عون الربيعي
في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالحديث عن قانون التقاعد والفقرة 38 منه تحديدا ومحاولات البعض استغلال ذلك لتصفية حساباتهم ظلما وعدوانا عبر القاء التهم والحديث بلغة تخوينية ممجوجة مستهلكة كما شاهدنا عبر شاشة الحكومة (قناة العراقية ) وعلى لسان مهندس لعبة تقاعد البرلمانيين عضو حزب الدعوة حيدر العبادي الذي خطط لكل ذلك في صفقة مكشوفة مع اطراف سياسية وكتل اخرى اهمها التحالف الكردستاني تتحول البوصلة باتجاه اخر هو قرار زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي الامر الذي اخذ الكثيرون في تحليله والخوض فيه وبيان خلفياته وتداعياته والبحث عن اكثر المتضررين منه والمستفيدين منه ومن هذه النقطة تحديدا يمكننا الانطلاق في بيان وجهات النظر وكشف المواقف للوصول الى فهم واقعي لحقيقة الدور الذي يريد لعبه الانتهازيين واصحاب الاغراض والمصالح الذين صعدوا من تصريحاتهم بالترحيب بهذه الخطوة بالعكس من اغلب القوى العراقية التي رأت في اعتزال الصدر وابتعاده عن الساحة السياسية امرا يحتاج الى المزيد من التروي لاسباب عدة ترتبط بالمرحلة الحالية وما فيها من تجاذبات واختلافات ربما سيسهم التيار الصدري ببنيته القائمة قبل هذا القرار من المشاركة في حلها خصوصا انه تعرض لاستهداف كبير من قبل دولة القانون التي لم تكن بمستوى التزاماتها وعهودها في اتفاق اربيل الذي افضى لتشكيل الحكومة الحالية بشراكة مع التيار الصدري والعراقية والتحالف الكردستاني لكن ما يثير الاستغراب هو ان بعض اطراف دولة القانون ومن يتصدون لبيان المواقف من أي حدث يدفعون باتجاهين متناقضين لا يمكن معهما الا القول انهم مستمرون بنهج التسقيط والدفع باتجاه افراغ الساحة من المناؤين والمعترضين والمعارضين لنهجهم التفردي ففي هذا الاطار يقول عضو حزب الدعوة وليد الحلي عبر حديث متلفز مع قناة بي بي سي العربية في وصفه هذا القرار بأنه قرار جيد وسيخدم المشهد السياسي (ولم يبين كيف ) وان علاقتهم بالصدريين جيدة لكنهم أي الوزراء والنواب الصدريين لديهم روىء مختلفة عن قيادتهم وهم يخافون التصريح بها خشية التصفية والاستهداف ولا نعلم من اين اتى بهذه المعلومات التي لم يحدد مصدرها ومن قالها له بالضبط وهي اشبه ما تكون بحديث الشارع الذي يستهدف الحلي من ورائه الكسب والتسقيط في الوقت ذاته بينما يذهب سامي العسكري بعيدا باتهامه السيد مقتدى الصدر بالعمالة للسعودية وقطر وهو كلام ليس بالغريب ولا المستغرب حيث وصفوا بذلك قبله السيد عمار الحكيم بعد زيارته للبحرين والكويت والامارات وقطر والسعودية وهي زيارات معلنة معروفة الاهداف ,عموما ما قاله العسكري هو ان سبب اعتزال الصدر يعود لتدهور علاقته بايران منذ وقت ليس بالقصير وتوجهه للسعودية وقطر اللتان تدفعان له الاموال نظير خدماته لهما (والكلام يفتقر للدليل طبعا كسابقه ) وهو قول له اهدافه المبطنة واولها تصوير الصدر بانه خائن للشيعة وغير مؤهل لقيادة تيار شيعي فضلا عن مهاجمة الجهات والتيارات الشيعية الاخرى التي اصطفت وتحالفت معه وكل ذلك بهدف التصفية السياسية والدفاع عن نهج حزب الدعوة التفردي وشخوصه والذين تحدث عنهم السيد مقتدى الصدر في خطابه الاخير عبر اطلاقه سيلا من الجمل التي تشير لديكتاتورية وطاغوتية رئيس الحكومة وفريقه الحاكم القابض على السلطة وهو حديث طالما كرره زعيم التيار الصدري وفي اكثر من مناسبة وصرح قبل هذا الوقت المهم ان الرسائل وصلت ومن اهمها ان انصار التيار الصدري الحقيقيون ولايهم ان كثروا او قلوا لن يقفوا في خندق المالكي وهي رسالة اساسية يمكننا فهمها والتقاطها بسهولة لان الاخير اثبت عدم التزام بالعهود و المواثيق ولايهمه غير السلطة وان ضحى بالمشروع كما علينا ان نفهم الرسالة الثانية بعمق والتي تتحدث عن استمرار هذا التيار وربما ستتاح لقيادات جديدة فيه الفرصة لان تعبر عن مواقفها ووجودها بشكل اكثر فاعلية في الدورة القادمة بعد تلقيها دفعة معنوية كبيرة تدعو جماهيرها للالتفاف حولها سيما مع الوضوح التام الذي تحدث به السيد الصدر في خطابه الاخير ختاما لابد من الاشارة الى ان كل التأويلات والتفسيرات المتعلقة بدور السيد الصدر القادم وطبيعته تبقى مجرد تكهنات لايمكن معها التنبوء بما ستؤول اليه الامور في النهاية لكننا طبعا مع عودة السيد الصدر لمزاولة مهامه وقيادته لاتباعه من موقعه المعهود لان في ذلك مصلحة للعراق والعراقيين .
https://telegram.me/buratha