عباس الديري
تعود العراق على عدم الاستقرار والذي فقد منذ زمن طويل فالانقلابات العسكرية اذبان العقود الماضية والتغير في الحكومات ونشوب الحروب هنا وهناك جعل العراق ساحة للصراعات الداخلية والإقليمية ومع تعاقب السنين وتغير الاستراتيجيات والتطور التكنولوجي بقت تلك الصراعات .ومنذ دخول حزب البعث على خط الحكومات زادت مأسي الشعب العراقي فثلاث حروب متعاقبة من حرب البعث على الاكراد والتي كان زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم دور كبير وفعال في انهائها من خلال فتواه المشهورة بحرمة قتال الاخوة الاكراد انذاك وحرب الثمان سنوات ضد الجمهوية الاسلامية وحرب الخليج الاولى وحصار انهك كاهل المواطن لسنوات قاحلة ،بعدها شاءت قدرة الله لزيل ذلك الجبروت من على صدور العراقيين و توسمنا خيرا بالقادم الجديد من القوى العراقية ولكن سرعان ما ظهر كابوس جديد ليسير على نفس النهج السابق الا وهو سياسة صناعة الازمات كي يواري عن ما سببته سياسته الخاطئة وما نتج عنها من ويلات ودماء ذكرتنا بالزمن السحيق ولكن في نفس الوقت كان ولازال كما كان السيد الحكيم حاضراً في الماضي القريب فاليوم أيضا الحكيم حاضرا كي ينهي الصراعات التي تزيد من جريان دمائنا فكل مأزق تضع الحكومة نفسها فيه ليصل زبدها الى فمها فعندها تظهر لمسة الحكيم السحرية كي تخلص الحكومة والمواطن من ما هي عليه فمن زمن ليس ببعيد عند تشكيل الحكومة وعجزت الاطراف المتنازعة على ايجاد حل واشتد الصراع ظهر السيد الحكيم ليضع النقاط على الحروف فقال لا حل الا مع الطاولة المستديرة ورفضت دولة القانون وقتها واستمر السجال وزادت الفرقة بين الكتل وبعدها عادو لما طرحه الحكيم وتشكلت الحكومة ،وعند خروج المظاهرات في الانبار وقالت الحكومة انذاك ان لا حوار وهولاء ليس لديهم اية حقوق واشتدت الوضع العراقي سوءً فقال الحكيم لاحل الى مع الحوار ولكن كالعادة لاحياة لمن تنادي وقالت المرجعية على لسان متحدثها في كربلاء على الحكومة ان تحاور المتظاهرين والوقت ينفذ والوضع يزداد سوء حتى اشتعلت الحرب الجارية مع الارهاب في الرمادي وزج ابناء الوسط والجنوب في حرباً كان من الممكن تجنبها لكننا على ابوب الانتخابات فكانت دمائنا هي احدى صور الدعاية الانتخابية وبدأت قوافل الشهداء من الوسط والجنوب تسير باتجاه النجف الاشرف ملفوفة بالعلم العراقي والتي عادت بنا الى ايام الثمانينات وكأن صدام قد نفض التراب عنه ليقول انا حي،و كعادته ومن منطلق المسؤلية الدينية والاخلاقية خرج السيد الحكيم ليوقف سيل الدماء ويداوي جراحات الوطن فاعلن عن مبادرته الوطنية الكبرى {انبارنا الصامدة} ذات النقاط العشر والتي لاقت ترحيبا داخليا واقليميا ودوليا متحدياً كل المشككين بقدرتنا على قيادة اليلاد ويضع الحلول ويمسح على رؤس الايتام ويهدئ من روع الامهات و لينهي مغامراة الهواة والذين يبحثون عن النصر السريع بغض النظر عمن يكون الثمن وأيظا رفضت دولت القانون تلك المبادرة لانها خرجت من خصومها فرفضت العمل بها ولكن بحمد الله وبعد نفاد كل لحلول العسكرية عادت لتعمل بمبادرة السيد الحكيم ولكن بشكل متجزأ كي تحصد الغنائم الواهمة
https://telegram.me/buratha