درباس ابراهيم
في البدء اقول أن الحياة لاتصح بالعشوائية والفوضى ولابد من قائد فطن حكيم يدير البيت أو المجموعة أو البلد أو غيرها ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم" رواه أبو داوود.
نستطيع ان نعرف القائد ونقول بعبارة مبسطة، القيادة هي عملية التأثير في الناس وتوجيههم لإنجاز الهدف . ويعرف الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن العساف في الكتاب الذي أعدّه بعنوان (مهارات القيادة وصفات القائد) قال: "هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة".
ونحن نقرأ لجورج سباين الذي يقول في كتابه "الفكر السياسي" (حتى تستطيع أن تعْرِف الأمة ، حاول أن تعرف قائدها وملامحه السياسية والعقلية. وستجد عشرات من الأمم سقطت في الحضيض بسبب حكامها، وبالعكس هناك من الأمم من حققت الانتصارات والنهضات والتقدم على أيدي قادتها البارعين").
و هناك الكثير ممن هم في مركز القيادة .. ليسوا بقادة .. لأنهم لم يعطوها حقها .. عملوا من خلف الأبواب .. نراهم دائمًا في الصدارة .. ويتحدثوا عن أنفسهم كثيرًا .. ولغتهم المفضلة .. أنا .. قمت .. فعلت .. أنجزت !!
ولو ألقينا نظرة بسيطة على السياسيين الذين يدّعون انهم يمثلون السنة في العراق سنجد انهم لايملكون اي صفة من صفات القيادة ، لأن في الحقيقة هم لايمثلون الا انفسهم ولا يهتمون الا بمصالحهم الشخصية وغالبا مايلعبون على الوتر الطائفي قبل الأنتخابات في سبيل الحصول على اكبر عدد من الاصوات وكل شخص فيهم يعتبر نفسه هو القائد وهو الذي يمثل السنة ، هنا نستطيع القول ان من يمثل السنة هم قادة وليس قائد. وهذه مصيبة ( فالسفينة تغرق من تكثر ملاحيها ) المثل الشعبي .
فالنجيفي وصالح المطلك وطارق الهاشمي والعيساوي..وغيرهم حقيقة لم يقدموا شيء للناخب السني أو المناطق السنية سوى انهم كانوا عندما يعترضون على سياسات المالكي يعلقون استقالتهم تعليق فقط وليس استقالة .هؤلاء الساسة الذين يدعون انهم يمثلون السنة يمثلون نموذجا صارخا وسافرا للسياسيين الانتهازيين الذين يلهثون وراء المناصب والمكاسب السياسية على حساب المبادئ المزعومة التي طالما تشدقوا بها تبجحا ، وليتضح فيما بعد بأن هذه المبادئ لا تساوي عندهم خردلة أو شروى نقير ، عندما يتعلق الأمر بالمناصب ..أرجو أن لايخدعوكم مرة اخرى وتستطيعون ان تعاقبوهم في الانتخابات المقبلة !!
https://telegram.me/buratha