حسن الرشد
كثرت ظاهرة سرقة السيارات في البلدان التي تتصاعد فيها عمليات الارهاب والقتل واستهداف المدنيين وهي ظاهرة ملفتة وغدت في نفس الوقت مقلقة نظرا لبعدها الامني حيث ان اكثر تلك السيارات التي تسرق خاصة في العراق ولبنان توظف للتفخيخ والتفجير ونشر الدمار والخراب .
ففي العراق حيث تتصاعدة يوميا عملية تفجير السيارات المفخخة ليصل في اليوم الواحد الى اكثر من 20 سيارة مفخخة يتم تفجيرها وسط الابرياء والمناطق السكنية والاسواق حيث يقوم المحترفون بسرقة 25 سيارة في كل محافظة شهريا ليبلغ ما مجموعه 450 سيارة شهريا في عموم العراق هذا عدى عن السيارات التي لم يبلغ اصحابها عنها وهي بالمئات فيما عمليات بغداد تدخلت في وقت سابق لنفي وجود اكثر من 20000 سيارة مسروقة في العراق !
وفي لبنان اعلن المسؤلون ان هناك اكثر من 600 سيارة أغلبها رباعية الدفع تمت سرقتها خلال 6 اشهر وهي مؤهلة لترسل الى سورية لتفخيخها ثم اعادتها الى لبنان .
والاغرب في هذا الامر ان اغلب السيارات المفخخة التي انفجرت في مدن العراق وحتى في لبنان كانت مسروقة وان التحقيقات التي اجرتها الجهات الامنية كشفت ان "الجهاديين" ينفذون اعمالهم الارهابية عبر السيارات المسروقة التي تفخخ في اوكارهم ومصانع التفخيخ لديهم ليتم تفجيرها بعد ذلك في اوساط المدنيين ..
هنا يطرح السؤال نفسه: كيف يجوز "الجهادي" لنفسه ان يقوم بسرقة السيارات وهو عمل كما معروف حرام شرعا وثم تفخيخها وتفجيرها في الابرياء؟وباي مجوز شرعي يسرق "الجهاديون" سيارات ملك لاصحابها رغم انهم يعلمون ان السرقة في الاسلام حرام ؟ وهل اعطوا لانفسهم الحق الشرعي في ان يحللوا "جهاد سرقة السيارات" بعد ان حللوا لانفسهم "جهاد النكاح"؟؟هل يصدق "الاسلاميون " ان ظاهرة "جهاد النكاح " لم يكن كذبا ولا من اختراع النظام السوري او "الروافض" بل هي حقيقة اثبتت الوقائع والبراهين والوثائق وحتى الاعترافات انها صحيحة وقائمة ولعل بروز ظاهرة "جهاد سرقة السيارات" والتي اثبتت التحقيقات ان السيارات التي يقوم"الجهاديون" بتفخيخها لتنفيذ عمليات التفجير هي مسروقة تأتي لتؤكد ان "جهاد النكاح" ملازم لـ"جهاد سرقة السيارات"!
فمثلا السيارة التي فجرها انتحاري امام محطة الايتام في الهرمل في لبنان كانت مسروقة وصاحبها مسيحي يسكن في احدى المناطق المسيحية في جبل لبنان !اما السيارة التي فجرها انتحاري يوم الأربعاء بتاريخ 19/2/2014م في بير الحسن في بيروت وامام دار "الايتام الاسلامية" - بقرب الملحقية الثقافية الايرانية- والتي ترعى اكثر من 250 يتيم وقد جرح 11 طفلا بريئا منهم ، نوعها بي ام دبليو ايكس 5 كانت مسروقة من أمام المطار لصاحبها محمد وهو مسلم ..والحال كذلك لبقية السيارات التي فجروها الانتحاريون في الضاحية حيث كلها كانت مسروقة !وفي العراق ايضا حيث ان المواطنين يشكون من السيارات التي يفجرها الانتحاريون الارهابيون مسروقة من امام ابواب منازلهم او في مواقفها في الاسواق وغيرها .قد يقول قائل ان هؤلاء " الانتحاريون" لا دخل لهم في السيارات التي يفجر ونها في عملياتهم الإرهابية حيث يشترونها من (( التجار)) دون ان يسألوا عن أصحابها الحقيقيون لاعتقادهم ان البائع هو صاحب السيارة ! ولكن ألم يطرح ذلك علامة استفهام كبيرة في ان يكتشف الخبراء الأمنيون ان اغلب السيارات المفخخة هي مسروقة ؟؟هل هي الصدفة ان تكشف المعلومات ان السيارات التي تفخخ وتفجر انها كانت مسروقة ؟ام ان هناك عصابات مافيا لها علاقات أخذ وعطاء مع " الجهاديين"وبعلمهم وتطميعهم تقوم بعمليات سرقة واسعة للسيارات بهدف جني الأرباح والأموال ولو على حساب قتل الآلاف من الأبرياء ؟وبعيدا عن التسريبات والتحليلات التي تتحدث عن الهدف في ان يختار الانتحاريون وتنظيماتهم السيارات المسروقة للتفخيخ والتفجير لجهة عدم افتضاح امر مموليهم فيما لو استفادوا من السيارات التي تهدى لهم من قبل دول وأجهزة مخابراتها مثل السعودية وقطر والإمارات والتي هي بالآلاف وتستخدم لأهداف محددة اخرى ًارهابية أيضاً مع ذلك تبقى علامة الاستفهام الكبيرة هذه قائمة حتى تثبت العكس !
فهل يمكن ان يقنعنا شيوخ التفخيخ و"الجهاديون" كيف وفي اية آية من سور القران الكريم توجد اشارة نعم ولو اشارة بجواز السرقة من المواطنين ؟ واكثر من ذلك تفخيخها وتفجيرها ضد الابرياء وممتلكاتهم ؟؟
فهل هي حقا " جهاد سرقة السيارات" بعد ان راجت ظاهرة "جهاد النكاح" ؟
https://telegram.me/buratha