الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
الحالة السياسية والأمنية في العراق هذه الأيام , لا تحتاج إلى محلل سياسي , أو خبير استراتيجي ليقول للناس ما يجري في العراق وما سيجري بعد مدة , لان الأزمة بدت واضحة , كانت بداية تحت الطاولة , ثم تصدت للمشهد الاجتماعي بشكل سافر , ودفع العراقيون ثمنا باهظا من دمائهم , بسبب الصراع الدائر بين جميع الكتل والأحزاب في العراق لتقاسم القيادة التي ستستجلب بعدها الامتيازات التي يسيل لها اللعاب .. لن يصدق أي عراقي الشعارات التي رفعت والتي سترفع مستقبلا , ولم نسمع بعد الآن الخطب المسلفنة بعذوبة المصطلحات , التي تتباكى على الوطن والمواطن وحب العراق والعراقيين , والجهاد والعمل لصالح الوطن .. هذا أصبح معروف لدى العراقيين بالنظرية والتطبيق من اللاعبين في الساحة السياسية .. ما يهمني في هذا المقال أن أبين نقطة مهمة للشعب العراقي , وأهل الجنوب حصرا ...هي موضوع القيادة , لأنها صمام الأمان , من خلالها نجتمع , وبسببها ننفرط ونتقاتل , ويهجر المغلوب على أمرهم .. دون تهجير اسر المتصارعين ..القيادة في مجتمعنا العراقي تنقسم إلى قسمين , الأول القيادة الدينية المتمثلة بالمراجع .. الثاني الأحزاب والكتل السياسية .. يقف الناس اليوم بين هاتين القيادتين , حتى يخيل للمتتبع إن هناك تداخلا من الطرف الأول على الطرف الثاني , هذا ما نلاحظه من بعض الكتابات التي تدعو إلى فصل الدين عن السياسة ,أو ما تسمى الدولة المدنية .. في حقيقة الأمر , لا يوجد أي تداخل بين الاثنين , ولكن المرجعية بمواقفها السياسية الطارئة تكون مضطرة حين ترى ضياع الحقوق للشعب , وتفريط الحكام في القوانين والقرارات .. بنفس الوقت الذي يرتدي فيه السياسيون أقنعة دينية بامتياز , من خلال رفع صور المراجع والشعارات الدينية ,وترديد آيات من القران الكريم في خطبهم وكلامهم .....وهم بعيدين عنها كبعد المشرقين ...وبصراحة أكثر , إذا كان السيناريو الأمريكي لا يمكن مقاومته .. وان العراق واقع تحت التقسيم , وسيصبح حقيقة واقعة بعد عام 2014 , فأننا نحن أبناء البصرة والعمارة والناصرية , بحاجة إلى قائد من رحم الجنوب , وربما كلامي سيزعل بعض الأصدقاء الذين يزعلون عادة من كلمة الحق .. لان السياسيين في جنوب العراق كلهم تابعون , وليس فيهم رأس ..!! . ولا أغالي إذا ما قلت إن هنا رجل في البصرة له مؤهلات القيادة ولكن القوانين تكبله , ولا تجعله يعمل بما يوحي شرفه وعهده للناس , إضافة لمحاولة تسقطيه من قبل الكتل الأخرى في مجلس المحافظة ..!!أناشد الغيارى ممن كتبت عنهم قبل سنتين في قيادة البصرة .ولا اعني القيادة العسكرية .أن يسارعوا إلى عقد جلسات ومؤتمرات لتحديد جهة قيادية للبصرة , لها إمكانيات القيادة , دون أن يتم الاختيار على حساب العشيرة أو المنصب الحكومي أو المالي , أو ممن له حظوة في انتخابات ماضية ... وكانوا هم سبب النكسة في العراق .. نحن بحاجة إلى قائد .. تحدده الأطر الشرعية والأخلاقية والاجتماعية , يكون شروكي ابن شروكي .. غير تابع بالقرار إلى جهات أثبتت حبها لمناطقها دون مدينة البصرة .. فهل هناك من مجيب..يقول أنا ... وإلا سيأتي الضياع ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha