المقالات

واقع التعليم: مدارس الطين في بلاد الرافدين!

1196 19:38:00 2014-02-23

مديحة الربيعي

العراق مهد الحضارة, والموطن الأول للقراءة والكتابة, ومسلاته تشهد على ذلك, أين يسير واقع التعليم في العراق؟بلد أشرقت منه شموس الفكر, ونهلت منه البشرية الفكر والمعرفة, لماذا تردى واقعه التعليمي لدرجة لايقبلها عقل ولامنطق؟ وهل توقف العراق عند حدود ألالواح الطينية؟ملف التعليم وتطوير القطاعات التعليمية, ملف شائك يحمل بين طياته الكثير من الحقائق, بدءاً من صفقات المدارس التي كان من المفترض أن يتم أعمارها, وانتهاءاً بواقع تعليمي مزري , وصل الى حد الدراسة بمدارس طينية, أنهارت سقوفها تحت المطر, لانعرف أين ذهبت مخصصات البناء لأعمار تلك المدارس؟لكي نفهم أكثر عن مسؤولية الوزارة, ندرك أن الوزير صاحب الامر والمسؤول ألاول عن ملفات الاعمار, بما يملك من صلاحيات؛ تؤهله للبت بالقرارات المتعلقة بالنهوض بالواقع التعليمي؟ هل يقبل سيادة الوزير أن يتعلم أطفاله في مدارس مبنية بالطين؟ أم أنهم يتعلمون في أحسن المدارس المبنية وفق أرقى طراز؟وتتوالى ألاسئلة, لماذا وصل الواقع التعليمي الى هذا المستوى المتردي؟ وكيف يمكن لبلد علم ألانسانية أن يتأخر اشواطاً, عن ألامم الأخرى ومن الذي يتحمل مسؤولية ذلك؟ وكيف يمكن أن تكون مدارس, بلد نفطي ميزانيته تصل إلى 120 مليار, مبنية بالطين وسقوفها من قصب؟ هل هناك مدارس في العالم مبنية من طين في عام 2014 عدا مدارس العراق والدول الأفريقية الفقيرة؟ يواجهنا سؤال كبير من بين هذه الاسئلة, كيف سيكون واقع بلد يطمح الى التقدم ومدارسه لازالت مبنية من طين؟ وهل سيصل العراق إلى وضع أسوأ من ذلك؟ويستمر التساؤل, هل سنقف عند هذا الحد, من التأخر عن ركب العالم المتطور؟ وهل يحاسب الساسة أنفسهم, على ماوصل إليه حال البلاد, من تدهور وتردي في جميع القطاعات ومنها قطاع التعليم؟مدارس العراق, الطينية خير شاهد على حقبة وصل, فيها الفساد لدرجة تفوق حدود التصور, فأطفال العراق يفترشون ألارض, ويتحملون ظروف صعبة من أجل الحصول على التعليم, بينما يدرس أبناء الساسة بأرقى المدارس بل ويتعلم معظهم خارج العراق, هل سيتعافى العراق من الفساد والمفسدين يوماً ما؟ والى متى يستمر ألاستهتار بمقدرات الشعب العراقي؟يبدو إن أرباب السلطة قد فقدوا الخجل, ولم يعد بإمكانهم ألاحساس, بمعاناة البسطاء فلم يقف الحد عند حدود مدارس الطين, بل وصل ألامر لدرجة المتاجرة بأرواح الصغار وصفقة البسكويت, الفاسد خير شاهدٍ على ذلك, فأرواح ألاطفال اصطبحت ضمن صفقاتهم المشبوهة, هل أدرك الشعب حقيقة هؤلاء؟ختام القول, بلد بزغت منه شمس الحضارة, لن يشوه ملامحه حفنة من اللصوص وبلد صنع التاريخ,لازال شعبه قادرا على أن يغير مجرى التاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك