المقالات

الحل في الأنبار بين المبادرة والخطة!..

665 21:02:00 2014-02-26

سعد الفكيكي

في المنازلات القتالية قديماً؛ يتبارز فارسين في الميدان، ويُظهران كل ما لديهما من القوة والشجاعة، من أجل أن يتغلب أحدهما على الآخر، وسيكون الأقوى والأشجع هو من ينتصر في النهاية، وفي مبارزات الحروب، يُقتل الخصم. هكذا هي السجالات السياسية في هذه الأيام، فمنذُ أنسحاب القوات الأمريكية من العراق عام(2011)، والوضع الأمني في تدهور متزايد، مع أنه لم يستقر يوماً منذٌ احتلاله عام(2003).وبرزت في الأونة الأخيرة، نظرية(كل فئة تعتقد أنها الأصلح والأفضل لقيادة البلاد)، وأخذت وسائل الأعلام التابعة لهم بالترويج لذلك، والأبعد تظهير مساوئ الأخرين، وأستغلالها لأغراض الدعايات والتسقيط، فقد ضاعت المقاييس والمعايير المهنية، وتم الغاء حدود الأحترام، وأنخفض مؤشر الأخلاق عند البعض، وبرزت التكتلات، بل أصبحت هناك أستيراتيجيات للتسقيط، وعدم فسح المجال للأخر ليقدم شيء مفيد، ويمكن أن نطلق عليه(تناحر الخصوم السياسيين)، في تشبيه لما كان يحصل، في زمن المنازلات القديمة، ولكن هذا التناحر لم يعتمد السيف كسلاح، وأنما(الأيدلوجية الحزبية)، لغرض الوصول الى السلطة، مع أنحسار دور القوى الوطنية المعتدلة. أن أحتدام الصراع السياسي؛ أوجد تركيبة غريبة من الأزمات، التي يصعب الوقوف فيها على الحياد، لأنها غالباً ما تظهر بشكل صراع بين القوى الوطنية وغير الوطنية، ولكن في الحقيقة هي أبعد من ذلك، لأنها مبطنة ومغلفة ومتسمية بأسماء الدين والوطنية، والوجه الخطير هو وجه(الطائفية السياسية)، الذي ركز فكرة الصراع وخلق التجاذب في المجتمع العراقي نحو مركز الطائفية، فحدث الأنعزال الواضح لنسيج المجتمع، ومهد الأرض لأنطلاق الأفكار المضادة لمفهوم الوحدة والوطنية، المرتبطة بهذا الأنعزال، ومنها ليس معي فهو ضدي، بأعتبار أن هناك خصمين في الساحة الطائفية. المعروف أن السياسات الحكومية هي التي تعالج الظواهر الأجتماعية السلبية، لأن هذه الظواهر هي أعراض جانبية لسياسات الدولة، ولكن أذا كانت الحكومة تضع نفسها في مركز هذا الصراع، ومنغمسة فيه، ولم تنمي وتطور قدراتها وأستيراتيجياتها بما يكفي للسيطرة على الملف الأمني، ولم تؤهل منظومتها الأجتماعية لمعالجة أحتقان المجتمع، فكيف سيكون الحال؟ أخر الكلام: أن الأزمات المتكررة؛ التي أصبحت تأخذ مأخذها من راحة المواطن، هي في حقيقتها صراعات سياسية ذات تأثيرات أجتماعية واسعة، ولا يمكن التخلص منها ما لم تبدأ الحكومة بمعالجتها من جذورها أجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وهذا ما أكده أحد الأقطاب السياسية المعتدلة، عندما أطلق مبادرة(أنبارنا الصامدة)، وما تعرضت لها من أنتقادات في البداية، ولكن أدرك المسؤولين الحكوميين أهميتها في القضاء على الأزمة ، مما دفعهم الى تنفيذها بيد أخرى، ولكن بعد فوات الأوان، الأمر الذي ضاعف المقدمات ودخولها حيز التنازلات، فعدو الأمس أصبح صديق اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك