من الاسئلة الاكثر شيوعا وذيوعا في الاوساط الشعبية ومنذ بدء عمليات ثأر القائد محمد الي نفذتها قواتنا الامنية في صحراء الانبار اواخر العام المنصرم حتى يومنا هذا هو متى يتحقق الانتصار على الارهاب بشكل تام ونهائي ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر ان يتم هذا النصر ونرى نتائجه وانعكاساته على الارض لكن ما تحقق لحد الان ليس بمستوى الطموح لسببين الاول هو اختطاف الارهاب لمدينة الفلوجة وتمركزه فيها واتخاذه اياها مركزا يعبر فيه تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين عن تحديهما لارادة الشعب وسيادة الدولة العراقية على كامل التراب العراقي وهو ما يقودنا للتساؤل في نهاية المطاف هل ان ذلك وضع طبيعي قابل للاستمرار اعني هل تعجز قواتنا الامنية بكل اصنافها ومنتسبيها وقيادتها عن التصدي للارهابيين ودحرهم وتطهير الفلوجة من دنسهم وكيف ستكون نهايته وهنا نتسأل طبعا عن مدى جدية وفاعلية الخطط الامنية التي تضعها قيادات اثبتت انها غير فاعلة وكفوءة لقيادة المعركة ضد الارهاب فمن غير المعقول اطلاقا ان نرى كل هذا الاستنفار الامني وتحشيد الجهود وبذل الاموال من قبل الحكومة ولانرى حسما للموقف في الفلوجة والمناطق المحيطة بها في وقت ان محيط بغداد عموما بات منطقة مكهربة وكان الارهابيين ومن يدعمهم بصدد انشاء منطقة عازلة تفصل بغداد عاصمة العراق ومركز القرار الاول فيه عن بقية المناطق والمحافظات الاخرى نعم ان المناطق المحيطة بالعاصمة اليوم وبحسب التقارير باتت مناطق ساخنة وتوصف بانها مرتع وحاضنة لفلول الارهابيين ومن ينفذون اجندات دولية واقليمية على حساب المواطن العراقي وقواته الامنية وسط حالة من غياب المعلومة المؤكدة لما يدور فعلا على الارض كما يشكل تضارب التصريحات بين المؤيدين للعمليات العسكرية فيما بينهم فهناك مسؤوليين اتحاديين في الداخلية والدفاع وحكومة محلية في الانبار وشيوخ عشائر موالين منخرطين في تشكيلات الصحوة ومجلس انقاذ الانبار فضلا عن معلومات مخالفة واراء جهات تقف في الخندق المضاد وهي بمجملها تتحدث عن انتصارات للعشائر( الثائرة ) على القوات الحكومية بحسب ما تصور بعض وسائل الاعلام ذات توجهات مرتبطة بنواب متحدون ومن لف لفيفهم ممن لايعجبهم العجب ويرون انهم الاولى بتقييم الاوضاع ناهيك عن اعداء صريحين يتزعمون الارهاب ويؤلبون الدول ويجمعون الاموال والارهابيين لتقويض الاوضاع وهم قطعا اما مسكوت عنهم او ان يد الدولة العراقية قاصرة عن الوصول اليهم وسط ذلك يتم الحديث والترويج لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في بغداد وهنا يبرز التساؤل هل سيجني العراقيون شيئا من هذا المؤتمر ام ان الدول والوفود المشاركة ستكتفي بالقاء الكلمات وتوقيع بروتوكولات فارغة دون ان يكون هناك عمل واضح يفضي للضغط على الدول الداعمة والمؤيدة والمشاركة في تفشي الارهاب وعودة مظاهره في الشارع العراقي اوان وفودا اخرى تعقد صفقات للعفو عن ارهابييها وهي بذلك قد تحقق اهدافها دون الالتفات للخطر المحدق بالعراق والمنطقة لانها غير معنية بوضع العراق لا من بعيد ولا من قريب وهنا لابد ان اشير انني لست معارضا لعقد هكذا مؤتمرات على العكس تماما لكن اقول ما هو المرجو منها وماذا اعدت حكومتنا لاقناع الاخرين ودفعهم باتجاه تبني موقف معلن من الارهاب فضلا عن اليات وبرامج عمل تسهم بالنهاية في تحجيم الارهاب من جهة وتضغط على الدول الداعمة له خصوصا وان دول المنطقة العربية بشل اخص لم تتفق على تعريف محدد للارهاب وماهيته بل العكس تماما تصنف الدول بعضها بعضا وتصنف الجماعات والاحزاب والقوى على مزاجها ووفقا لمصالحها الذاتية فالقوى المقاومة ارهابية والمطالبة بحقوقها ارهابية ومن يعارض الانظمة اصبح ارهابيا وكل ذلك يندرج في اطار صراع الزعامات لاغير دون ان تكون هناك اطر محددة تعرف الارهاب وتوحد الجهود باتجاه الحد من مظاهره وافعاله وجرائمه اخيرا نقول ان العراق عانى ما عانى من الارهاب الاعمى المدعوم دوليا واقليميا وهو بحاجة لان يسجل انتصارا تاريخيا على قواه وفصائله والدول التي تدعمه لا ان يتم اللجوء لاجراءات بائسة وخطوات غير محسوبة يراد منها تحقيق الكسب السياسي دون مراعاة لمعاناة المواطن وتضحياته وامنه في المقابل لابد من حشد الطاقات والجهود لتحقيق ذلك واعادة الثقة للمؤسسة الامنية التي تعاني بحسب شهادات ضباط وجنود في الانبار من العناصر المندسة وظاهرة بيع القوات الامنية وتركها تقاتل وحيدة دون اسناد حقيقي وهو ما يحدث يوميا فهناك بعض الخسائر البشرية في صفوف القوات الامنية ما كانت لتكون لولا حماقات بعض القادة العسكريين وخيانة بعض عناصر الشرطة والصحوات التي تقاتل نهارا مع القوات الامنية وتنظم تحت جنح الظلام لصفوف التمرد والارهاب وهذه حقائق نريد قولها والحديث عنها لمعالجتها والتنبه لخطورتها لاننا حريصون على بلدنا
https://telegram.me/buratha