باسم السلماوي
تذكرت تلك الليالى والأيام العجاف, وألم الحرب, و مسلسل القتل والدمار, وتكريم القائد للجنود, عندما يزور القطعات, في جبهات القتال, في المعركة مع الجمهورية الإسلامية الأيرانية, والتكريم كان أما رتب عسكرية أو سيارات, وأنواط شجاعة, ومكرمات كثيرة على مدى أكثر من ثلاث عقود, الطاغية متجبر لا يرحم, حكم العراق, بالحديد والنار, استباح الدم العراقي.عندما شاهدت قناة العراقية, وهي تزمر وتطبل, تذكرت(ها يا هل العمارة, ها أجمل أبشارة, اليوم كنا جنود, عن الحدود نذود).كان القائد يتخذ القرار بدون تفكير مسبق, ولو قلت لي كيف عرفت؟, لقلت لأنه يتراجع عنه بعد فترة, و بعد خسارة الأرواح والأموال, يعود إلى المربع الأول, حتى مع أقرب الناس له, يقتله ويعطيه عنوان شهيد الغضب.قبل عام خرجت تظاهرات, و الانبار لديها مطالب مشروعه, قالتها المرجعية, وقالها أغلب رؤساء الكتل, هناك مطالب مشروعه, والقائد لم يستمع إلى صوت العقل, ولم يتجاهلهم أو يصبر عليهم أو يسكت, بل هدد وتوعد, مما جعلهم يزدادون إصرار, وعزيمة, وبدأت الدماء تسيل من أبنائنا, ليدفعوا ضريبة تهور القائد.مر عام على التظاهرات, والمطالب تزيد, بمرور الوقت, و داعش أخترق (ساحة الغدر والخيانة), والقائد يتأمل, والرؤوس تقطع, بينما الغيرة تغط في نوم عميق, والمقرات تبنى في الصحراء, فجأة ينهض القائد من غفوته, مسرعا يقرر حرق المخيمات, وبعد أن أخذ الموت منا مأخذه, وأدخل الجيش في معركة, أبطالها دأعش, وأتخذه دعاية انتخابية مبكرة, وخسر أبناء الجنوب أرواحهم مرة أخرى, وأصبح الجيش مالكيا, فوق سطوح المباني.ذهب القائد إلى الانبار, بعد قطع الاتصالات و الانترنيت, نزل القائد على بعد (150)كيلومتر عن الانبار, موافقا على جميع المطالب.ودماء أبنائنا ذهبت سدى, لو كان هذا منذ البداية, وتم احتوى الأزمة وتطويقها, لجنبنا البلد من المنزلقات الخطيرة, لو كنا نتمتع بالحكمة, والقرار الصائب لما وصلنا إلى القبول بجميع الشروط أقصد المطالب, أذن كيف حققنا الانتصار؟, ولماذا ذهبنا, وقبلنا بمبادرة الداعشيين, كما قالها القائد بالأمس, ولو وافقنا قبل عام لحفظنا ماء وجوهنا,او سمعنا أخواننا في الدين, وأخرها مبادرة الحكيم قبل خمسين يوما, ألم تكن جزأ من الحل, لكن أخذته العزة بالاثم, وخسرنا ضمير القائد, وأصبح كالسابق.
https://telegram.me/buratha