الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
عدد من الاسلامين يصدرون حكما مسبقا ضد رموز إسلامية , هم بالأساس قادتهم , ولكن المصالح السياسية حولتهم إلى غرماء متقاطعين , وكثير ما نقرأ لكاتبِ يتصدى بهمة متناهية ضد رموزه الدينية , والمرجعية التي يرجع إلى آراءها في عباداته وتروكه ..
وينسى " الهؤلاء " الأصول الفكرية في القران الكريم , كيف يتعامل مع الإشاعة .. { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} .. أو الواجب , أن يحمل أخاه على سبعين محمل .. ويتمنى في نفسه على أخوته أن يحملوه على هذه الأصول الفكرية .. ولكنه حين يستخدم أسلحته الهجومية على قادته ورموزه , فانه يعتبر ذلك واجبا شرعيا تأدية رسالة السماء .. { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } فالمرجع كافر في عرفه وفهمه ..التابعون لذلك الضحية منه بالإشاعة مشمولين بالتكفير الإعلامي .... له نظرة سمية مساوية بالحقد أكثر من حقده على أعداء الدين .. وربما ليس له موقف أصلا من أعداء الدين ...
جاءني رجل بعد سقوط النظام , سألني أن ابرأه الذمة , سألته من ماذا ..؟ قال لأنك زمن النظام كنت اسمع مجالسك الحسينية , وحين تتكلم بمصطلحات { قوية } آنذاك ,كنا نعتقد انك مفوض بالأمن , ونشتم .......... , تألمت من كلامه وسألته , هل كنت تشتم الذين يشتمون دينك ومذهبك ..؟ قال : لا .. !!
قبل أيام تحدثت عن تشتت الأمة, وأهمية أتباع القيادة من القاعدة وعدم التهجم على الرموز .. قلت: زرت الشيخ أية الله محمد اليعقوبي قبل سنة تقريبا .. سألني لماذا أنت مقل في زيارتنا ..؟ قلت له بعفوية شيخنا زياراتي للنجف أصبحت سريعة , وهي لا تزيد عن نصف نهار وأعود إلى كربلاء لوجود بيتي هناك .. ولكن اليوم عندي وقت كافي , وتشرفت بزيارة آية الله العظمى السيد علي السيستاني .. والآن أزورك , وسأذهب لزيارة السيد مقتدى الصدر قبل صلاة الظهر .. ضحك الشيخ اليعقوبي , والتفت إلى الجالسين وقال : هذا الذي نريده ..
الذي دفعني لكتابة هذا التوضيح , بعض التعليقات التي لا تستحق أن نرد عليها " كمثلها" كونها منطلقة من الإشاعات التي مزقت الأمة , بل مطلقها جزء من الأزمة التي حلت بنا الكارثة , هؤلاء أصحاب حكم مسبق دون دليل , ولو كان لهم جزء من موقف أنساني , أو ممن عايش تلك الحوادث المرعبة زمن الطاغية وأجهزته الحزبية والمخابراتية ,وعايش الفقهاء زمن الطاغية وما يعانون ... لكان لهم رأي آخر ..
https://telegram.me/buratha