عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
تستعد بغداد لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في الشهر القادم بعد ان اصبح العراق اوسع ساحة لتفريخ الارهاب وتحولت مدنه وشوارعه الى مسرحاً للعمليات الارهابية التي تحاول ان تخفي كل معالم الحياة في هذا البلد وطبعاً نحن نضع يدنا بيد الدولة في سبيل انجاح هذا المؤتمر لانه حاجة امنية اقليمية ودولية على ان يكون اهم مطلب وتوصية يخرج بها هو معاقبة الدول والجهات التي تمول او تحرض على الافكار التكفيرية والارهابية وهو مطلب عراقي وطني وشعبي "وتوجه الحكومة العراقية لمقاضاة تلك الدول ومن بينها السعودية وقطر "وقدأكدت تقارير مالية خاصة بالمخابرات الروسية بان السعودية هي الممول الرئيسي للجماعات المتطرفة التي تستبيح دماء العراقيين يومياً لاسيما وإنها تغطي 70 بالمائة من الأموال التي تخصص لتمويل الأعمال الإرهابية في العالم فيجب العمل لفضح تلك المنظومات التي تدعم وتمول هذا العصابات" من خلال المؤتمر...وقد لعبت هذه الدول دوراً خبيثاً وكبيراً في جلب الارهابيين من خلال تسهيل دخولهم لارضنا وتبرير اعمالهم الاجرامية بكونها تقف ضد الاحتلال واستغلت ذلك لتشجيع القتل الطائفي والغاية منه شق وحدة الصف الوطني وتضعيف اركان الامة.ان تمويل الارهاب في العراق يكمن في العناصر السياسية المتواجدة على الساحة ومن بعض الجهات في الداخل ايضاً وحتى اعضاء في مجلس النواب متهمين بدعمهم وعناصر في قمة المسؤولية مازالت تحن لنظام الدكتاتور ويسعون لدعم الارهاب والعصابات الخارجة عن القانون لزعزعة الوضع الامني لاهداف استراتيجية لاعادتنا لعصر الاستبداد والتسلط ولابتعادهم عن قواعد الأخلاق الوطنية الصالحة والدينية الشريفة بتوفير الملاذات الامنة مثل السكن والغذاء والدواء وما يحتاج اليه هؤلاء الاقزام من متطلبات الحياة بما يكفيهم ويمكنهم لاداء مهامهم الاجرامية دون وازع طاهر وقيم اجتماعية نبيلة وللانحراف الاخلاقي الذي اصاب ضمائرهم وقلوبهم ولوث عقولهم...ان التحالف الوهابي التكفيري - البعثي اليوم هو امتداد لما عمل به نظام صدام حسين لتوفير الارضية اللازمة لزرع الارهاب في تسهيل مهمة المرتزقة من كافة بقاع الارض وجلبهم واعطاءهم الامتيازات والاموال وفتح اماكن العبادة واسس قاعدة قوية لهم لتعزيز عملهم تحت حماية القانون...
ولاشك ان القوات الامريكية التي دخلت العراق في سنة 2003 كانت السبب الاكبر لتفاقم ظاهرة الارهاب والطامة الكبرى بسياساتها الخاطئة جعلت من وطننا ساحة مكشوفة للقتل العشوائي اليومي لان الدعم العسكري عاجزاً عن وضع حد للارهاب بسبب قوة الدعم المادي والمعنوي الذي يتم تقديمه لهم والضعف الاستخباراتي وعدم الايفاء بالاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة مع ان الاخيرة تقف الى جانب الارهابين في سورية وتعد برنامجاً كاملاً لتدريبهم في الاردن وتركيا وتقديم العون بما تسميه ((مساعدات غير مميتة)) والتسليح باموال سعودية وخليجية كما اوضحته صحيفة نيويورك تايمز عن البيت الابيض وعن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية...وقد حذرت روسيا اخيراً المملكة العربية السعودية من مغبة تزويد المعارضة السورية بمنظومة صواريخ ضد الطائرات وبشكل رسمي ...ان اقامة مؤتمر ضد الارهاب في بلدنا وصياغة أفكار إستخباراتية تكون نواة لأفكار سياسية استراتيجية خاصة وبمشاركة واسعة دليل على ان العالم يريد ان يقول اننا مؤيدون للعراق واننا معه في حربه على الارهاب لانه في الواقع يقاتل بالنيابة عن بلدان المنطقة .ويؤكد على تأييده للعراق في حربه النبيل ضد عوامل الشر التي تريد ان تبيد شعبنا تحت حجج واهية منها خلق النزعة الطائفية البعيدة عن الاخلاق والقيم الدينية والانسانية في بلدنا..لقد اختلف خبراء القانون الدولي لتعريف واضح لمصطلح الارهاب والذي اخذ يتداول به حديثاً وبرز الي الساحة الدولية اذ لم يتم تحديد مفهوم صريح ومعتمد من قبل الامم المتحدة لتفسير هذه الظاهرة الخطيرة التي اخذت تضرب بلدانا مختلفة وتفتك بشعوبها...وقد امتاز الارهاب بقسوته واستخدام العنف المفرط والمشين تتمثل في عمليات القتل وقطع الرؤوس والاغتصاب والترحيل والتهجير القسري وبطرق يندى لها الجبين وتحت مسميات متعددة والتي تنشر على مواقع الانترنيت الاجتماعية وتؤكد على مدى ضحالت عقولهم وافكارهم وفقدانهم ادراكهم الانساني ولنزعتهم الحيوانية...واهم المحاور المطلوبة من المؤتمر دراستها هي كيفيت القضاء على منابعها وتجفيفها والخروج بحلول امنية صحيحة وطرح افكار متطورة والوقوف على الاجراءات والتجارب الحقيقية التي تساعد لاستتباب الامن وايجاد الاستقرار في تلك الدول والاهتمام في متابعة التوصيات التي يخرج بها المؤتمر بما يتلائم والوضع في العراق والمحافظة على الامن العالمي والسعي من اجل تحقيقها وتطبيقها على الارض الواقع .كما ان ضرورة توجيه الدعوة لمشاركة الدول المتطورة امنياً والعمل لأتباع تجاربها في تحقيق الامن والاستقرار والاستفادة من استخدام التكنولوجيا العلمية في محاربة الارهاب ومساعدة العراق في تطوير الجانب الاستخباراتي وتقديم الدعم اللوجستي وكذلك ايجاد الحلول المحلية في ردع الارهاب وخلق منافذ للتعاون مع الدول المشاركة في المؤتمر بشكل مستمر ومد جسور للعمل الموحد ولاشك ان المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب خطوة مهمة للأمام..اذا ما حَسُن ادارة ملفها بشكل متقن عالي وشعور بألمسؤولية الوطنية...
https://telegram.me/buratha