بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي وكالة أنباء براثا وقد دخلت عامها التاسع , ثمان سنوات مرت على انبثاقها شذى يعطر درب الثابتين وسهما ً يصيب قلوب المرتابين , مشروع صغير قـُدر له التوفيق لينطلق قمرا ً يدور في فلك عشاق الوطن المظلوم والمذهب الجريح .
اعذريني يا براثا ان لم تنطلق مني كلمات التهنئة والمباركة وكيف ؟ ودماء الشباب ينبوع لا ينقطع والظلم والحيف يكاد يصرع العدل وانات الثكالى تغيب البسمات والأماني تغادر شيئا ً فشيئا ً حاملة احلامنا الوردية التي كنا نظن ان الجدار الصدامي وحده فقط من يقف امامها الا ان الجدران تكاثرت وتداخلت فباتت امالنا تعاني انعكاسا ً وانكسارا ً في زوايا مختلفة .
غاليتي لا تقلقي فليست دعوة لليأس بل هي دعوة لمزيد من المقاومة ضد التيار الفاسد وبسلاح الكلمة التي لم تفارق أنبياء الله وأصحاب دعوات الحق , فليكن عامك التاسع عاماً مميزاً بابطال وعشاق لم يفارقوك فصرتي لهم منهلا ً يـُرتوى منه وقبسا ً ينير الدروب الموحشة , انه العام التاسع وهو رقم لا تنساه الفتيات المسلمات فهو عام التكليف وقد سطرتي لنا خلال السنوات الثمان المنصرمة ما يجعلنا ننسى انك غصن طري ولكن ها هو عودك يقوى ويمد جذوره في قلوب محبيه فلو حاولوا اقتلاعك سيقتلعون معك قلوبا ً كثيرة وكم اقلقتنا قبل اسابيع حينما غيبتك عاصفة صفراء مرت علينا وعليك بسلام .
ما ميزك باعتقادي انك منبر لافراد لااحسبهم أفرادا ً ففردهم أمة فهم يعكسون احساسهم وطموحاتهم واقتراحتهم حول ما حصل وما يحصل يحللون ويشخصون وينتقدون ويعلقون يخطئون ويصيبون ولكنهم في النهاية محبين يحاولون مساعدة أبناء بلدهم ووطنهم وهذا أجمل ما في براثا فما اهمية القلم المنمق والمنطق المستورد يسطرّ هنا وهناك لمبادىء ليست مناسبة لنا ويرسم وقائع لا تناسب احوالنا فتصبح الصفحات متشابهة والنفس واحد .
أما في صفحاتك فالامر مختلف فلقد احتضنتي من استفزهم حال بلدهم ليبحث في عمقه عن تعبير يجري على قلمه فيصبح الوصف غاية في الدقة والدخول الى قلب القارىء امر يسير فهنيئا ً لك هذا الاحتضان الموفق لكل من يريد التعبير بعيدا ً عن مقاسات الكتاب فلسنا كتاباً ومنافسين بل قلوب تغلي حزنا ً على حبيب كثرت جراحه .
ما افتقده في براثا لهذا العام التعليقات فلا اجد روادها كما عهدتهم سابقا ً يمتطون جيادهم في تسابق قراءة الحدث وأبداء الرأي , معكم من ان المجريات والاحداث تكرر نفسها ونكاد نسمى صدى اصواتنا مرارا ً وتكراراً ولكن لا عذر في هذه الاوضاع الاستثنائية وان امتدت لعقود ! فماذا نفعل فهذا حالنا الذي يحتم علينا واجبات كثر وهذا وطننا الذي لاتكفي بنوك دم العالم لاستدراك بدنه العليل .
براثا ليست وكالة معصومة فلا تتعامل معها على نحو الحدية فأما وألا فهذه الطريقة التي اجد انفاسها في بعض التعليقات لا تخدم في شيء فما نريده هو التكامل وجميل ان تشير الى ما تعتقده خطأ أو في غير محله ولكن ليكن ذلك بمستوى المحب الذي يحب لاخاه ما يحب لنفسه وحقيقة ان جنود كتيبة براثا هم جنود بواسل يستحقون كل تقدير واحترام وان جهدهم المضني والمتعب يجعل الجندي منهم ينتظر من اخيه كأس ماء يسقيه لا ان يرميه بوجهه فشكر للرواد الذين تنعش اشاراتهم القلوب المتعبة وشكرا لجنودك البواسل .
شكرا لكل من ابتدأ اسمه بعلي من محسنها وضرغامها وسلمانها وكل العاملين فيها شكرا لجهودكم ودمتم موفقين مسددين .
شكرا للكتاب الرائعين ولن اذكر أسماء فهم كما الفاكهة بنكهات مختلفة مميزة .
شكرا للقراء والمعلقين .. لكم منا الف تحية ولو علمتم ما لكلماتكم من اثر في قلوبنا ما بخلتم علينا بطيب مداخلاتكم .
نسال الله في هذه الجمعة المباركة التي انطوت دونما حسيس لبطلنا ومنقذنا الذي تشرق شمس الجمعة في انتظاره وتغيب دامعة أملة في جمعة قادمة تحمل الفرج , أسال الله الثبات لنا ولكم على درب الحق و أن نحسن قبض الجمرة بين ايدينا مستبشرين ونعد العدة ليوم لقاءه , اللهم اجعل جمعنا هذا في خير وسددنا لكل ما تحب وترضى .
حقيقة بحاجة لان يدعوا بعضنا لبعض بالتوفيق والسداد وحسن العاقبة انه سميع الدعاء .
اختكم بغداد
https://telegram.me/buratha