بقلم/عدنان السريح
:إن الانحرافات التي حدثت على مر التاريخ وفي تاريخنا المعاصر، كان سببها التقاعس عن نصرة الحق وخذلانه فلو أن المجتمع نصر الحق ووقف معه لما حل محله الباطل.إذ إن الباطل لايكون لو لم يكن له محل،وما اكثر الذين يتبعون اليوم الباطل لتحقيق أهداف ومآرب دنيونية، آنية على حساب آخرتهم. ويصطفون في صف الباطل فهم، يكذبون ويخونون الأمانة ويساومون على الحق، ويقترفون كل ما يؤهلهم الى إمتطاء الدنيا لتحقيق أهدافهم وغاياتها، وإن كان على حساب أوطانهم وأممهم.كل همهم مكسب سلطوي وقتي غير دائم، يكلف الوطن والأمة مشروعها السياسي والأجتماعي والأقتصادي وحياة الناس ومصيرهم.لقد مر العراق بكثير من النكبات على مر السنين وما زال يمر اليوم، بنكبات ونوائب واحدة تلو الاخرى،في ظل غياب مسؤولية المسئول تجاه الوطن والمواطن.بعد تسلط نظام البعث على السلطة في العراق، تعرض البلد جراء غياب روح الوطنية والمواطنة،وظهور مكانها روح التسلط والعنجهية وغطرسة الحاكم والقائد الاوحد.الذي قاد بسياسته الدكتاتورية المصائب والنوائب، والحروب والنكبات واحدة تلو الاخرى على البلد. لقد خاظ نظام صدام حرب ضد شعبة من الاكراد، وحرب آخرى ضد إيران الجارة التي دامت قرابة ثمان سنوات. تكبد فيها شعبنا خسائر بالأرواح والأموال، وما إن انتهت حتى غزى النظام البعثي الجارة الكويت، وأَسقط النظام نفسه أمام المجتمع الدولي والتحالف الدولي. الذي حرر الكويت فيما بعد ودخل العراق بذلك الوصاية الدولية، وفرض الحصار على العراق الذي دفع ثمنه الشعب، وليس النظام الحاكم. ومن جراء تلك السياسات المتغطرسة، وتبعات ذلك النظام تعرض العراق الى الأحتلال، بعد إسقاط النظام الصدامي في نسيان 2003. لم تصمد تلك الترسان العسكرية والهالة الأستبدادية القمعية، أمام قوات التحالف أكثر من شهر. كان نظام صدام قائما على نظام دكتاتوري سلطوي سخر خيرات البلاد لصالح تسلطه والحروب، في ظل غياب سياسة واضحة في خدمة الوطن والمواطن.على طلاب السلطة اليوم وبعد اليوم أن يعرفوا حجم وجسامة الأمانة، التي في أعناقهم وهي مواقف وأعمال يخلدها التاريخ،وتؤسس لما بعدها من المراحل القادمة. تخدم الوطن والامة،أوتجعلها تنحرف عن مسارها جراء مغامرات سياسية لا تنم عن أي إستراتيجية في العمل السياسي. أو أي أفق سياسي في إدارة الأزمات وذلك يأخذ الوطن الى مغامرات سياسية ثمنها أبناء الوطن، وخيراته وكيانه السياسي ووحدة أراضيه ومشروعه.وذلك يفضي الى تدخل من هب ودب في شؤونه الداخلية. وللوقاية من الأخطار والأنهيارات في المواقف السياسية يجب، أن تكون هناك إستراتجية في التعامل مع الملفات والأزمات الطارئة. وفق حلول صحيحة ومواقف سياسية لا تكون على حساب وحدة شعبه وأراضيه وكيانة السياسي.
https://telegram.me/buratha