القاضي منير حداد
حين ينغز انسان، بإبرة، يجب ان يعطى الحق بالتأوه، وهذا ما فعلته.. تراكم داخلي دفق من شعور مكتوم بالحيف، كاد يتفجر من عمق وجداني، فترجمته الى صرخة إحتجاج حضارية، سربت من خلالها، إحساسي بالهضيمة والخذلان؛ جراء تنكر رئيس الوزراء نوري المالكي، لدوري الوطني، بأعدم الطاغية المقبور صدام حسين، منتشلا الحكومة والدولة، من مغبة تهريبه، المخطط لها بليلة بعد تنفيذ الاعدام، سبقناهم اليها، ولو هرب الطاغية مثلما حدث لأيهم السامرائي ونمير إدهام، لصارت "..." مهزلة!
حجب عني راتبي التقاعدي المستحق، كوني قاضي ومؤسس المحكمة الجنائية العليا ونائب رئيسها، وأخرجني من المنطقة الخضراء للسكن من دون حماية، كاشفا جناحي.. أنا المستهدف من البعثية والقاعدة ثأرا لصدام.
وحدي بعشرة قضاة
نشرت رسالة احتاج وليس توسل؛ فانا صاحب حق، ذو تاريخ يفتقر له سواي.. كتبتها لا خوفا ولا طمعا ولا هوانا.. يشهد لي بذلك، إقدامي على اعدام صدام، في غضون ليلة واحدة، عملت خلالها لوحدي.. بكثافة جهد عشرة قضاة على مدى شهر؛ إذ تهرب اصحاب الصلاحيات الدستورية، في تنفيذ الاعدام، كما لو يفسحون الوقت لتهريبه، منهم من سافر الى خارج العراق أو اعتصم ببيته رافضا الحضور ومختلقا الاعذار لتأخير التنفيذ ومفتعلا الاسباب الواهية؛ فانتدبني المالكي للمهمة، وانجزتها لوحدي في ليلة واحدة متحملا مغبتها فردا.
فهل جزاء الاحسان الا الاحسان!؟
قناعة واعية
عودتي للعمل محامي، وتوكلي في الدعاوى قائم على قناعة واعية، بإحقاق الحق؛ فأنا انتقائي في قبول الدعاوى، مهما كان غنى الباطل وفقر الحق؛ عملا بحكمة الامام علي.. عليه السلام: "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".
والاحتجاج بصرخة: "آه" تنبع من اعماق الوجدان المتألم، ليس بينها والرب حجابا، ولا تحتاج إستئذانا في الدخول على المنصفين، وحدهم اولياء الطاغوت، يصمون آذانهم.. كأن فيها وقرا، عن سماع الحق.
تلك هي حقيقة رسالتي الى المالكي، التي نشرتها المواقع الالكترونية والصحف الورقية، اتمنى ان تلقى ترحاب المنصفين، أما من جف ضميره داخل حصاة في جوف كهف مظلم؛ فلا جدوى منه.. لا يرجى خير صداقته ويخشى شر عداوته؛ لأن من يزعل من الحق لا اريد رضاه بالباطل.
https://telegram.me/buratha