مديحة الربيعي
يدرك المتابعون للشأن السياسي في العراق, القرارات المتسرعة التي أدخلت البلد في نفق مظلم ليس له نهاية, تخبطات واضحة وأخطاء متلاحقة, بسبب الطرق التي يسلكها الساسة للتربع على عرش السلطة, فتلك بداية لدكتاتورية جديدة تطبخ على نارٍ هادئة وتنبىء بأن البلاد تسير نحو الهاوية.المعارك التي تدور رحاها في محافظة الأنبار, كان من المفترض أن توجه ضد داعش والقضاء على المجموعات الأرهابية, فكيف تحولت بين ليلة وضحاها الى قصفٍ عشوائي للدور السكنية؟بعد مطالبات عديدة من قبل العقلاء, لحل أزمة ألانبار بطرق سلمية رفض رئيس الوزراء سماع كل الأصوات المطالبة بالتعقل, وقرر المضي في طريقه, فما الذي جعله في ليلةٍ وضحاها ,يقرر الذهاب بنفسه ويعترف أن مطالب المتظاهرين مشروعة؟ وكيف يذهب بنفسه للحوار مع , أناسٍ قد وصفهم فيما سبق بأنهم ليسوا عراقيين؟أن المنطق الوحيد الذي يفسر ذلك هو أن قرار المرجعية؛ كان واضحاً وصريحاً تجاه كل من صَوت على قانون التقاعد للرئاسات الثلاث, وأعضاء البرلمان, أذ دعت المرجعية عدم أنتخاب كل من صوت, على سرقة أموال الشعب.قد أدرك رئيس الوزراء, أن حظوظه في الشارع الشيعي باتت ضئيلة, فقرر ألاعتماد على ورقة ألاستجابة للمطالب ؛ التي يعتقد أنها قد تؤتي ثمارها, غير مدرك أنها شجرة قد أقتلعها بالفأس منذ مدة طويلة, ولم تعد تؤتي أكُلها, فالمراهنة على الشارع السني أمر أقرب الى الخيال منه إلى الحقيقة.بطبيعة الحال القرارات التي تتخذ بجرة قلم ,لا يمكن أن تمحى بجرة قلم, ولا تسير ألامور كما يشتهي الساسة, فكل قرار له نتائج تترتب عليه, ويبدو أن رئيس الوزراء لم يحسبها جيداً, فتخبطاته تتأرجح بين ألاحجام تارة, وألاقدام تارة أخرى, وهي أشبه بتخبطات فأر عالق في المتاهة, يبحث عن سبيل الخروج.
https://telegram.me/buratha