سعيد البدري
لعل اكثر ما يثير المواطن العراقي ويجعله يضع الف علامة استفهام على ما يجري من احداث هو مدى الخلط وغياب المعلومة الشفافة الصادقة التي تصله من سياسييه واجهزة الاعلام التي تختلف اجنداتها وتتعدد مصادرها وكذلك مصالحها ومن الامور المهمة التي اغفلتها الحكومة والبرلمان بقواه السياسية المختلفة هو عدم الثبات على موقف وراي ومعلومة وذلك ناشىء بطبيعة الحال من جريهم مجتمعين خلف مصالحهم الذاتية ومنافعهم ومكاسبهم الشخصية والحزبية والفئوية دون الالتفات الى انهم يقعون في المحظور وتكرار ذات الاخطاء التي طالما وقعوا بها وكأنهم يكررون مسلسلا قديما حفظ المواطن العراقي حلقاته وتسلسل احداثه ورموزه وشخصياته ظانين ان المواطن متاثر بخطاباتهم وتكتياتهم التي تتكرر قبيل كل انتخابات برلمانية كانت او محلية لانتخاب مجالس المحافظات وهذا ما نراه واضحا وجليا في سلوك كتلتي دولة القانون ومتحدون بشكل خاص وظاهر ومفضوح فالاولى يتبنى خطاب الانجازات الامنية والعمرانية وشخصية الرجل (الما جابته ولادة) والثانية تمثل دور المعارض المظلوم المنتهك الحقوق المتباكي على دولة المقبور (اخوهدلة) معتقدين ان السنة لازالو يعيشون سكرة الحلم بالعودة للسلطة مع ان الواقع يقول غير ذلك فلا المالكي بات مقنعا ووجوده ضرورة لاستمرار العراق الجديد في ظل خيبته وتناقض مواقفه وكثرة اثارته للمشاكل واستفزازه للعدو والصديق ولا النجيفي ومتحدون سيتسلمون السلطة المطلقة من جديد ويعيدون عجلات الزمن للوراء وهذا ما اقتنع به جمهورهم قبل غيره لذا تراهم يضعون قدما في السلطة واخرى خارجها مع تمتعهم بكل الامتيازات وما يدره عليهم الوضع الحالي من مكاسب شخصية سرعان ما ستنتهي وتزول باحجام الشارع العراقي عنهم وتجاهله لمثل هذه المواقف والخطابات التي ولى زمانها وانتهت صلاحيتها بشكل يثير مخاوف الطرفين الذين ارى انهما اتفقا على تقاسم المغانم والفوز بنصيبه من كعكة الانتخابات المقبلة عبر المضي في عرض مسلسل الخوف من الاخر وتصويره عدوا لدودا .... هكذا هو الحال ونحن بانتظار المفاجأت التي ارى انها نسخ كاربونية عن ما تحدثنا ونتحدث عنه باستمرار والحل يكمن في تعديل الخطابات والمواقف والتخلي عن الوجوه والمناهج المستهلكة مع الانتقال الى مرحلة الوضوح بدل تبني التبريرات ومحاولات الايهام بزج الشعب العراقي في اتون الاختلاف والتطاحن بينما ان تقريب وجهات النظر ومد جسور الثقة بعيدا عن خطابات الفريقين الاكثر خصومة سينهي حالة الاحتقان لان اهالي الانبار والمناطق الغربية سئموا حالة اللاحرب واللاسلام وعلى سياسيييهم اقناعهم بعدم جدوى الاستمرار في نهج العداء للعراق الجديد ليعيشوا في اطار المتغيرات التي مضى على ولادتهاعشر سنوات كاملة بينما على اهالي الفرات الاوسط والجنوب مغادرة خانة الخوف من القادم المجهول الذي يصوره البعض ويعطيه اكبر من حجمه بكثير و مواجهة هذا الخوف يكمن اولا باختيار شخصيات وطنية تؤمن بالحوار والدولة المدنية وتنسجم مع تطلعات وثقافة المكون الاكبر وحقوقه تمتلك البرنامج وتحظى بالقبول والاجماع لان ذلك هو الخلاص وان شكك البعض بجدوى التغيير لان محاولاتهم بالتغيير ضاعت وسط مفاوضات مصلحية لم تنتج غير ترقيع لواقع مرير عاشوه كما حدث في انتخابات مجالس المحافظات والناصرية وبابل وديالى وبغداد خير دليل على ذلك عموما لابد من المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة مع مراعاة هذه الامور وتجاوز هذه المرحلة التي اتسمت بحدية الصراع والتنافس غير المشروع على البقاء في السلطة وبذلك نكون قد تجاوزنا فعليا الكثير والكثير من المشاكل والتقاطعات التي لم تجلب للعراق غير المزيد من الفرقة والتشرذم ومزيد من القتل وسيل الدماء وتكريس لنظريات المؤامرة وانهاء وجود الضد النوعي بكل الطرق والاساليب !!!
https://telegram.me/buratha