حميد الموسوي
اهلنا الذين ماتوا من الصبر، ومن جملة ما أورثونا من مفرداتهم التسويفية المخدرة والتي اجبرهم على ابتكارها فقرهم ووعود رؤسائهم وحكامهم التي ما أتت ولم تأت، ويلجؤهم اليها الحاح طلباتنا التي تحصرهم في زوايا محرجة خاصة في مواسم الاعياد وبداية الاعوام الدراسية ودخول صيف قائض وشتاء ماطر، فيهربون متعكزين على: "راس الشهر، العيد القادم، كل ايام الله عيد، من ينزل المطر" وكلها مسبوقة بـ "ان شاء الله" فتمر على مدار السنة تتبع بعضها مع مفردات الأزمنة المستقبلية مغلفة طلباتنا بنسيان كثيف لنبدأ من جديد بقائمة طلبات متواضعة ربما يتحقق بعضها احيانا.ورثناها واضفنا لهامصطلحات معاصرة شفافة:"التخصيصات الجديدة، سلم الرواتب المعدل، الجلسة القادمة عند استتباب الامن، زوال تداعيات الأزمة، الظرف الراهن" طبعا هذا النوع من التسويف لا تعبأ به عوائلنا "اطفالا وخواتينا" يا استتباب، يا تخصيصات، يا راهن!.منذ عشر سنوات ونحن نعدهم بان العام القادم سيكون عام الاعوام وافطار الصيام. ومضى الكثير وبقي القليل. القبر.. اقصد الصبر مفتاح الفجر!. ولسوء الحظ فان الاعوام في ايامنا تمر مسرعة- يقال ان هذا من علامات الساعة- فما ان يلُوح هلال عيد جديد حتى يطل علينا عيد اضحى ساخن عتيد.وما ان يتم الاعلان عن ميزانية عمومية انفجارية- تتحير الوزارات بانفاقها ثم تتبخر بقدرة قادر- حتى نفاجأ بميزانية عام جديد هي الاخرى خرافية قابلة للتبخر، طبعا التبخر يخص المستويات العليا حصريا!. اليس من طبيعة البخار الارتفاع للاعلى؟، فما الغرابة في الأمر؟!.قبل اعوام كنت شاهرا سيفي بوجه حوار "الكيّات والكوسترات" ومقاهي "العطالة بطالة" وجلسات قتل الفراغ الواسع. ويا ويله من يتفوه بكلمة تذمر ينال بها من عملية التغيير او يتطرق الى سوء الاوضاع "الوردة" او يحاول اجراء مقارنة او تفضيل. وقبل اعوام كنت ممتشقا قلمي "اصفط" الاعذار والتبريرات، وعسى ولعلما.. وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. وما اكثر "الصحون والاستكانات" التي كسرتها بوجه الاولاد حين يضحكون من تبريراتي واعذاري الواهية عن تلكؤ حلول الازمات وعدم تنفيذ مشاريع السكن والبطالة و الكهرباء والخدمات والترحيل المستمر من سنة الى اخرى.حتى ايقضتني شماتتهم هذا الاسبوع حين مرت سنون عشر وعدة من الشهور وانا على نفس المنوال والموال والوعود تتبعها وعود .. مشاريع معطلة يرفض البعض التصويت عليها..ومشاريع مطروحة للمساومة ..ومايرضي عبدالله يزعل فتح الله .. ومل البحر زرقته ومل جذوعه الشجر .. وقد صرنا كأهل الكهف لاعلم ولاخبر !.على امل ان تنقذنا ميزانية 2014 الواعدة
https://telegram.me/buratha