المقالات

ميكافيلي العراق

678 21:41:00 2014-02-26

عمار جبار لعيبي الكعبي

كل متتبع لتاريخ العراق وجد العجب العجاب في تاريخ هذا البلد العجيب , ففي كل حقبة يظهر لنا دكتاتور , بحلة جديدة وفكر جديد يطرحه على الساحة مستغلا ً عدم وعي شرائح كبيرة من المجتمع , مستغلا ً العاطفة الغالبة على العقل والتفكير المنطقي المتأني , فعاش العراق في عدة مراحل تميزت بالقومية , وأصبح الجميع ينعق بهذا الشعار دون النظر إلى الغايات والأهداف لرافعي هذا الشعار, وتميزت المراحل الأخرى بالمناطقية , وسيطرة جماعات معينة على الحكم والسلطة وأصبح السواد الأعظم يعمل كخادم لهذه الجماعات التي عادت بنا إلى عصر الإقطاع , وكنا على مر الحقب الزمنية منذ تأسيس الدولة العراقية نفتقر إلى وجود قيادة تحتوي الجميع , وتتكلم باسم الجميع , من دون تهميش أو إقصاء لعرق أو طائفة أو فئة معينة بغض النظر عما يجعلها تختلف عن الباقين , وأن وجدت شخصية ذات نظرة بعيدة ومتزنة تجاه القضايا العراقية , فأن هناك من يقوم بمحاربتها ومنع إيصال أرائها إلى الناس , عن طريق التشويه تارة , والتشويش تارة ً أخرى , من قبل السلطة , التي تتميز بالخطاب اللاوطني , والمواقف المتناقضة والغير مدروسة , والتي لا تراعي وحدة العراق بقدر ما تراعي مصالحها , فالأكراد وفق منظور السلطة هم تارةً حلفاء وتارة ً أعداء , والسنة هم كذلك فالانبار تارة ً تكون داعية وأهلها عبارة عن مجموعة من الإرهابيين وتارة تكون محافظة عراقية مظلومة , وحتى الشيعة فنراهم يعاملون معاملة ابعد ما تكون عن كونهم الأغلبية والسواد الأعظم من الشعب العراقي , فمواقف السلطة محددة بمزاج رئيس الوزراء , الذي لم يمتلك رؤية وطنية تجمع أطياف الشعب وتوحدهم تحت راية العراق , فهو يصور للشيعة انه الحامي الوحيد لهم وان لم يبقى فلن تبقى راية للشيعة , ويصور للسنة انه الخيار الأمثل لهم نظرا ً للتنازلات التي قدمها لهم في الآونة الأخيرة , وهو صديق الأكراد عندما يتعلق الأمر بالحصول بالولاية الثالثة , فليس هناك مبادئ أو أخلاق تحكم عمله , وإنما منهجه هو منهج الميكافيلية , فالغاية تبرر الوسيلة , وان ذهب ضحية غايته آلاف القتلى والجرحى كما حصل في قادسيته في الانبار , فبعد القتل الذي طال قواتنا الأمنية وتهجير العوائل في الانبار, عاد ليعطي وينفذ جميع المطالب المشروعة وغير المشروعة ويدفع الجزية , ويطيح بهيبة الدولة أرضا ً بالضربة القاضية والتي سنحتاج إلى عقود لاستعادتها بعد ما حصل في الانبار , فبماذا دخلت إلى الانبار يا رئيس الوزراء , وبماذا خرجت ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك