قاسم العجرش
ليومين متتاليين نشر لي في صحيفة المراقب العراقي عمودان، الأول كان عنوانه (التحالف الوطني: هل أنتم شيعة حقا؟!) وفي اليوم التالي كان عنوان ألواحنا الطينية تلك: (التحالف الوطني: من يحمل نعشنا؟!).
خلاصة العمودين ؛مثل خلاصة قصة يوسف..فتى ضاع فوجده أهله بعد ضياع!..خلاصة قصة التحالف الوطني أيضا: فتى ضاع وما زال أهله يبحثون عنه!
وواضح من دلالة العنوانين؛ أني أنقل إنشغالات الشارع الذي يمثله التحالف الوطني، ولم أك مروجا له كممثل عن الشيعة! كما لم أعلم وأنا أكتبهما أنني كنت طائفيا، كما أتهمني قاريء في رسالة وردتني على بريدي الألكتروني!
القاريء لم يكتف بالطائفية إتهاما، بل مضى أبعد من ذلك؛ حينما أتهمني بالعمالة لإيران، تلك التهمة الجاهزة ضد كل شيعي، سواء كان في العراق أو في هندوراس أو القطب الشمالي!
قلت في نفسي ربما قارئي هذا، قد وجد عبارة يفهم منها ميلا لإيران ضمن أحد العمودين، ولذلك قمت بمراجعة دقيقة لهما، وتأكد لي أني لم أقارب فيهما موضوعا يتعلق بإيران، لا من قريب أو بعيد، وأسفت على أني لم أفعل ذلك! فقد كان ممكنا أن أضمن في أحدهما، إشارات نحو الشرق، حيث كان يقف جيش صدام، حارسا للبوابة الشرقية للأمة العربية الواحدة، ذات الرسالة الخالدة، ضد الأطماع الإيرانية، مديرين ظهورهم لإسرائيل الى الأبد!
ولأنه لا يمكن تفكيك العلاقة بين الطائفية والعمالة، في مساحة عمود، سألجأ الى الأسئلة طريقا لتبرير عمالتي!
أول الأسئلة هو: هل أن هناك مشروعية للمذهب بدون الدين؟ لأن المذهب إذا لم يكن فرعا من دين، صار دينا مستقلا، الدين في المذهب رأس، والمذهب جسد، وعليه، فإن الطائفي هو الذي يعمل على الفصل بين المذهب والدين، كما حصل لدى جمهرة من فقهاء المسلمين المتقدمين، الذين لجأوا الى التأويل والقياس، لينشئوا مذاهبا أربعة باتت هي الرؤوس، أما الإسلام فإنه جسد، وبنوا قاعدة صلدة على أنهم الصحيح الأوحد، وما عداهم خطأ أو مشكوك فيه، ولذلك أطلقوا على كتبهم (الصحاح) ، كمقدمة لإحتكار الحقيقة الى يومنا هذا!
ثاني الأسئلة؛ وكي نعرف من هو الطائفي، أسأل من يدعي إحتكار المعرفة: كيف تأتى لك أن تعرف طائفيتنا، إن لم تكن ترانا بعين طائفية، قائمة على إنكار حقنا في أن نجتمع في بيت واحد، كما فعلتم أنتم؟!
الطائفية تتقمص دور الدين وتتزيّأ بعباءته وتتمظهر فيه، من أجل تسويغ وجودها ونفي الوجودات الأخرى، ونكتشف بلا عناء، أن الذين يتهمون غيرهم بالطائفية، يسعون إلى أخراج غيرهم من الدين نهائيا وهم طائفيين بامتياز..
كلام قبل السلام: أما العمالة لإيران، فهو أمر أرجوا أن يدلني على بابه، حتى أطرقه بكلتا يدي، لعل وعسى أجد خلف ذلك الباب؛ من يملأ ركابي بالتومان، كما ملئت ركاب صاحب الرسالة التي وصلتني أول أمس، بالريال السعودي والدولار الأمريكي، معلنا قبولي بالتومان برغم أن قيمته أقل في سوق العمالة من قيمة الريال والدولار!
سلام...
https://telegram.me/buratha