حسين جميل الركابي
علم السياسة علم اجتماعي له علاقة بعلم النفس ,وكذلك له علاقة بعلم الانثروبولوجيا,(علم الانسان) وعلم التاريخ وعلم الاقتصاد وعلم القانون و الحكم وادارة الدولة, لان غاية علم السياسة هي في التعلم حول كيفية تنظيم البشر بشكل افضل لاجل ان تتحقق العدالة الاجتماعية والاخذ بالناس نحو السلام والسعادة . السياسة علم وفن ولست بصدد التطرق الى الحديث عن النظرية السياسية,والفلسفة السياسية, وعلم السياسة المقارن.. لكن الذي اود الاشارة اليه ان تجار السياسة في العراق مثلوا الفردية بكل خصائصها في شخص واحد او في كتلة من الاشخاص وهذا اصبح واضح للعيان. لان السياسة عندنا اصبحت مهنة تبتكر التمويه والتفنن في خداع الناس وتضليلهم وسرقة ثرواتهم.. ولشد مادهش الشعب العراقي بالاداء الضحل لتجار السياسة . ايعقل ان تكون الزعامة مرة اخرى بيد الفاشلين لاقدر الله لان نعيش الشقاء بعينه, واشقى الناس من شقيت رعيته , وهذه ليست الغازا تجهل سرها العقول, وتتدحرج على صرحها المقاييس, ولولا المقاييس لضاع الحق بالباطل وسقط عنا تكليف التشخيص المعرفي, ولعجزنا عن غربلة الافكار الشاذة والمنحرفة, ولماتت عندنا الارتجاجات النفسية لاستنهاض الهمم, وتبقى المعايير هي المقياس وميزانا للتقييم. وتجنبا للاسهاب في متاهات قد يمجها ذوق القراء الاعزاء, على صفحات التواصل الاجتماعي(فيسبوك) لذا سوف اكتفي بهذا المقدار من المقدمة لادخل الى صلب الموضوع... يتحدث كتاب كبار عن(( ذكاء)) ابي علاء المعري فيروون عنه انه استمع مرة لحديث اعجميين لايعرف لغتهما, ثم اختلفا, واستشهدا به فاعاد كلامهما حرفا حرفا, وساعد القاضي على اصدار حكمه, ويخلص الكتاب ومؤرخو الادب من هذا الحكم على ابي علاء المعري بالذكاء الوقاد وكان الاصح ان يصفوه بالحافظة القوية..علينابالمحافظة على (( ذاكرتنا)) لان مصدر (( ذكرياتنا)) هي الاحداث التي تمر بنا والتي تترك فينا اثارها, ومهما يكن من امر فان العلماء جميعا متفقون على ان الانتباه الى الحادث والاهتمام به عاملان قويان في تذكره فيما بعد .واذا اراد الشعب ان يحقق فوزا كبيرا فعليه اولا بمشاركة حقيقية وفاعلة ليصنع ثورة بنفسجية, تدخل الفرحة الى ابناء الشعب العراقي وتوجه ضربة قاصمة الى اعداء العراق, وثانيا ان يختار المواطن بدقة وعناية كبيرتين اعضاء مجلس النواب ممن تتوفر فيهم عناصر النجاح , من اخلاص وحرص وكفاءة, وسيرة مشرفة,لاعادة روح الامل الى الامة العراقية التي اصابها الاحباط والاستياء كنتيجة طبيعية لتراكم الملفات التي لم تجد لها حلا في ظل حكومة بائسة انشغلت بصنع الازمات لكي تقتات عليها ,ومجلس نواب غير منسجم تتلاعب به الاهواء والرغبات والمنافع ..نحن بحاجة الى مجلس نواب يتشدد فيه الاندفاع نحو الصدق ليشكل حكومة فريق عمل منسجم يملك رؤية واضحة ومشروعا لبناء العراق في ضل دولة عصرية تتحقق فيها العدالة الاجتماعية لبناء الوطن والمواطن
https://telegram.me/buratha