المقالات

المصالحة الوطنية: آه على طوزخورماتو!..

500 07:34:00 2014-02-25

  يبدو أن الدولة عموما، والحكومة خصوصا ورثت عن الدولة التي قوضت أركانها، سوءة العمل بنظام إجتهادي!

  الإجتهادية في العمل الحكومي، تختلف عن الإجتهاد والمثابرة في أداء الواجبات المنوطة، نظام إجتهادي؛ بمعنى أن المسؤول يتصرف بالمؤسسة التي تحت إدارته، وفقا لإرادته الشخصية، لا وفقا لإرادة من أوكل أليه الإدارة لقاء أجور!

  الإجتهادية في العمل الحكومي، تعني أن المسؤول يتصرف وكأن المؤسسة "مجال" خاص به، لا شأن للهيئة الاجتماعية به.

   لكي نصل الى فهم أكثر تفصيلا نتساءل: عن معنى وجود مؤسسة لها مسؤول بدرجة وزير تعنى بالمصالحة الوطنية؟ وهل حددت واجبات هذه المؤسسة وفقا لإطار دستوري؟ أم أنها تركت لعاهنية المسؤول وإجتهاداته؟

  ويثور جيش الأسئلة؛ المصالحة مع من؟ مع "الزعلان"؟ ومن هو "المزعول" عليه؟! ولماذا زعل هذا على ذاك؟! وهل حصلت على موافقة المجتمع متمثلا بمجلس النواب، أم أن تحركها كان يتوجه شخصي من وزير المصالحة؟ وكحد أدنى هل هناك موافقة مبداية من رئيس الوزراء على هذا التحرك؟ وإذا كانت مثل هذه الموافقة موجودة، هل هي واقعة ضمن سقف صلاحيات مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء؟ ...

  ضمن هذا الأسئلة يواجهنا سؤال كبير، هل أن ملف المصالحة الوطنية أدير بطريقة النوايا الحسنة، أم بإحقاق الحقوق؟ وسبب هذا السؤال يعود الى مسلمة مؤداها أن النوايا وحدها لا تحقق نتائج، بل ربما ستنتج ما يدمر السلم الأجتماعي، ويؤدي لتعميق الخلافات، سيما أذا عمل مديري الملف الى التغاضي عن حقوق المظلومين، والسعي فقط لإرضاء الزعلانين!

  نستمر بالتسائل: ما هي المصلحة الوطنية، التي ينشدها مسؤول المصالحة، بحراكه نحو البعث والقاعدة وعصابة الضاري ومسميات أخرى، سفكت من الدم العراقي ما تفيض منه الأنهار؟!

  دجلة مازال شاهدا يجري؛ يروي قصة حمله الجثث والرؤوس المقطوعة، من منطقة شاطيء التاجي الى الكاظمية المقدسة؟ والذاكرة معبأة بأشرطة الرعب والأهوال، في طريق الموت "اللطيفية"؟ فهل يمكن طي صفحة الماضي، بتناسي ضحايا تفجيرات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، ومدينة الصدر وسوق الصدرية وتازة وآمرلي وتلعفر وكركوك ؟ وأيضا طوزخورماتو...آه على طوزخورماتو؟!

  هل بالإمكان الحصول على فتوى دينية مثلا، لطمس معالم قبور مئات الآلاف من شهداء إرهاب القاعدة، المودعين في مقبرة النجف الأشرف، حتى نحقق المصالحة مع قاتليهم؟!

  ثم هل تم طي صفحة الهجرة والمهجرين داخل الوطن؟ أوَ ليس من المهم طمأنة الضحايا وذويهم، للحصول على دعمهم، أو كسب رضاهم، قبل الذهاب الى المصالحة مع القتلة؟

 المعلومات التي يتداولها الإعلام أن مسؤولي الملف، أجروا أتصالات مثيرة لشكوك والريبة والقلق، وأتت بنتائج عكسية، كان من شأنها تقوية أعداء العملية السياسية، وبسببها أنفقت أموال ضخمة، لم يسأل عنها أحد، لأنها منوطة بحسن النوايا، وهذا ما نشك فيه!.

كلام قبل السلام: المظلومين لهم رب، هو غير رب المهرولين نحو المصالحة مع المجرمين!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-02-25
اين لواء أبا الفضل عليه السلام ليذهب الى طوز
ابو حسنين النجفي
2014-02-25
كلام قبل السلام ماهو الحل واين تكمن نقاط الضعف فيه علما ان كل مايجري داخل بلد العراق واين هو العراق من كل مايجري علما ان العراق متكون من كل هذه الفئات السلام عليكم هل تعلم ان العراق قد تم بيعه لحزب البعث وحزب الدعوه وان الشعب راضي كل الرضا بكل ما يجري لانه وببساطة قد انتزعت منه الكرامه ويعلم علم اليقين انه لا رجعة للعيش الكريم الا بالقتل الجماعي لكل هؤلاء وان هؤلاء غير مقدور عليهم حاليا لانهم مدعومين من كل العالم واقصد الدوله والحكومه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك