المقالات

الحل في الأنبار بين المبادرة والخطة!..

594 21:02:00 2014-02-26

سعد الفكيكي

في المنازلات القتالية قديماً؛ يتبارز فارسين في الميدان، ويُظهران كل ما لديهما من القوة والشجاعة، من أجل أن يتغلب أحدهما على الآخر، وسيكون الأقوى والأشجع هو من ينتصر في النهاية، وفي مبارزات الحروب، يُقتل الخصم. هكذا هي السجالات السياسية في هذه الأيام، فمنذُ أنسحاب القوات الأمريكية من العراق عام(2011)، والوضع الأمني في تدهور متزايد، مع أنه لم يستقر يوماً منذٌ احتلاله عام(2003).وبرزت في الأونة الأخيرة، نظرية(كل فئة تعتقد أنها الأصلح والأفضل لقيادة البلاد)، وأخذت وسائل الأعلام التابعة لهم بالترويج لذلك، والأبعد تظهير مساوئ الأخرين، وأستغلالها لأغراض الدعايات والتسقيط، فقد ضاعت المقاييس والمعايير المهنية، وتم الغاء حدود الأحترام، وأنخفض مؤشر الأخلاق عند البعض، وبرزت التكتلات، بل أصبحت هناك أستيراتيجيات للتسقيط، وعدم فسح المجال للأخر ليقدم شيء مفيد، ويمكن أن نطلق عليه(تناحر الخصوم السياسيين)، في تشبيه لما كان يحصل، في زمن المنازلات القديمة، ولكن هذا التناحر لم يعتمد السيف كسلاح، وأنما(الأيدلوجية الحزبية)، لغرض الوصول الى السلطة، مع أنحسار دور القوى الوطنية المعتدلة. أن أحتدام الصراع السياسي؛ أوجد تركيبة غريبة من الأزمات، التي يصعب الوقوف فيها على الحياد، لأنها غالباً ما تظهر بشكل صراع بين القوى الوطنية وغير الوطنية، ولكن في الحقيقة هي أبعد من ذلك، لأنها مبطنة ومغلفة ومتسمية بأسماء الدين والوطنية، والوجه الخطير هو وجه(الطائفية السياسية)، الذي ركز فكرة الصراع وخلق التجاذب في المجتمع العراقي نحو مركز الطائفية، فحدث الأنعزال الواضح لنسيج المجتمع، ومهد الأرض لأنطلاق الأفكار المضادة لمفهوم الوحدة والوطنية، المرتبطة بهذا الأنعزال، ومنها ليس معي فهو ضدي، بأعتبار أن هناك خصمين في الساحة الطائفية. المعروف أن السياسات الحكومية هي التي تعالج الظواهر الأجتماعية السلبية، لأن هذه الظواهر هي أعراض جانبية لسياسات الدولة، ولكن أذا كانت الحكومة تضع نفسها في مركز هذا الصراع، ومنغمسة فيه، ولم تنمي وتطور قدراتها وأستيراتيجياتها بما يكفي للسيطرة على الملف الأمني، ولم تؤهل منظومتها الأجتماعية لمعالجة أحتقان المجتمع، فكيف سيكون الحال؟ أخر الكلام: أن الأزمات المتكررة؛ التي أصبحت تأخذ مأخذها من راحة المواطن، هي في حقيقتها صراعات سياسية ذات تأثيرات أجتماعية واسعة، ولا يمكن التخلص منها ما لم تبدأ الحكومة بمعالجتها من جذورها أجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وهذا ما أكده أحد الأقطاب السياسية المعتدلة، عندما أطلق مبادرة(أنبارنا الصامدة)، وما تعرضت لها من أنتقادات في البداية، ولكن أدرك المسؤولين الحكوميين أهميتها في القضاء على الأزمة ، مما دفعهم الى تنفيذها بيد أخرى، ولكن بعد فوات الأوان، الأمر الذي ضاعف المقدمات ودخولها حيز التنازلات، فعدو الأمس أصبح صديق اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك