نزار حيدر
مُرْهُمْ ان يلغوا ما يلي:اولا؛ هيئة كبار العلماء، لإعادة تشكيلها بما يضمن تمثيل كافة المذاهب الاسلامية في البلاد بلا استثناء، فهي الان لا تمثل الا الحزب الوهابي والذي لا تزيد نسبة تمثيله عن (١٧٪) فقط من مجموع الشعب.ان اعادة تشكيلها لتمثل كل المذاهب، يساهم في ضبط عملية إصدار الفتوى الدينية، وبالتالي نمنع من إصدار الفتاوى الطائفية، خاصة التكفيرية منها، وهي، كما نعرف، احد اهم أدوات التحريض على الارهاب في العالم، وتحديدا في المنطقة.لقد كانت نجد والحجاز ولقرون طويلة تتمتع بحرية المعتقد، فكان لكل امام من أئمة المذاهب الاسلامية كرسي للتدريس في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فكان اتباع كل مذهب يعودون الى أئمتهم وفقهائهم بلا اي نوع من انواع الضغط والإكراه، ومن دون ان يسجل لنا التاريخ اي نوع من انواع الاحتكاك السلبي بين المذاهب وأئمتهم واتباعهم، حتى اذا بسط (آل سعود) وبغطاء (ديني) من حليفهم الوحيد الحزب الوهابي، سيطرته على البلاد، خاصة على الحرمين الشريفين، منع التدريس وقمع الأئمة وقتل الفقهاء وحرّم المذاهب ومنع حرية الفكر والمعتقد والاجتهاد، ولم يسمح الا لفقهاء الوهابية بالتدريس والإفتاء، لأنهم اعتمدوا منذ التأسيس على مبدأ التكفير والقتل والهدم والمنع والفرض والجبر والإكراه، فاعملوا السيف في رقاب الأئمة والفقهاء من غير الحزب الوهابي.ان من المخجل حقاً ان يفرض عبيدك آراءهم وفتاواهم ومعتقداتهم الفاسدة على بقية المذاهب الاسلامية، وهو الامر الذي غذّى الارهاب بشكل فضيع، لانه اعتمد التكفير وإلغاء الاخر.ان اعادة تشكيل هيئة كبار العلماء لتضم مختلف فقهاء المذاهب الاسلامية سيلغي سطوة الحزب الوهابي على (الدين) وما يتعلق به من فتوى ورأي وغير ذلك، وبالتالي سنحقق توازنا مطلوبا ونمنع من ظاهرة التسرع والعجلة والارتجال في إصدار الفتوى، من جانب، كما نمنع بذلك ظاهرة (فتاوى تحت الطلب) التي ينتزعها البلاط من فقهاء التكفير كلما احتاج الى واحدة منها لأغراض سياسية بحتة.لقد استهان (آل سعود) بالدين وبالفتوى الدينية وسخروا كل ذلك للتحريض على الارهاب، بعد ان حصروا عملية إصدار الفتوى الملزمة قانونيا بالهيئة التي حصروا عضويتها على فقهاء الحزب الوهابي التكفيري، ولذلك لا يمكن البحث في موضوعة تجفيف منبع الارهاب في نظام (آل سعود) ما لم نعيد صياغة وتشكيل الهيئة لتمثل بعضويتها كل المذاهب الاسلامية، وبالتالي نقضي على ظاهرة احتكار الفتوى فلا تكون تحت الطلب ولا تصدر الا لتحقيق الصالح العام، لان الأمة لا تجتمع على باطل، كما يروي فقهاءهم هذا الحديث عن رسول الله (ص).لقد خلق الله تعالى الانسان ومنحه حرية العقيدة وإرادة الاختيار المبنية على حرية التفكير، وان المسلمين على طول تاريخهم يفتخرون بذلك ويعدونه حجر الزاوية في تنمية الاجتهاد واستمراره، فبأي حق يجيز (آل سعود) لأنفسهم احتكار الحقيقة فيتركون الحزب الوهابي يفرض معتقداته الفاسدة وآراءه التي لم يجمع عليها فقهاء المسلمين في يوم من الايام، على الآخرين، وبالاكراه والقوة وبالقتل والتدمير؟.ثانيا: كل قنوات الفتنة الطائفية التي تحرض على العنف والإرهاب وتنشر الحقد والكراهية في المجتمع.انك تعرف، السيد الرئيس، اكثر من اي واحد اخر، مدى اهمية الاعلام في التأثير على الرأي العام، فكيف تريد ان تجفف منبع الارهاب، نظام (آل سعود) وإعلامهم الطائفي يغذي النفوس الضعيفة والعقول المريضة والشباب المغرر بهم بكل مبررات الارهاب (الدينية والعقدية والطائفية)؟.لقد عمدت سلطة الإتلاف في العراق بُعَيد سقوط صنم الطاغية الذليل صدام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ الى الغاء صحيفة التيار الصدري، التي لم تكن لتصل الى اكثر من ألفي قارئ فقط، وذلك بحجة انها تحرض على المقاومة ضد المحتل، الذي كانت بلادك تنعته بالإرهاب، الا انك اليوم لا تعير لقنوات الفتنة التي يشاهدها الملايين حول العالم اي اهتمام، على الرغم من خطورة دورها في التحريض على الارهاب، فأي تناقض هذا؟ وأي نفاق؟ تغلقون صحيفة عدد قراءها ألفين فقط لانها تحرض على الارهاب، ولا تأمرون بإغلاق فضائيات الفتنة التي يتابعها الملايين؟.تتذكر، السيد الرئيس، عندما قررت إدارتك إغلاق قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله اللبناني ولذات السبب، فلماذا لا تأمر عبيدك ان يغلقوا قنوات الفتنة وعددها بالعشرات، لتمنع التحريض على الارهاب كأول خطوة لتجفيف منابع الارهاب في نظام (آل سعود)؟.السيد الرئيس باراك اوباما:هذه بعض الافكار أضعها بين يديك لتحملها الى عبيدك (آل سعود) عندما تتفقدهم نهاية الشهر القادم، لتثبت للرأي العام العالمي، فضلا عن العربي والإسلامي، بانك جاد بالفعل في تجفيف منبع الارهاب الحقيقي في العالم، نظام القبيلة الفاسد (آل سعود) لنقف معك بلا تحفظ، فنحن العراقيين من اكثر شعوب العالم تضررا من الارهاب الذي صدّره لنا هذا النظام الإرهابي المتخلف والفاسد.وتذكر دائماً، بان مصداقيتك، ومصداقية الولايات المتحدة الأميركية في ملف محاربة الارهاب، على المحك، فهل ستفعلها، هذه المرة، مع عبيدك (آل سعود)؟.بانتظارك.
https://telegram.me/buratha