المقالات

التحالف الوطني: من يحمل نعشنا؟!

651 09:56:00 2014-02-28

  في اليوم الذي سبق يومنا هذا، كتبت عمودا هنا، كان عنوانه (التحالف الوطني: هل أنتم شيعة حقا؟!) خلصت فيه الى نتيجة تفضي الى سؤال مفتوح، مؤداه هو هل أن التحالف الوطني يمثل حقا المكون الشيعي؟!..وكانت الإجابة على لسان ذلك الرجل الجنوبي العجوز الذي هز اليمنى المعروقة إستهزاءا، أو إستنكارا، متسائلا: إسألوا أعضاء التحالف الوطني، عن المسجد أو الحسينية التي يصلي أي منهم فيهما!

  وبديهي أن سؤال  الرجل الجنوبي العجوز، أرسل إشارة واضحة قوية وخطرة في آن واحد، عن ضعف علاقة أعضاء التحالف الوطني كأفراد وساسة، بقواعدهم الجماهيرية الشيعية، التي عادة ما يكون منطلق تحركها وميدانها الطبيعي؛ المساجد والحسينيات..لكن إشارة الرجل الجنوبي العجوز، لا تتحدث عن ضعف علاقة فقط، بل أنها قطعت الأمر بعدم وجود هكذا علاقة، أو على الأقل إنقطاعها!

  الموضوع ينفتح على مواضيع أخرى الآن، من قبيل: ما هو حظ التحالف الوطني من الوجود على أرض الوقع؟! وإذا كان قائما فما هي آليات عمله كتحالف؟! وهل أن له بنية مؤسسية، يمكن للجماهير التعامل معها، والإحتكام إليها أو الرجوع لها كمرجعية سياسية؟! أم أنه هلام سياسي، ليس له معالم محددة؟! وإذا تجاوزنا هذه الأسئلة المستفزة، بكسر الزاي وبفتحها، وقبلنا بقول من يقول: أن التحالف يعمل بالحد الذي تقتضيه الظروف، فما هو مقدار هذا الحد؟!

  في المشهد السياسي الراهن لا يسعنا أن نكذب على أنفسنا، ونتغابى ونقول: بأن التحالف يعمل ولو بالحد الأدنى، فيما مصاديق الإحتراب الداخلي بين أطرافه، والخلافات التي تعصف بالعلاقات البينية لأطرافه، والتي بين أيادينا من التواتر والكثرة، أكثر من أن تحتاج الى أن نوردها!

  صحيح أن أطراف التحالف الوطني توافقت مرتين، على تمثيل المكون الذي تنتمي اليه؛ في تشكيل الحكومة، وفي المرة الأولى؛ وعندما كان أسمه الإئتلاف الوطني الموحد، كان التحالف متماسك نسبيا، ولكن بعد أربع سنوات من تجربة الحكم، لعب الملك في الرؤوس، فتباعدت أطرافه، و بعد ذلك  في الأنتخابات التالية، كاد أن يموت، لولا أن الحاجة التي فرضتها؛ الخشية من إنفلات السلطة من أيديهم؛ كما تنفلت حبات الرمل الجافة من قبضة يد متعبة.

  ولذلك وبعد لأي تشكل التحالف الوطني، على حد أدنى من الإتفاق بين أطرافه، وهو حد أنتج حكومة مثقلة بالمشكلات والقيود، وبلغت من الضعف والهزال، أن المشاركين فيها يضعون قدما فيها وقدما خارجها، بكل ما لذلك من إسقاطات ونتائج..

كلام قبل السلام: في المرحلة القادمة، لا يمكن توقع عودة التحالف الوطني ولو بحده الأدنى، وسيقتضي الأمر منا  كجماهير له، أن نودعه منذ الآن الى مثواه الأخير، لكن ونحن نحمل النعش، علينا أن نبحث عن بديل قوي، وإلا لن نجد من يحمل نعشنا نحن أيضا ! 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-03-01
سيكونالتحالف الوطني قوياً ومؤثرا شريطة ان تأتلف اجنحه جديده وخالي من الدعوه لانه مصدر ضعف الشيعه وصانع الازمات مع شركاء الوطن السنه والاكراد وغيرهم
الدكتور شريف العراقي
2014-03-01
على الاتحاد الوطني ان يكون قويا ضد البعث وأعداء الجنوب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك