي حديث سعد: فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ، قال: ويجوز أَن يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال.
وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ: بايعت رسول الله (ص)، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمِي.
وقال ايضاً : ( فِلْجُ كلِّ شَيءٍ: نِصْفُه).
وفَلَج الشيءً بينهما يَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً: قَسَمَه .
ويقال لِشُقَّة الثَّوب: فَلِيجة: والفَلَج: النَّهر، وسمِّي بذلك لأنّه فُلجَ، أي كأنَّ الماءَ شقَّه شقّاً فصار فُرْجَة.
فأمَّا الفَلُّوجة فهي: (الأرض المُصْلَحة للزَّرع، والجمع فَلاَليج).
وأمَّا الحديث: "أنَّهما فَلَجا الجِزْية"، فإنّه يريد قَسَماها، وسمِّي ذلك فَلْْجاً لأنّه تفريق.
وأخيراً فقد تبين لنا من خلال ما ذكره ابن فارس في كتابه: (مقاييس اللغة) جاء : ان كلمة (فلُّوج) ، هو اسم من اسماء لأحد أبناء سام ابن نوح النبي( عليه السلام) .
وهو ما جاء في هذا النص : (وهَمَذانُ: د بَناهُ هَمَذانُ بنُ الفَلُّوجِ بنِ سامِ ابنِ نوح).
الى هنا ننتهي من ذكر معاني كلمة :( الفلوجة).
وكلمة فلوجي : هي كلمة تعطي لحاملها هوية الإنتماء والنسب الى تلك المدينة.
وكلمة : (الفلوجي) لا تعطي نسباً واقعيّاً حقيقيّاً من حيث النسب، لأنه يتوقف على اسم منطقة، كما هو الحال حينما يُلّقب الانسان بلقب (حرفة) او (هواية)او (عاهة) وما شاكل، فان تلك الأسماء لا تعطي نسباً كاملاً، إلّا انها قد تكون مفتاحاً او حلقةً توصلنا الى النسب الصحيح لدى حامليه.
اما من يُلّقب بإسم مدينة او قرية، فهذه المسألة خاضعة لظروف ذلك الانسان او تلك العشيرة، وأحياناً تمر على الانسان ظروفٌ قد تضطره الى تغيير اسمه ولقبه وعنوانه، وتلك القضية تتحكم فيها عدّة عوامل منها العوامل السياسية، وعوامل التقية وحالات الخوف، وأسباب اخرى قد أدت الى تغيير الكثير من الأمور المتعلقة بالمجتمع الإنساني ، والتاريخ مليئ بهذه الحوادث وشواهد كثيرة بذلك.
السؤال المطروح هو : ماهي العشائر العراقية التي حملت لقب:( الفلوجي) ؟
بعد اطّلاعنا على بعض الكتب والمصادر، وبعد دخولنا في شبكات التواصل الاجتماعي ، ومراكز المعلومات، وبعدما قمنا بالكثير من الأسئلة ، توصلنا الى وجود العديد من العشائر من تحمل لقب: ( الفلّوجي)، منها عشائر شيعية، ومنها عشائر سنية، ومنهم سادة أي ينتمون بنسبهم الى رسول الله المصطفى، ومنهم من لا ينتمي ، والفلوجي هي عبارة عن مجموعة من العشائر تحمل هذا اللقب، ولو رجعنا الى أصول تلك العشائر، لوجدنا بعضها، ينتمي الى قبيلة بني هاشم، وبعضها ينتمي الى قبيلة بني كعب، وبعضها تنتمي الى قبيلة ربيعة، وهكذا.
وتنتشر العشائر التي تحمل هذا اللقب في وسط وجنوب العراق وغالباً ما تتركز في محافظات الفرات الأوسط، ومنها ما تتمركز في محافظة صلاح الدين، ومنها ما تتركز في بغداد ، ومنها في قضاء الرضوانية، ومنطقة ابو غريب، وربما يكون من يحمل هذا اللقب من هو متمركز في مدينة الفلوجة نفسها.
اما من يحمل لقب الفلوجي وهو ينتسب الى رسول الله (ص)، فهم مجموعة من العشائر تمركزوا في محافظة بابل( مركز المحافظة)، ومنهم في بغداد، ومنهم في النجف الأشرف ، اما الذين في بغداد، فهم الذين يلقبون بالفلوجي الموسوي، او الفلوجي، او الموسوي، وأطلق بعضهم على نفسه ب الحسيني، وذلك لنسبتهمرللإمام الحسين ع .
الخارطة الجغرافية للفلوجيين في العراق: :
اولاً: الفلوجيون السادة (الشيعة)
من حمل لقب (الفلوجي) من السادة الموسوية الحسينية الناصرية: وهم من الذين سكنوا مركز مدينة الحلة، وبعض من سكن منهم في محافظة النجف الأشرف، ومنهم من سكن في الكوفة العلوية المقدسة، ومنهم من سكن الكاظمية المقدسة، ومنهم أُؤلئك الذين انتشروا في بغداد وأطرافها.
وزعيم هؤلاء الفلوجيين(السادة) وشيخهم هو : السيد لؤي علي مهدي الفلوجي الحلي (الموسوي) ، ومقره في الحلة، مركز محافظة بابل..
وبرز من هؤلاء الفلوجيين عدد كبير من العلماء في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وعدد كبير من الشعراء والأدباء، لاسيما في خدمة اهل البيت( عليهم السلام)، وبرز منهم العديد من الأساتذة الذين أثروا بعطائهم الساحة العلمية سواء على صعيد العلوم الدينية أو على صعيد العلوم الأكاديمية في محافظتي الحله والنجف والكوفة وكان ذلك منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين وامتداداً حتى مطلع القرن العشرين.
وأشهر علمائهم وشخصياتهم العلمائية والأكاديمية وكالتالي:
-1- زعيم الحوزة العلمية في الحلة الفيحاء وأستاذ الأساتذة، وعلم الاعلام : السيد حسن الفلوجي(1223-1282) للهجرة
وكان يُلقب بالشيخ حسن الفلوجي، بالرغم من انتسابه الى السلالة الهاشمية المطهرة، وربما كان هذا اللقب هو الذي كان يشكل له عائقاً من عدم تلقيبه بالسيد بدلا من لقب الشيخ، ومن تلامذته : سيد حيدر الحلي وابن الكواز الحلي وآل السيد القزويني وغيرهم كثير....
2- العلامة السيد عبد الهادي الفلوجي، العلامة السيد عبد الأمير الفلوجي، العلامة حسن الفلوجي، والعلامة عبد الرضا الفلوجي، وغيرهم كثير، وإذا أردنا معرفة ذلك فينبغي كتابة بحث خاص بهم، ونرجئه الى فرصة اخرى. وهؤلاء ممن كانوا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
3- الأدباء: هناك رعيل من الأدباء من السادة الفلوجيين برزوا في القرنين، التاسع عشر والقرن العشرين،منهم زعيم الشعراء ورائدهم في عصره هو الشاعر المرحوم: مهدي الفلوجي الحلي، صاحب القصائد الشهيرة في الولاء لأهل البيت(عليهم السلام)، وقد ذُكِرت ترجمته في الكتب التالية (أعيان الشيعة، والبابليات، والمشاهير المدفونين في الصحن العلوي، والشعراء المشاهير في مدح الامام الحسين) ....
4- من أدبائها في الحله: كل من السيد محمد علي الفلوجي، وعبد الرضا الفلوجي ، وعبد المجيد الفلوجي، وغيرهم كثير ، وأما الأدباء في النجف الأشرف والكوفة العلوية، فهم كثير ولكنني اذكر الاستاذ عبد الأئمة الفلوجي النجفي، فقد تخرجت على يديه معظم الشخصيات النجفية في مجال العلم والأدب، وله الفضل على اغلب مثقفي اهلي النجف، وقد شغل مناصب كثيرة في مجال دوائر التربية والتعليم في النجف منها مدير تربية النجف ومدير اعدايات النجف، حتى اصبح علماً من أعلامها في مجال التربية والتعليم وشغل مناصب متقدمة في هذا المجال.
5- في مجال الاعلام والتصوير والتوثيق: في النجف الأشرف : السيد الحاج نوري الفلوجي النجفي الذي ينتمي الى بني هاشم من السادة الفلوجيين، ويعتبر المرحوم نوري الفلوجي هو الرائد في فن التصوير في النجف ومحافظات الفرات الأوسط، ولا تكاد صورة تظهر لمشاهد وصور النجف او العلماء الاعلام او المناطق القديمة، الا ويكون مصدرها ارشيف ذلك الرجل المرحوم نوري الفلوجي.
5- 6- برز منهم في مجال الطب، فقد ظهر من السادة الفلوجيين العباقرة في مجال الطب ومنهم من ذوي الاختصاص في جراحة الكسور والعظام والمتمثل : بالدكتور مظفر خزعل الفلوجي الحلي، وهو استاذ الاطباء، ومعلمهم ومكتشف الكثير من خفايا اجراحة الكسور والعظام والفقرات في العالم. وفي مجال اخصاص الجراحة وجراحة القلب وغيرها من فروع الطب برز منهم الكثير وعلى رأسهم الدكتور سعد الفلوجي مدير مستشفى الحلة الجمهوري سابقاً وكبير جرّاحي الحلة حالياً، وهنالك الدكتور علي ومهند وولاء الفلوجي وغيرهم كثير في اختصاص جراحة القلب ويشغل
ثانياً: الفلوجيون الشيعة ( غير السادة)
وهؤلاء يقيم بعضهم في المناطق التالية: (أطراف محافظة بابل)، (الأقضية التابعة لمحافظة الديوانية، (محافظة النجف الأشرف)، (المناطق المتفرقة في بغداد ومحافظات الفرات الأوسط)، (مناطق متفرقة في وسط وجنوب العراق
وهذه العشائر المذكورة هي تنتمي في أصولها وجذورها الى قبائل مختلفة، منهم من ينتمي الى قبيلة (بني كعب)، ومنهم من ينتمي الى قبيلة(الجبور)، ومنهم من ينتمي الى قبيلة(ربيعة) وغيرها من القبائل، وكل عشيرة تحمل لقب (الفلوجي) لديها من الوثائق والمشجرات ما يثبت صحة ادّعائها، وعلينا الأخذ بذلك على محمل الصحة، لوجود قاعدة الإلزام والإقرار وهي : (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم) مع وجود الادلة.
ثالثاً: الفلوجيون السادة ( السنة)
وغالبية هؤلاء من الذين يسكنون في بغداد في ناحيتها الغربية وامتداداً نحو منطقة الرضوانية، وربما في محافظة الانبار وصلاح الدين.
ومن هؤلاء الفلوجيين يبرز زعيمهم وشخهم السيد الشيخ عبد الكريم خضر الفلوجي الحسيني ، وهو شيخ العموم لكافة الفلوجيين السادة في العراق بما فيهم الفلوجيون الشيعة والسنه، ومحل اقامته ومضيفه يقع في بغداد
رابعاً: الفلوجيون (السنة)
وغالباً ما يتواجدون في المناطق الغربية من بلدنا الحبيب، وفي بغداد ونواحيها، وينتشرون في بعض المحافظات الاخرى.
وبهذا اكون قد اجريت المامة سريعة حول هذا الموضوع الذي يجهله الكثيرون من ابناء العراق ، وأحببت ان اوضح ذلك من خلال هذه الاطلالة وارجو ان تكون نافعة، مع اعتذاري للإختصار بذلك علنا نقدم شيئاً مفصلاً مستقبلاً ان شاء الله>
ولإجل المراجعة والتصحيح والإضافة ودعمنا في بحثنا هذا يرجى من ابناء هذه العشائر الكريمة تزودنا بالمعلومات وافاضتنا بالمزيد لتمام البحث، وارجو ارسالها على العنوان البريدي التالي :
hayder_alfaloji@hotmail.com
ولكم خالص احترامي وتقديري
https://telegram.me/buratha