المقالات

البعث والنازية: مشتركات تاريخية

532 10:40:00 2014-02-27

احمد شرار / كاتب واعلامي

قلد هتلر وزير أعلامه(د.غوبلز) من الأوسمة والأنواط الكثير، حتى نافس فيها جنرال حربه المحبوب (رومل)، الذي لا يختلف أعدائه حتى يومنا هذا على تقديره، (أعدمه هتلر لتفانيه في حب ألمانيا وليس حب هتلر) .لم يكن هتلر غبيا، أو متعجرفا ومجنونا كما وصفه أعدائه، كما لست هنا في جانب تعداد محاسن هتلر ومساوئه، فقد حكم عليه التاريخ من قبل.كما حكم على غيره من المجرمين ضد البشرية، الغرض من ذكري سيرة هذا الدكتاتور، انه لديه بصيرة بمعادن الرجال فأحسن استخدامهم لتنفيذ أغراضه.أعود للعلاقة التي جمعت بينه وبين وزير أعلامه، الذي أشرف شخصيا على طباعة كتابه الشهير (كفاحي)، والذي يصور سيرة حياة هتلر وما مر به حتى وصوله إلى سدة الحكم في ألمانيا، (د.غوبلز) خدم هتلر من حيث لا يعلم، إذ أنه فصل بين مسيرته كقائد ومسيرة الحزب النازي الحاكم.فوجد في هتلر الأيقونة والرمز، التي جعلت من الحزب النازي محبوبا قبل الحرب العالمية الثانية، وفي مرحلة انتصارات الجيش الألماني، بعد أن كان هذا الحزب منبوذا من الكثير من الألمان، وجاء، كسد فراغ سياسي، بعد هزيمة ألمانيا النكراء في الحرب العالمية الأولى، متزعمه العريف هتلر الساخط على تلك الخسارة والداعي إلى أعادة أمجاد الأمة الألمانية.كما قام (د.غوبلز) باستغلال أسم هتلر، في ضم الشباب الألماني، وزجهم في أتون معارك خاسرة مع الحلفاء آنذاك، بل أنه دفع بمعظم أعضاء الحزب النازي، كي يطهروا الجيش والأجهزة الأمنية الخاصة من غير الموالين، فأعدموا المئات من الضباط والآلاف من المراتب المشكوك بإخلاصهم للحزب النازي، تحت عنوان خيانة هتلر، وكان رومل الشاهد الأكبر على أفعالهم الدنيئة.وعندما حط الحرب أوزارها، كانت الأصابع توجه نحو هتلر وجيشه وقواته الأمنية الخاصة، وشبابه المعروفين ب (الشباب الهتلري) ولم يذكر أحد ذلك الكائن القميء (الحزب النازي)، الذي خطط ونفذ معظم الجرائم ضد الإنسانية ,عندما كان هتلر عضوا صغيرا فيه, حتى ترأسه إياه، فكاد الحزب النازي إن يفلت بجرائمه، ويرمي بوزر جميع تلك الجرائم على هتلر, الذي انتحر بخسارته الحرب، هذا العمل هدية (د.غوبلز) لحزبه أولا قبل هتلر, الذي خلده التاريخ كمجرم من أوسع أبوابه عبر أعلامه.المفارقة هنا، أن أول من اكتوى بنار النازية كان الألمان قبل غيرهم، فكانت الدعاوى تأتي تترى، على أعضاء ذلك الحزب في محاكمة (نورنبرغ)، وجاء قرار تجريم وتحريم الحزب النازي، آنذاك هو الضربة التي لم يحسب لها حسابا من قبل في تأريخ المحاكمات.أثقلت عليكم سادتي، لكن كان على أن أشير إلى هذا الجزء من التاريخ، الذي قد يخفي بين طياته تلك الإسرار الخطيرة.التي أن قارناها بما حدث في العراق، ومفهوم والبعثية كفكر والصدامية كمفهوم نجد أن اللعبة قد لعبت بنفس الأوراق، وبتسميات أن اختلفت، ففي اللغة والأحرف فقط، وكان المراد بها شيئا واحدا، هو تمرير فكر فاسد بلعبة أعلامي خطيرة، حكم الشعب الألماني على حزبه فأدانه، وجاء اليوم ليتخذ العراقيون نفس حكمهم على الفكر البعثي.

احمد شرار / كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-03-01
على الشعب قتل كبار البعثيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك