المقالات

التصويت على قانون التقاعد (الإمتيازات التقاعدية) طعن في شرعية أعضاء البرلمان

326 10:34:00 2014-02-18

خضير العواد

لقد ناضلت الشعوب من أجل بناء نظام يرعى حقوقها ويدأب على قيامها بواجباتها ويحرس على تطبيق القانون على جميع طبقاتها بالتساوي والعدل ويراقب نقل السلطة عبر صناديق الأنتخابات فكان هذا النظام الديمقراطية ، وحلم الشعب العراقي في قيام هذا النظام على أرض العراق فقدم التضحيات مادياً ومعنوياً فأعطى خيرت شبابه وشاباته من أجل تدمير النظام العفلقي الدكتاتوري التعسفي وقيام نظام ديمقراطي يضمن تناقل السلطة عبر صناديق الإنتخابات ، وتم تحقيق هذا الحلم الكبير بعد التغير الغير متوقع عام 2003 ميلادي وكانت أمال الشعب العراقي لا توصف في مستقبل مملوء بالسعادة والحياة الكريمة بعد سنين عجاف عاشوها تحت ظلم ودكتاتورية الأقلية ، ولكن كل هذه الأمال ذهبت مهب الريح بعد أكثر من عشرة سنين من تطبيق النظام الديمقراطي الذي لم يطبق منه إلا الإنتخابات وحرية الكلمة وأما بقية أدوات الديمقراطية من تطبيق القانون ومحاربة الفساد وتطوير كل فروع الحياة كالإقتصاد والبناء والإستثمار وتقديم التسهيلات للشعب وغيرها لم ترى النور في العراق بل على العكس نلاحظ قبة البرلمان أصبحت مآوى للفاسدين والقيادات الإرهابية التي تسبح أيديها بدماء العراقيين والساهرة على تعطيل أي قانون أو مشروع يسهل من صعوبات المواطن العادي ويصب في مصلحة العراق بشكل عام ، فلم يشرع البرلمان العراقي منذ قيامه الى هذه الأيام أي قانون مهم كقانون الإنتخابات والنفط و الأحزاب والإستثمار وغيرها من القوانيين المحورية في حياة أي نظام سياسي في العالم ، بل على العكس أصبح البرلمان العراقي وهو الممثل الوحيد للشعب مصدر معانات هذا الشعب المظلوم من خلال عدم الحضور المستمر لأعضاء البرلمان في الجلسات المهمة التي يتم فيها التصويت على القوانيين بل أصبح عدم تحقيق النصاب من الأمور الطبيعية عند المواطن العادي بالإضافة الى الفساد الإداري الذي أستشرى مابين أعضاء البرلمان حتى أصبح عضو البرلمان عنوان لكل فساد على الرغم من الإمتيازات الكبيرة التي يحصل عليها، حتى أصبحت الثقة معدومة تقريباً ما بين أعضاء البرلمان والشعب نتيجة السياسية العدوانية الفاسدة التي يقوم بها أعضاء البرلمان إتجاه الشعب العراقي ومصالحه ، بل قام البرلمانيون بقطع جميع الخطوط مع الشعب العراقي الذي أنتخبهم عندما أستغلوا تفويض الشعب وصوتوا على قانون الإمتيازات التقاعدية لأعضاء البرلمان (قانون التقاعد) الذي رفضه الشعب من خلال خروجه المستمر بمظاهرات هزت شوارع جميع المحافظات العراقية ، وبعد التصويت قام البرلمانيون الأستهزاء بهذا الشعب عندما تنصل الجميع من الموافقة على هذا القانون وكأن الجن هي التي صوتت عليه وليس أيديهم التي أعلنت إقرار القانون من خلال رفعها بالموافقة ، بهذا التصويت والإستهزاء الأحمق من أعضاء البرلمان بعقلية الشعب العراقي قد دمروا كل جسور الثقة ما بين السياسين والقواعد الشعبية بل أظهر البرلمانيون من خلال تصرفهم هذا على خطورة تواجدهم في قبة البرلمان وهي أعلى سلطة تشريعية ، لأن إقرار القوانيين التي يرفضها الشعب ظاهرة خطيرة تطعن بالنظام الديمقراطي نفسه الذي يعتمد في نظامه على حكم الشعب ، ولهذا فأن أعضاء البرلمان ليس أمامهم إلا تقديم الإعتذار للشعب وإلغاء هذا القانون السيء الصيت وإلا فأن حق التمثيل يصبح غير قانوني لعدم قيام أعضاء البرلمان بواجبهم بالمحافظة على مصالح ممثليهم ( الشعب) ، وبهذا فأن التصويت على قانون التقاعد ( الإمتيازات التقاعدية لأعضاء البرلمان) قد طعن في شرعية أعضاء البرلمان وأنهى كل أواصر الثقة ما بين الشعب وبرلمانه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك