المقالات

إنغلاق السياسة العراقية داخلياً

458 22:11:00 2014-02-21

علي الغراوي

بعد 2003؛ إنعطف العراق الى منعطف خطير، وكان من الطبيعي أن ينزلق نحو الخطر، بعد الإنقسام الجغرافي الطائفي في خارطته، والتعصب المذهبي في مجتمعه، والإنفصام في التحاصص، كان سائداً في كل مفاصل الدولة بكل أشكاله وأنواعه.إنجرف العراق بأمواج مذهبية، لتنجرف معه سوريا في حربها ضد التطرف، ولبنان لازالت تشتعل بنيران طائفية هادئة، فهذا ما رسمته السياسة الإمريكية منذ عقود من الزمن؛ في تغيير خارطة الشرق الأوسط، فوجدت العراق؛ الإنطلاقة الحقيقية بعد سقوط النظام البعثي الفاشي، ومن ثم رسم سياستها في المنطقة، وتحقيق مشرروعها المستقبلي الذي كانت تطمح أليه.لم يصمد العراق داخليا؛ً نتيجة الإنقسام الطائفي بعد 2006، وسرعان ما لجأ الى الحل الإمريكي بعد الإنهيار الداخلي، وظهور ملامح جغرافية مذهبية على خارطته، وبروز إقليم الشمال المنعزل عن التوتر الداخلي المذهبي في بقية مناطق العراق. ولم ينعزل الأكراد من التحاصص، والشراكة في النظام السياسي، فهم" نهبوا الجزة وأكلوا الخروف" لمصلحة الأقليم طبعاً، وليس البلد.بعضِ دول الخليج؛ كان لها يد في نشوب الصراع الداخلي في العراق، فهي أيضاً لها أبعاد مستقبلية، بالإتفاق مع الرؤى الإمريكية للشرق الأوسط، الأمر الذي دفع إيران، إلى التوغل في عُمق النظام السياسي المتشعب بالصراعات المذهبية، من أجل خلق نفوذ محكم يحد من التهديد الإمريكي لها. وتحقيق مصالحها؛ بعد ما كانت طرفاً أساسياً في إسقاط النظام الصدامي العفن.العمق الإيراني في العراق، كان له رؤية مذهبية في المنطقة، فهناك نظام سوري مهدد بالسقوط، وهناك لبنان؛ على وشك أن تشتعل بفتيل الأزمات، لذا كان لإيران أبعاد، في توغلها داخل المعترك السياسي المذهبي في النظام السياسي العراقي.في خضمِ أحداث الأنبار، وهذه الأيام تحديداً، ثُبت أن لا أفاق في السياسة العراقية في المدى البعيد، ولم يعد هناك طاولة حوار، أو تفاهم بين العرب السنة، والمكون الشيعي" الأغلبية" بعد تقديم أربعون نائباً من كتلة متحدون إستقالتهم من مجلس النواب العراقي، مما زاد من وتيرة العراك السياسي الطائفي، والمراوحة في قعرِ نظام سياسي بدأت تظهر عليه ملامح الإنهيار.تداعيات الأحداث في الأنبار، كانت تقف خلفها إمريكا، وبعضِ دول الخليج، لزعزعة النظام السياسي في العراق، وتأهيل أرضية خصبة، لتكون نُقطة الإنطلاق، لإكمال مشروعها المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط، وكانت البداية في إنهيار العراق داخلياً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-02-22
هذا عقاب للصداميين في الآنبار بعد ان طغوا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك