المقالات

هكذا مدارسنا حينما يكون الجهل حاكماً

518 08:56:00 2014-02-23

واثق الجابري

خارطة سوداء تتلبد بها السماء، تحجب النور وهبة الرحمن بلا منة ولا فضل من مسؤول، ترسم صورة العراق كأنه يحجب شعاع الشمس عن أبنائه، يفقدنا الحقائق، ويحكم الجهل، بعدما أنتشلت الشعوب نفسها من عوالق الأمية التكنلوجية، لا زلنا نتربع عرش التخلف، في مدارس الطين في القرن الحادي والعشرين.الدول تحجز لأبنائها سفرات الى القمر والكواكب، وتتزاحم على قفزات التكنلوجيا، ولانزال نفترش الأرض لكي نكتب حرفاً من أبجديتنا.معركة مع الأرهاب والفساد، والأخطر مواجهة الأمية والجهل والفقر، 5-6 مليون أميّ الأبجدية، وشعوب معظمها تجاوزت متعلقاتها، وحل الحاسوب بدل القلم، أطفالنا يفترشون الأرض في مدارس الطين والقصب، كأننا نعيش في العهد السومري، بدوام ثنائي وثلاثي، يصل الى ساعتين ونصف في اليوم، تزاحمها العطل الرسمية والمزاجية، تقطع اكثر من ثلث العام الدراسي.عوز وفقر يصارع العوائل والأطفال، يلقي بهم الى قساوة العمالة والإنحراف والجهل، يلحقهم بجيوش الأميين والعاطلين والباحثين عن الحياة، بعيداً عن مدارس التعليم الخاص لأبناء الذوات المتربعين على الخيرات. نصف مليون أمي ألتحق الى 5699 مركز محو الأمية، مخصصات معلميهم تتقاذفها الأقاويل والتصريحات والوعود، وكأن حملة من التجهيل تقاد بستراتيجية مخطط لها لقيادة المجتمع نحو الظلام، مجتمع يتجه الى نقص الوعي الحواري، وفرص العمل التي يمنحها التعليم، يضع شريحة كبيرة بمعزل إجتماعي، وضعف إدارة شؤون الاسرة، والتعرض للأمراض، والإبتعاد عن الركب الحضاري.بدائية التعليم وسوء المدارس، كأننا لا نعرف إن الأمم يصنع تاريخ الشعوب، ويقود أفعالها شباب اليوم، ومستقبل الغد، كيف لطالب يسير في زحمة الشوارع وخطر المفخخات وسموم الغذاء، الى مدارس من طين وقصب وبنايات متهالكة، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.العالم يسير مثل البرق نحو التطور، ومَنْ علم الأنسانية الحروف تغزوه جيوش الأميون، في عصور المدارس الصديقة للأطفال، بأجواء جاذبة تبعث السرور؛ ولا تزال مدارسنا طاردة الأطفال بالفقر وإنخفاض مستوى التعليم، لاتحضى بالخدمات الصحية المناسبة ولا ساحات الرياضة والحدائق، والمعلم راتبه لا يساوي1% من راتب الوزير!توصل العالم الى التعلم من بُعد، وإستخدام التكنلوجيا البتية، ولازال البعض يدخل المعلومة بالعصا، فتخرج بعدما يغيب.أرقام مخيفة من الأمية والجهل، وبنية تعلمية فوقية وتحتية منهارة، تحكمها مناهج متخلفة، بإدارة تربية وتعليم متهالكة، وماذا نتوقع حينما يحكم المؤوسسات شهادات مزورة ومحسوبية وحزبية، ونفعيون بعقول الدكتاتورية، يتربع على صنع القرار حيتان لا تعرف سوى يومها، ولا تفكر في مستقبل الأجيال. مشكلتنا إن بعض الجهلاء يسيطرون على القرار، لا يرضيهم أن تكون الأجيال القادمة متعلمة، حتى لا ينافسهم أحد على الكراسي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-02-23
ليس سياسة تعليم انما سياسة تجهيل التي عودوا اطفالنا عليها الدعويه بتعيين الاغبياء والفاشلين في الادارات العامه للتربيه في بغداد والمحافظات الاخرى والمشرفين التربويين التابعين للحزب او المؤيدين والنفعيين والبعثيين القدامى ومعانات كبيره لاطفالنا بهدم مدارسهم القديمه ولم يتم بنائها حتى لمدة اربعة اوثلاث سنوات خلت ولحد هذه اللحظه مما شكل عبأ على المدارس الاخرى باضافة طلابها مما اصبح الصف الواحد يحتوي على 80 طالب كارثه تربويه نحتاج لمعجزه لحلها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك